تقرير: زعيم «القاعدة» فر من الشريط القبلي إلى داخل باكستان عام 2003

واشنطن ظنت أن بوسعها تصفية بن لادن في تورا بورا

مغارات في قرية صغيرة تسمى تشاك شاه محمد في منطقة هاريبور عاش فيها بن لادن مع عائلته قبل ان ينتقل الى ابوت اباد (رويترز)
TT

لم يقض أسامة بن لادن فترة طويلة، في المنطقة القبلية الجبلية بباكستان، في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) كما كان يعتقد في السابق. فقد نقلت صحيفة «دون» عن محققين قولهم إنه خلال استجواب أرملة بن لادن اليمنية أمل الصداح (29 عاما) التي أصبحت الزوجة الخامسة لزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، قبل عام من هجمات سبتمبر 2001. فقد تبين أن زعيم «القاعدة» الراحل ترك المناطق القبلية المضطربة بطول الشريط الحدودي مع أفغانستان، عام 2003، لينتقل إلى قرية صغيرة تسمى تشاك شاه محمد في منطقة هاريبور.

تقع هاريبور على مسافة 40 كيلومترا جنوب شرقي مدينة أبوت آباد التي يقطنها نحو مليون نسمة، والتي اغتالت فيها وحدة القوات البحرية الأميركية الخاصة (سيلز) بن لادن صباح الاثنين الماضي. وقالت أمل، إحدى أرامل بن لادن الثلاث المحتجزات في باكستان، للمحققين إنه بعد البقاء طوال عامين ونصف العام في تشاك شاه محمد، انتقلت الأسرة إلى أبوت آباد، حيث أقيم لهم منزل جديد. وطوال سنوات، اعتقد المسؤولون الباكستانيون والأميركيون أن بن لادن كان يختبئ في مكان وعر قرب الحدود الأفغانية، قد يكون كهفا، منذ فراره من جبال تورا بورا عام 2001. ونقلت «دون» التي تصدر بالإنجليزية عن مسؤول قوله «تخيلوا.. ذلك الرجل كان يعيش بيننا في هاريبور وأبوت آباد طوال سبع سنوات ونصف السنة، ونحن جميعا - الباكستانيين والأميركيين - نبحث عنه في الاتجاه الخطأ». كما أدلت أمل، التي تردد أنها تزوجت بن لادن قبل أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر بعامين عندما كان عمره آنذاك 43 عاما، وترتيبها الخامسة بين زيجات زعيم تنظيم القاعدة الراحل، بمزيد من التفاصيل عن العملية الأميركية الخاصة لأجهزة الأمن في باكستان. وقالت إنها كانت توجهت لتوها لغرفة النوم مع زوجها وأطفأت النور عندما سمعا دوي إطلاق نار، وقبل أن يتمكن بن لادن من الوصول إلى بندقيته الكلاشنيكوف، كان فريق «سيلز» قد اقتحم الغرفة وأرداه قتيلا. وأصيبت أمل بطلق ناري في قدمها، واحتجزت لاحقا مع أرملتي أسامة الأخريين، وأربعة من أبناء ابنته، التي قتلت في هجوم نفذته طائرة من دون طيار بالمنطقة القبلية من باكستان - وكذلك نجله البالغ من العمر خمس سنوات، وابنته 22 عاما.

كان من بين المحتجزين أيضا أحفاد بن لادن من ابنه الذي قتل خلال العملية، والذي كان متزوجا من شقيقة اثنين من مساعدي زعيم «القاعدة»، وعرف كل منهما باسمه الأول، أرشاد وطارق. أما السيدة الوحيدة التي قتلت في عملية «سيلز» فيعتقد أنها زوجة بن لادن. وكانت هناك تقارير متضاربة حول هوية نجل بن لادن الذي قتل في الهجوم، حيث زعم جون برينان، كبير مستشاري الرئيس الأميركي أوباما، الاثنين الماضي إن حمزة بن لادن، أكبر أبناء أسامة، قتل في العملية. غير أن تقريرا لصحيفة «ذا نيوز» الباكستانية اليومية نقل عن مسؤول استخبارات محلي أن الذي قتل هو نجل أسامة الآخر، خالد بن لادن.

إلى ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، أول من أمس، إن الولايات المتحدة ظنت أن بوسعها تصفية أسامة بن لادن عام 2007 في منطقة تورا بورا بأفغانستان، مؤكدة بذلك معلومات أوردتها صحيفة «نيويورك تايمز». وكانت إدارة الرئيس السابق جورج بوش خططت لعملية تقضي بقصف تجمع لقادة تنظيم القاعدة في نهاية صيف 2007، غير أنها عادت وتخلت عن المشروع. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه العملية كانت ستمثل في حال تنفيذها آخر فرصة لجورج بوش من أجل تصفية بن لادن قبل الانتخابات الرئاسية عام 2008. وأكدت رايس هذه المعلومات في مقابلة أجرتها معها شبكة «إيه بي سي» ضمن برنامج يبث اليوم. وقالت وزيرة الخارجية السابقة «كان من المفترض عقد اجتماع على مستوى مرتفع بما يكفي ليشارك فيه (بن لادن)، غير أن ذلك لم يتحقق في نهاية المطاف». وذكرت «نيويورك تايمز» نقلا عن مسؤول عسكري كبير طلب عدم كشف اسمه أن واشنطن كانت تعتقد أن زعيم «القاعدة» قد يغادر ملاذه الباكستاني ليشارك في الاجتماع المقرر في منطقة تورا بورا الجبلية قرب الحدود الباكستانية. وكانت الولايات المتحدة قصفت هذه المنطقة في نهاية 2001 في وقت كان يعتقد فيه أن بن لادن يختبئ في شبكة من الكهوف. وقال المسؤول الكبير للصحيفة «كانت هذه أفضل معلومات بشأنه حصلنا عليها منذ زمن بعيد». وقتل زعيم تنظيم القاعدة في 2 مايو (أيار) في عملية نفذتها فرقة كوماندوز تابعة للقوات الخاصة الأميركية في مخبئه بمدينة أبوت آباد شمال باكستان، حيث يعتقد أنه كان يختبئ منذ خمس سنوات.