الرشق لـ «الشرق الأوسط»: لا خروج لحماس من سوريا

عضو المكتب السياسي للحركة: لا نستبعد تصفيات إسرائيلية للقيادات

د. عزت الرشق
TT

أكد الدكتور عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن الفصائل الفلسطينية التي وقعت على اتفاق القاهرة في حالة اجتماع دائم لإنجاز ملفاته في أسرع وقت ممكن. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن القاهرة شهدت عدة اجتماعات مكثفة قبل وبعد التوقيع لاتخاذ خطوات عملية على الأرض تؤكد للشعب الفلسطيني أن الاتفاق ليس مجرد حبر على ورق وإنما هو عمل متواصل من أجل استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة. وقلل الرشق من شأن التهديدات الإسرائيلية، وكذلك أي محاولات لتصفية عناصر من حماس. وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» في القاهرة إن إسرائيل لم تقدم أي تسوية للسلطة الفلسطينية طوال الأربعة أعوام التي حدث فيها الانقسام، كما تحدث عن تفاصيل الاتفاق وضمان التنفيذ. وإلى نص الحوار..

* ماذا بعد التوقيع على اتفاق المصالحة، وما هي الأولويات؟

- سنكثف العمل لترتيب عمل المؤسسات ونعقد ورش عمل لإنجاز ما اتفق عليه، خصوصا ما يتعلق بحزمة التفاهمات الفلسطينية التي تم التوقيع عليها من قبل كل الفصائل، وتتضمن ما يلي: الانتخابات؛ واتفق على ترشيح ما لا يزيد على 12 من القضاة لعضوية محكمة الانتخابات وتحديد موعد الانتخابات التي اتفق أن تتم بعد عام من اتفاق المصالحة، وموضوع منظمة التحرير، والأمن، وتشكيل الحكومة، ومهامها التي تنص على الإشراف على معالجة القضايا الداخلية، ومتابعة عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، وإنهاء الحصار الإسرائيلي، ومتابعة تنفيذ ما ورد في اتفاق الوفاق الوطني، وتوحيد مؤسسات السلطة في الضفة وقطاع غزة، وتسوية أوضاع الجمعيات والمؤسسات، ثم وضع المجلس التشريعي، حيث اتفق على تفعيله طبقا للقانون.

* هل لديكم الإرادة والتصميم لحماية هذا الاتفاق؟

- أولا بالنسبة للموقف الإسرائيلي وتهديدها حماس والسلطة الفلسطينية أيضا، هذا أمر متوقع، لأنها كانت مستفيدة من استمرار حالة الانقسام، لذلك هي حريصة على إفساد كل شيء، ونحن معنيون بأن تنجح المصالحة، وأن تصمد، لأننا عانينا كثيرا جراء عملية الانقسام ودفعنا الثمن غاليا، وهناك إرادة حقيقية لوحدة الصف وتعزيز المصالحة، بالإضافة إلى وجود روح جديدة في المنطقة وفي مصر التي ترعى المصالحة وتستعيد عافيتها وتقوم بدورها القومي تجاه الأمة العربية.. وهذا ما ساعد على سرعة الوصول إلى الاتفاق، ونرى أن مصر ليست راعية فقط، ولكنها معنية بحماية الاتفاق وحسن التنفيذ.

* كيف تفسرون موقف إسرائيل المعارض للاتفاق بشدة؟

- موقف إسرائيل هذا متوقع، وتهديداتها لن تؤثر على الاتفاق.. وهي فقدت مصداقيتها لأنه خلال فترة الانقسام التي طالت أربعة أعوام لم يحدث أي تقدم في عملية السلام ولم يتحقق أي شيء للشعب الفلسطيني، ولم تصدق في أي من الوعود.

* هل تتوقعون قيام إسرائيل بعمليات تصفية أو اغتيالات لحركة حماس؟

- أولا نحن نتوقع من إسرائيل الأسوأ دائما، وأعتقد أن إسرائيل تتخبط الآن، وموقفها يتسم بالارتباك الشديد بسبب المصالحة الفلسطينية، ولذلك هي تحاول تعطيل أي شيء، وحتى القيام باغتيالات، متوقع كل شيء، ولكن لن يؤثر فينا هذا التهديد، وإسرائيل تخسر باستمرار وتعزل دوليا، وحركة حماس والشعب الفلسطيني يحقق تقدم أكثر.

* إعلان دولة فلسطين في الأمم المتحدة والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لتسوية القضية الفلسطينية.. كيف تنظرون إليه؟

- أولا موضوع إعلان الدولة في سبتمبر (أيلول) المقبل، هذا جهد جيد وأي اعتراف نعتبره انتصارا للشعب الفلسطيني.. ونحن معنيون باستمراره، ولكن لا نكتفي بهذا الجهد، ويجب أن يكون لدينا كل الخيارات الدبلوماسية والسياسية والمقاومة بكل أشكالها من أجل انتزاع حقوقنا. ونحن لا نريد تكرار إعلان الدولة في عام 1988 (في الجزائر)، لأنه لم يتحقق شيء على الأرض، وبالتالي نطلب تحقيق مكاسب على الأرض بعد إعلان الدولة الفلسطينية.

* نعود إلى موضوع الاتفاق.. هل من خلافات حول اختيار رئيس الوزراء أو مهام الحكومة؟

- بكل وضوح اتفقنا أن تكون الحكومة من كفاءات وطنية، ورئيس الوزراء والوزراء سيتم اختيارهم بالتوافق، وهي ستكون حكومة مستقلين، لكن ستوافق عليها كل الفصائل الفلسطينية، أما بالنسبة لمهام الحكومة فهناك دور منصوص عليه في النظام الأساسي وفي ورقة التفاهمات؛ أن الحكومة معنية بأوضاع المواطنين في الضفة والقطاع، أما الموضوع السياسي فهو من اختصاص القيادة المؤقتة للشعب الفلسطيني.

* هل ستكون حماس جزءا منها؟

- حماس وكل الفصائل الفلسطينية وفق اتفاق وقع عليه في القاهرة في مارس (آذار) 2005.

* ما هي تركيبة هذه القيادة المؤقتة؟

- تتشكل من الأمناء العموم للفصائل، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، ورئيس المجلس الوطني، وشخصيات مستقلة يتم الاتفاق عليها بالتوافق، ومهمة هذه القيادة النظر في القضايا الفلسطينية السياسية والمصيرية الكبرى والبت فيها.

* هل تفكر حماس في نقل مقرها من سوريا إلى القاهرة أو أي عاصمة أخرى خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها سوريا؟

- يسرنا أن يكون لحماس مكتب في مصر، وإن كانت العلاقة بين مصر وحماس أكبر من مسألة مكتب، ولا تغيير ولا خروج على وجود حماس في سوريا، ونحن نأمل بالخير والاستقرار لكل الدول العربية.

* هل تفكرون في الانتقال إلى غزة؟

- حماس في مكانها في سوريا.