تكذيب أميركي لإشاعة مرض بن لادن

لم يعثر على أجهزة لغسيل الكلى بل أدوية لعلاج الكحة ومسكنات آلام

TT

قبل هجمات سبتمبر (أيلول) 2001 ظهرت توقعات وتخمينات بشأن صحة زعيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن، غير أن هذه التخمينات بدأت تتكشف بعد أيام على مقتله على أيدي قوة أميركية شنت عملية عسكرية استهدفت مقره في أبوت آباد، إلى الشمال من العاصمة الباكستانية، إسلام آباد.

فقد قال مسؤول أميركي، أمس، إنه حتى الآن لم تظهر أي معلومات قد تشير إلى وجود معدات وتجهيزات طبية في المقر السكني لابن لادن، مثل «آلة غسيل كلى»، كما ذكرت تخمينات سابقة مشيرة إلى أنه «يعاني من مرض في الكلى». ونفى مسؤول أميركي صحة التخمينات التي سبق وترددت عن صحة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، مؤكدا أنه تبين بعد مقتله بمقره في باكستان أن لا وجود لأي معدات وتجهيزات طبية. ونقلت شبكة «سي إن إن» عن المسؤول الأميركي الذي لم تكشف عن هويته القول «حتى الآن لم تظهر أي معلومات تشير إلى وجود معدات وتجهيزات طبية في المقر السكني لابن لادن مثل آلة غسيل كلى كما ذكرت تخمينات سابقة عن معاناته من مرض في الكلى»، مضيفا أنه لم يتم تشريح جثة بن لادن بعد مقتله. وقال ضباط استخبارات باكستانيون لـ«الشرق الأوسط» إنه عثر على أدوية طبية مضادة للكحة وأخرى مسكنة للآلام.

يذكر أنه كثيرا ما نشرت إشاعات عن صحة بن لادن أو وفاته، غير أنه كان ينفي تلك التقارير شخصيا أو على لسان ساعده الأيمن أيمن الظواهري. كما انتشرت إشاعات سابقة عن موت بن لادن، غير أنه دائما كان يتبين عدم صحتها. وفي عام 2008، نفى أيمن الظواهري أنباء عن صحة زعيم التنظيم. وقال: «الشيخ أسامة بن لادن في صحة وعافية بفضل الله، والمغرضون يحاولون دائما إشاعة أنباء كاذبة عن مرضه، وأسامة بن لادن إن لم يمرض فلا بد يوما أن يموت، ولكن دين الله باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها». من ناحية ثانية، قال مسؤول أميركي آخر، إنه عثر في مقر بن لادن السكني على خمسة هواتف جوالة وجهاز تشغيل صوت وفيديو وخمس بنادق من طراز كلاشنيكوف ومسدسات، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الوثائق الورقية. ويواجه الجيش والمخابرات الداخلية في باكستان ضغطا متناميا لتوضيح كيف تمكن بن لادن وزوجاته الثلاث وأولاده من العيش داخل البلاد دون أن يتم رصده لخمس سنوات. وقال المسؤول الأمني إن قوات الأمن الباكستانية اعتقلت نحو 16 شخصا من المجمع بعدما أخذت القوات الأميركية جثمان بن لادن. وأضاف أن من بين المعتقلين زوجات بن لادن الثلاث وعددا من أبنائه. ويقول مسؤولو أمن باكستانيون إن بن لادن ورفاقه لم يبدو أي مقاومة أثناء الغارة. وقال مسؤول: «تشير الأدلة التي حصلنا عليها إلى أنهم اقتحموا وهم يطلقون النار وقضوا عليهم». وقال آخر أمس إن بن لادن ورفاقه قتلوا «بدم بارد». وزادت الغارة على المجمع الذي يقع على بعد نحو أربعة كيلومترات من الكلية العسكرية الرئيسية في باكستان من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان.

وفي أول تعليق له على الغارة هدد قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني، أمس، بمراجعة التعاون العسكري والمخابراتي إذا كررت الولايات المتحدة مثل هذه الأعمال من جانب واحد.

وأبلغ كبار قادة الجيش بأنه تقرر أيضا تقليص عدد الأفراد العسكريين الأميركيين في باكستان إلى الحد الأدنى الضروري.