مشعل: ملتزم بحل الدولتين ولا أريد الدخول في التفاصيل

قال إذا انتهى الاحتلال ستنتهي المقاومة

خالد مشعل
TT

بعد مرور أيام على توقيع اتفاق مصالحة فلسطينية وصف بالتاريخي، حدد أطراف الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ووسطاؤهم الدوليون في أوروبا مواقفهم وسط مشهد دبلوماسي وسياسي يمر بتغيرات متسارعة.

فقد رفضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي حضرت مؤتمر ليبيا في روما، إغلاق الباب أمام مفاوضات يحتمل أن تشمل حركة حماس كجزء من سلطة فلسطينية أوسع، بينما قال رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل إنه ملتزم تماما للعمل من أجل حل الدولتين.

ولكن لم يكن مشعل مستعدا لتقديم تنازلات، وفي مقابلة أجريت معه في القاهرة رفض التعهد بنبذ العنف أو الموافقة على أن تكون الدولة الفلسطينية نهاية الصراع، وهي مطالب مهمة بالنسبة إلى إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا. وحدد مشعل هدفه بـ«دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس، من دون مستوطنات أو مستوطنين ولا مبادلة شبر واحد من الأرض واحترام حق عودة» اللاجئين إلى إسرائيل نفسها. وعندما سئل عما إذا كان الوصول إلى اتفاق يحقق هذه المبادئ سينهي الصراع، رفض مشعل الدخول في تفاصيل. وقال: «لا أريد الحديث عن ذلك». وأضاف: «عندما أبرمت إسرائيل اتفاقات مع مصر والأردن، لم يسأل العرب ولا الغرب إسرائيل عما تفكر فيه. جميع الفلسطينيين يعرفون أنهم قبل 60 عاما كانوا يعيشون في فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر. وهذا ليس سرا». ولم تشر أي من التصريحات بعد الاتفاق عن احتمال حدوث اختراق في الموقف الإسرائيلي - الفلسطيني. ولكن أظهر التحول المفاجئ في النبرة، إلى أي مدى غيرت المحاولة الفلسطينية الأخيرة للمصالحة من ديناميكية صراع يواجه مأزقا منذ أعوام.

ونحيت جانبا خطط من جانب الرئيس أوباما لصياغة مقترحات لعملية السلام هذا الأسبوع، وهو موضوع محل خلاف داخل الإدارة، بعد الإعلان عن الاتفاق، وفق ما أفاد به شخصان على اطلاع بالخطط. وقال مسؤول بارز إن الغارة التي قتل خلالها أسامة بن لادن في باكستان عززت من قرار تأجيل الخطاب.

وكان رد فعل الإدارة حذرا على اتفاق المصالحة، وشكك كثيرون في أنه سيبقى لأسبوع، ولكن كان ملحوظا أن مسؤولين لم يعارضوه صراحة، مثلما فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال المسؤول الأميركي البارز، على عكس السابق، لم ترغب في أن تحول دون حدوث تغيير حقيقي من جانب حماس، أو جعل الفلسطينيين في مأزق من خلال شجب أي تحالف يضم مجموعة تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية.

ورفضت كلينتون الإجابة بصورة مباشرة عن سؤال عما إذا كانت المصالحة ستغلق الباب أمام أي مفاوضات محتملة أو تجبر على تعليق المساعدات الأمنية الأميركية للسلطة الفلسطينية.

وقالت كلينتون: «توجد الكثير من الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل تنفيذ الاتفاق. وسنعمل بحرص على تقييم ما يعني ذلك بصورة فعلية لأنه يتضمن عددا من المعاني المحتملة والمختلفة سواء من الناحية النظرية أو العملية».

وأكدت أن واشنطن لن تقبل بحكومة فلسطينية تضم حماس، ما لم تعلن الحركة قبولها بشروط اللجنة الرباعية وهي نبذ العنف وقبول الاتفاقات السابقة والاعتراف بإسرائيل. وأبدى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون موقفا مماثلا خلال زيارة نتنياهو للندن، مما عكس المطالب الدبلوماسية المفاجئة التي تسبب فيها اتفاق المصالحة. وعلى جانب آخر بدت الاختلافات بين فرنسا وألمانيا تتسع، لا سيما بشأن مطالبة الأمم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر (أيلول) القادم.

ورغم المصالحة تبقى هناك الكثير من التحديات. وقال مشعل أول من أمس: «يعرف العالم بالكامل ما تفكر فيه حماس وما هي مبادئنا. ولكننا نتحدث الآن عن أجندة وطنية مشتركة. ويجب أن يتعامل العالم مع ما نتحرك نحوه الآن، وهو برنامج سياسي وطني». وعندما سئل عما إذا كان قد وافق على إنهاء المقاومة المسلحة، أجاب: «في أي مكان يوجد فيه احتلال واستيطان، يوجد حق المقاومة. إسرائيل هي المعتدي، والمقاومة وسيلة وليست غاية». وأضاف أنه على مدار الأشهر القادمة، نحن «مستعدون للوصول إلى اتفاق لإدارة المقاومة»، إذا أنهت حماس وفتح خلافاتهما. وقال إن حماس نفذت وقفا لإطلاق النيران مع إسرائيل في الماضي، وهي مستعدة للقيام بذلك في المستقبل. وأضاف: «إذا انتهى الاحتلال، فستنتهي المقاومة، وإذا أوقفت إسرائيل إطلاق النيران، فسنوقف إطلاق النيران».

* ساهم ألان كويل من باريس وراشيل بوناديو من روما.