«القاعدة» تؤكد موت بن لادن

تعهدت بمواصلة الهجمات على الغرب وحثت على انتفاضة شاملة في باكستان

TT

ذكر موقع «سايت»، المتخصص بمتابعة مواقع الأصوليين على الإنترنت، أن تنظيم القاعدة أكد أمس موت زعيمه أسامة بن لادن. وقال الموقع «بثت (القاعدة) بيانا على منتديات جهادية في السادس من مايو (أيار) 2011 يؤكد موت زعيمها أسامة بن لادن». وتعهد التنظيم في البيان بمواصلة الهجمات على الغرب، وقال إن موت زعيمه أسامة بن لادن سيكون «لعنة تطارد الأميركان وعملاءهم». وحثت «القاعدة» الباكستانيين على «أن يهبوا ويثوروا لغسل هذا العار الذي ألحقه بهم شرذمة من الخونة واللصوص، وأن ينتفضوا انتفاضة قوية عامة لتطهير بلادهم من رجس الأميركان الذين عاثوا فيها فسادا»، وحمل البيان، الذي لم يتسن لـ«الشرق الأوسط» التأكد من مصداقيته وصحته، عنوان «تنظيم قاعدة الجهاد، عشت حميدا، بيان بشأن ملحمة الإباء، واستشهاد أسد الإسلام الشيخ أسامة بن لادن». وقال البيان: «فهنيئا لأمة الإسلام باستشهاد ابنها البار أسامة، فبعد حياة حافلة بالجد والجهد، والعزيمة والصبر، والتحريض والجهاد، والجود والكرم، والهجرة والأسفار، والنصح وحسن التدبير، والحكمة والحنكة، طوي عمر شيخ الجهاد في هذا العصر لتبقى دماؤه وكلماته ومواقفه وخاتمته روحا تسري في أوصال أجيال أمتنا الإسلامية جيلا بعد جيل». وتعهد التنظيم في بيانه بالمضي «على طريق الجهاد الذي سار عليه قادتنا، غير متوانين ولا مترددين، ولن نحيد عن ذلك أو نميل حتى يحكم الله بيننا وبين عدونا بالحق وهو خير الحاكمين». وأشار التنظيم إلى أن بن لادن كان قد سجل كلمة صوتية قبل أسبوع من مقتله ضمنها نصائح وتوجيهات للأمة الإسلامية التي انتفضت مؤخرا، قائلا إنه سينشرها قريبا. وكانت فرقة أميركية من قوات «سيلز» التابعة للبحرية الأميركية قد تمكنت من اقتحام مقر إقامة بن لادن الحصين في مدينة أبوت آباد شمال إسلام آباد، وقتلت أسامة ثم احتجزت جثته قبل أن تدفنها في البحر. ورفض الرئيس الأميركي، باراك أوباما، نشر صور لجثة أسامة بن لادن، بينما شكك كثيرون، خصوصا من المسلمين في آسيا، في مقتله. غير أن هذا البيان من تنظيم القاعدة جاء ليؤكد ذلك. وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا أن خمسة أشخاص بينهم بن لادن قتلوا الأحد في عملية كومندوز استهدفت مقر إقامة زعيم «القاعدة» على بعد 50 كلم شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد.

وقتل في العملية التي استمرت 40 دقيقة بن لادن ورجلان آخران وامرأة كان رجل يختبئ خلفها، بحسب مصدر أميركي. وأصيبت امرأتان بجروح في العملية. ويؤوي المجمع الذي هوجم العديد من النساء والأطفال الآخرين. وأوضح المسؤولون أن بن لادن قتل برصاص عناصر الكومندوز الذين لم يصب منهم أحد. وقال أحد هؤلاء المسؤولين «كانت عملية بالغة الخطورة». وكانت شبكة «إن بي سي» التي انفردت بكشف أن أربعة من الخمسة القتلى لم يكونوا مسلحين وأن غالبية الوقت الذي استغرقته العملية قد استخدم في تجميع أجهزة الكومبيوتر في المنزل وبرامجها والهواتف وغيرها من المواد التي يمكن أن تكون لها قيمتها في التجسس على تنظيم القاعدة وعملياته المحتملة في أنحاء العالم. وقد تم نقل هذه المواد إلى معامل مكتب التحقيقات الفيدرالية في قاعدة سلاح البحرية في كوانتيكو بالولايات المتحدة لفحصها. من ناحية أخرى، قال صاحبا محل في باكستان إنهما تمكنا من التعرف على جثتي أبو أحمد الكويتي وشقيقه مراسلي بن لادن من الصور التي التقطت في المجمع بعد العملية. وكانت وكالة «رويترز» للأنباء قد نشرت صورا قالت إنها اشترتها من مسؤول أمني باكستاني دخل المجمع بعد الهجوم عليه. وأضاف الاثنان أنهما لم يتمكنا من التعرف على الشخص الثالث في الصور، والذي لا بد أن يكون ابن زعيم تنظيم القاعدة، حيث إن الإدارة الأميركية قد أعلنت مقتل 4 رجال وامرأة في العملية.