عملية استخباراتية لحصر علاقات بن لادن بمدينة أبوت آباد

اعتقال العشرات من السكان.. ومصادر تؤكد أنه استقبل قيادات من التنظيم

TT

شنت وكالات الاستخبارات الباكستانية عملية شاملة في أبوت آباد والمناطق المحيطة بها، بعد أن تنامى إلى علمها من أفراد أسرة أسامة بن لادن أن الأسرة كانت تعيش في هذه المنطقة لفترة أكبر مما كان يتوقع، بل إنها حتى قد ظلت على اتصال بالعالم الخارجي أثناء إقامتها في أبوت آباد. وألقت وكالات الاستخبارات الباكستانية القبض على أكثر من 20 شخصا من قرية غارغا، التي أمضى فيها أسامة بن لادن آخر خمس سنوات في حياته، للتحقيق معهم. وتم توجيه عملية مماثلة للقبض على من كانوا على اتصال بأسامة بن لادن في مقاطعة هاريبور المجاورة، حيث مكث أسامة بن لادن لأكثر من عامين ونصف قبل أن ينتقل إلى أبوت آباد في 2005. وذكر مسؤولون باكستانيون في أجهزة الاستخبارات أن بن لادن على الأرجح استقبل عمر باتيك، العقل المدبر لتفجيرات بالي في إندونيسيا 2002، يذكر أن باتيك اعتقل على مقربة من أبوت آباد يناير (كانون الثاني) الماضي. ويقول محللون أمنيون إن القبض على عمر باتيك مهم لأنه أحد عدد محدود من المتشددين الإندونيسيين الذين يمكنهم أن يفسروا للسلطات الصلات بين الجماعات الإسلامية المتشددة في آسيا ومدى التعاون بينها. كان تفجير ملاه ليلية في بالي عام 2002 أسفر عن مقتل 202 من الأشخاص.

إلى ذلك، أخبرت زوجة أسامة بن لادن اليمنية المحققين الباكستانيين أن الأسرة كانت قد عاشت في قرية تحمل اسم «شاك شاه محمد» (وهي القرية الواقعة على الطريق من إسلام آباد إلى أبوت آباد) بمقاطعة هاريبور. وبعدها انتقلت الأسرة إلى أبوت آباد في عام 2005. والآن، توجه وكالات الاستخبارات الباكستانية عملية في قرية «شاك شاه محمد» للبحث عمن كانوا على اتصال بأسامة بن لادن في تلك القرية الصغيرة والغنية في الوقت نفسه، والتي تبعد بمسافة 3 كيلومترات فقط عن الطريق الذي يصل بين إسلام آباد وأبوت آباد في مقاطعة هاريبور. وقال مسؤول حكومي باكستاني رفيع المستوى: «نحن نحاول اكتشاف من تحديدا قام باستضافة أسامة بن لادن في قرية شاك شاه محمد». ولم يتم العثور على أي آثار لوجود جماعات مسلحة أو حتى جماعات دينية متطرفة في مناطق أبوت آباد وإقليم هاريبور المجاور لها. ويعمل معظم سكان تلك المناطق مزارعين أو في المصالح الحكومية. وعلى الرغم من ذلك، قدم مسؤولون حكوميون باكستانيون مثال الأخوين اللذين استضافا أسامة بن لادن في أبوت آباد. ولم يكن الأخوان (المراسلان) أرشاد خان وطارق خان من سكان أبوت آباد، ومع هذا كانا بمثابة همزة الوصل بين أسامة بن لادن والعالم الخارجي. غادر رئيس الاستخبارات الباكستانية، الفريق أحمد شوجا باشا، باكستان متجها إلى واشنطن لإجراء محادثات مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» ومسؤولين إداريين أميركيين آخرين رفيعي المستوى، لإقناعهم بأن الاستخبارات الباكستانية لم تلعب أي دور في إخفاء أسامة بن لادن لمدة خمس سنوات في مدينة أبوت آباد الحصينة شمال غربي باكستان. ويجري الفريق باشا هذه الزيارة في مرحلة حرجة تشهدها العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة، عندما اتهم المسؤول بإدارة أوباما المخابرات الباكستانية بالتواطؤ في تقديم الدعم لأسامة بن لادن لحماية نفسه وأسرته على مدار خمس سنوات في هذا الجزء الحساس من المدينة الحصينة. على الجانب الآخر، صرحت الحكومة الباكستانية بأن هذا كان فشلا استخباراتيا ممثلا في عجز الاستخبارات الباكستانية عن اقتفاء أثر أسامة بن لادن في أبوت آباد. وفي حقيقة الأمر، ظهرت أدلة الآن تشير إلى أن أسامة بن لادن قد انتقل إلى شمال غربي باكستان عام 2003.