الإسلاميون في باكستان يحتجون على الغارة الأميركية على بن لادن

اعتقال العشرات من جيران زعيم «القاعدة» في مدينة أبوت آباد

إسلاميون في مقاطعة مولتان يحتجون على مقتل بن لادن ويطالبون بتراجع باكستان عن تأييدها للحرب على الإرهاب (أ.ب)
TT

اندلعت مظاهرات احتجاجية حاشدة في مدن باكستان الرئيسية تأييدا لزعيم تنظيم القاعدة القتيل، أسامة بن لادن، مع إعلان الأحزاب الإسلامية والنشطاء في الدولة عن استمرارهم في «الجهاد» ضد أميركا. وفي تطور آخر اعتقلت السلطات الباكستانية العشرات من سكان مدينة أبوت الذين عاشوا على مقربة من مجمع بن لادن السكني على خلفية علاقتهم بسكان المجمع وحراس بن لادن. إلى ذلك أعلن مسؤول أمني أن ما لا يقل عن 12 شخصا لقوا حتفهم أمس عندما استهدفت طائرة أميركية دون طيار مجمعا سكنيا بالمنطقة القبلية المضطربة المتاخمة للحدود الأفغانية شمال غربي باكستان.

وقع الهجوم في منطقة داتا خيل التي تبعد نحو 45 كيلومترا غرب ميران شاه البلدة الرئيسية بإقليم ويزرستان الشمالي معقل المتشددين. وتعتبر هذه أولى الغارات بطائرات دون طيار التي تشنها الولايات المتحدة في باكستان منذ أن قتلت القوات الأميركية أسامة بن لادن في غارة لقوات الكوماندوز على مدينة أبوت آباد القريبة من إسلام آباد في 2 مايو (أيار). وشهدت مدن أبوت آباد وكويتا ولاهور مظاهرات احتجاجية بعد صلاة الجمعة، حيث خرج آلاف النشطاء من الأحزاب الإسلامية إلى الشوارع رافعين شعارات ضد الحكومة الباكستانية والإدارة الأميركية. «تسقط أميركا.. سنواصل الكفاح الذي بدأه أسامة بن لادن»، كان هذا نص الشعارات المؤيدة لزعيم «القاعدة» الراحل في مدينة أبوت آباد، حيث نظم أكثر من 1000 من النشطاء مظاهرات احتجاجية في قلب المدينة. وفي السياق نفسه، نظم أكثر من 1500 من نشطاء الأحزاب الإسلامية أيضا مظاهرة احتجاجا على مقتل أسامة بن لادن في مدينة كويتا، وحملت الشعارات التي رفعها النشطاء هناك عبارة: «سيولد آلاف على شاكلة أسامة بن لادن، بعد أن قتلتم واحدا». ولم تشهد المدن الباكستانية بعد أي ردود أفعال مؤثرة ضد مقتل أسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد. فحتى الآن، لم تشكل المظاهرات الاحتجاجية المحدودة مصدر خوف كبير للحكومة الباكستانية. وعلى الرغم من ذلك، فقد اتخذت الحكومة الباكستانية يوم الجمعة إجراءات أمنية خاصة في مدن رئيسية في باكستان مثل كراتشي ولاهور وإسلام آباد ومدن أخرى لمنع احتشاد مزيد من التجمعات في المدن. وحظيت أبوت آباد باهتمام خاص من جانب الحكومة الباكستانية، حيث تم نشر المئات من رجال الشرطة في المدينة للسيطرة على الوضع القانوني والأمني الذي بدأ يفلت من بين أيديهم. وقد سلمت الحكومة الباكستانية المجمع السكني، الذي قتل فيه أسامة بن لادن، إلى قوات الجيش. ومنعت الحكومة مرور أي شخص بالقرب من المجمع السكني. وقالت الجماعة الإسلامية، وهي من أكبر الأحزاب السياسية الدينية في البلاد، إن الولايات المتحدة انتهكت سيادة حليفتها باكستان بإرسالها قوات إلى بلدة أبوت آباد لقتل زعيم «القاعدة». ومساندة باكستان ذات أهمية حيوية لجهود واشنطن لمكافحة المتشددين الإسلاميين ومكافحة حركة طالبان في أفغانستان المجاورة. وقال سيد منور حسن رئيس حزب الجماعة الإسلامية، لـ«رويترز» أول من أمس، إننا ندعو الجميع إلى القيام بمظاهرات سلمية يوم الجمعة على نطاق واسع جدا. ومطلبنا الأول هو أن ترجع باكستان عن تأييدها للحرب على الإرهاب.

من جهته انتقد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس العملية العسكرية التي نفذتها قوة أميركية خاصة في وقت سابق، والتي أسفرت عن مقتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن. وفي معرض تعليقه على العملية العسكرية، قال جيلاني إنه مع الوضع في الاعتبار العلاقات القائمة منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة، فإنه لم يكن يتعين انتهاك سيادة باكستان، وذلك بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الباكستانية في موقعها الإلكتروني صباح أمس. وأضاف جيلاني في تصريحات للصحافيين الذين رافقوه على متن الطائرة لدى عودته من زيارة لفرنسا استغرقت ثلاثة أيام، أن «انتهاك السيادة مبعث قلق لباكستان». ونقلت الوكالة الباكستانية عن جيلاني قوله إن العلاقات مع واشنطن شهدت صعودا وهبوطا في الماضي، مشيرا إلى اعتقال المواطن الأميركي ريموند ديفيز (الذي اتهم بقتل شخصين في لاهور)، ثم عملية قتل بن لادن، وقال إن عودة العلاقات إلى طبيعتها بين الدولتين ستستغرق بعض الوقت. وكان رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال أشفق بيرفيز كياني، أمر أول من أمس بإجراء تحقيق رسمي في إخفاق الاستخبارات الباكستانية في تعقب بن لادن.