الأمم المتحدة: ليبيا على شفا كارثة غذائية واجتماع لمنظمات إنسانية في القاهرة

وزير الخارجية اليوناني: أرسلنا سفينة مساعدات إلى بنغازي مع دبلوماسيين للقاء المجلس الانتقالي

TT

قال برنامج الغذاء العالمي إن إمدادات الغذاء في ليبيا قد تنفد خلال ستة أسابيع إلى ثمانية إذا لم توضع خطط لتفادي كارثة إنسانية واسعة النطاق. وتعقد نحو 100 منظمة إنسانية عربية ودولية، اجتماعا غدا في القاهرة لبحث سبل مساعدة الشعب الليبي وآليات الغوث الإنساني.

وقالت جوزيت شيران المديرة التنفيذية للبرنامج في مقابلة مع «رويترز»، إن المخاوف بشأن الإمدادات تشتد في شرق البلاد الذي يسيطر عليه المعارضون وحيث تسعى سلطات المجلس الانتقالي جاهدة لشراء الأغذية وتوزيعها. وقالت شيران في بروكسل «التحدي الذي تواجهه ليبيا هو أن هذا النظام الغذائي يخضع لسيطرة مركزية وتديره الحكومة ولا يجري الآن إعادة تكوين المخزونات. النظام كله قد ينفد ما لديه من أغذية خلال ستة أسابيع إلى ثمانية». وأضافت بقولها «إذا لم نعالج الفجوات الكبيرة في النظام الغذائي في ليبيا ولا سيما في شرق ليبيا فإننا سنضطر إلى التفكير في عملية إنقاذ إنساني واسعة».

وقالت شيران إن برنامج الغذاء العالمي أجرى محادثات مع مسؤولين في اجتماع «مجموعة الاتصال» بشأن ليبيا في روما أول من أمس. ولمحت إلى أن البرنامج مستعد لتوسيع إمداداته وتوزيعه للأغذية في ليبيا. وقالت «إننا نجري محادثات مع خبراء في شرق ليبيا بشأن السبل التي يمكننا بها المساعدة في سد بعض هذه الفجوات أو العمل معهم لسد الفجوات حتى يمكنهم إدارة نظامهم الغذائي. ولكن الآن فإنهم عاجزون عن إقامة مناقصات لاستدراج الأغذية». وقالت «برنامج الغذاء العالمي استطاع في مواقف مماثلة مساعدة الدول على شراء الأغذية وتسليم الأغذية وإقامة علاقات بشأن التوريدات وحتى نيابة عن الدولة لتوفير خدمات التوريد». وقد تضررت واردات الغذاء إلى شرق ليبيا بعجز المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة عن إنشاء خطوط تسهيلات ائتمانية مع مؤسسات تجارية أجنبية. ويعمل برنامج الغذاء العالمي مع الهلال الأحمر الليبي لنقل معونات الغذاء في شتى أنحاء البلاد من 13 مركز توزيع، لكن شيران قالت إن الوضع الأمني حال دون وصول الإمدادات إلى كل المناطق.

من جهة ثانية يعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية صباح غد (الأحد)، اجتماع ممثلي المنظمات الإنسانية والإغاثية العربية والدولية، لمتابعة تنفيذ التوصيات التي سبق أن أصدرها مؤتمر «الاستجابة الإنسانية السريعة في ليبيا والدول المجاورة»، الذي كان قد عقد في مقر الأمانة العامة في 24 مارس (آذار) الماضي. وقالت السفيرة سيما بحوث الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، إن الاجتماع سينعقد بالتعاون والتنسيق بين الأمانة العامة للجامعة والمنتدى الإنساني الدولي ومنظمة المؤتمر الإسلامي، مضيفة أن قرابة 100 من ممثلي المنظمات العربية والدولية سيشاركون في أعمال الاجتماع ومناقشاته. وإلي جانب متابعة تنفيذ توصيات مؤتمر شهر مارس الماضي، سيشهد الاجتماع عقد مجموعات لمناقشة متخصصة في مختلف جوانب وآليات الغوث الإنساني والمساعدات الطبية.

إلى ذلك قال وزير الخارجية اليوناني ديمتريس دروتساس، إن بلاده تعتزم إرسال سفينة مساعدات إنسانية خلال الأيام القليلة القادمة إلى بنغازي تحتوي على أدوية ومواد طبية ووحدة طبية متنقلة، وسيرافقها دبلوماسيون يونانيون، سيقومون بالتنسيق والاتصال مع المجلس الانتقالي في بنغازي. وقال دروتساس الذي شارك في الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال حول ليبيا الذي عقد في روما، أول من أمس، إن بلاده ساهمت بالأفكار والاقتراحات والمبادرات المقدمة بطريقة منسقة ومسؤولة للمجتمع الدولي للعمل في هذا الاتجاه، وشدد المسؤول اليوناني على ضرورة بذل الجهود الجادة لإيجاد حل سياسي بإشراف ورعاية الأمم المتحدة.

وقال وزير الخارجية اليوناني خلال تصريحاته إن المجتمع الدولي بات يتكلم بصوت واحد فيما يتعلق بليبيا.. ونحن لا نرى أن الحل يكون فقط عن طريق القوة وهذا هو موقف حكومتنا منذ البداية، مشيرا إلى حتمية تكثيف وتنسيق الجهود للوصول إلى إيجاد حل سياسي. كما التقى وزير خارجية اليونان على هامش الاجتماع بوزير خارجية المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وعما إذا كانت سفينة المساعدات اليونانية تؤكد اعتراف أثينا بالمجلس الوطني الانتقالي، نفى دروتساس ذلك، موضحا أنه لم يتم تناول موضوع الاعتراف بالمجلس الانتقالي في الاجتماع.