حزب الله يجدد اتهامه لتيار «المستقبل» بالتدخل بإثارة الفوضى في سوريا

إندراوس لـ «الشرق الأوسط»: الاتهامات مجرد أفلام بوليسية هدفها استدراج الفتنة المذهبية

صورة مأخوذة على الهاتف الجوال تظهر متظاهرين في حمص ويافطة كتب عليها: «لن نسكت عن دماء شهدائنا» (أ.ب)
TT

جدد أمس حزب الله اتهامه لفريق «14 آذار» وخصوصا تيار «المستقبل» بالتدخل في «إثارة الفوضى في سوريا، وتحريض الولايات المتحدة الأميركية ضدها من أجل إحداث تحول في سوريا»، في حين رد تيار «المستقبل» الذي وصف هذه الاتهامات بأنها «أفلام بوليسية خرافية يستخدمها النظام السوري وأتباعه في لبنان للتحريض وإثارة الفتنة المذهبية».

فقد اعتبر مصدر في حزب الله أن فريق «14 آذار» ليس بمنأى عما يجري في سوريا من أحداث وفوضى، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك اعترافات علنية تناقلتها الفضائيات تتحدث بالوقائع عن تورط فريق معين (المستقبل) وأحد نوابه بأحداث سوريا (في إشارة إلى الاعترافات التي بثها التلفزيون السوري وقال إنها لأشخاص موقوفين ادعوا أن النائب جمال الجراح كان يزودهم بالمال والسلاح) والاضطرابات فيها»، وسأل المصدر «هل كلف هذا الفريق نفسه وسأل من وردت أسماؤهم في هذه الاعترافات عن حقيقة علاقتهم بهؤلاء الأشخاص؟ وهل كلف المسؤولون في السلطة القضائية الذين لهم صلة بهذا الفريق خاطرهم وفتحوا تحقيقا ولو من باب الاستيضاح، بالنظر لما يشكله هذا الاتهام من خطر على العلاقات اللبنانية - السورية؟»، داعيا إلى «الإقلاع عن محاولة إضعاف سوريا أو إسقاطها لأن ذلك لن يحصل، ودمشق ستخرج من هذه المحنة أقوى من ذي قبل».

وردا على هذا الاتهام أعلن نائب رئيس تيار «المستقبل» النائب السابق أنطوان إندراوس، أن «النظام السوري وحلفاءه في لبنان، وصل بهم الانحطاط إلى حد تركيب أفلام بوليسية خيالية وخرافية لتوريط تيار (المستقبل) بأحداث سوريا»، وقال إندراوس لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كتيار سياسي ليس لدينا القدرة على التدخل بما يجري في سوريا، ولو كنا قادرين لما فعلنا ذلك فنحن كما نرفض تدخل السوريين في شؤوننا الداخلية لا نقبل أن نتدخل في شؤون الآخرين، ولكن هذا لا يمنع أن نبدي رأينا ونعلن رفضنا أن يستخدم أي نظام أساليب القتل والقهر والعنف ضد شعبه سواء في تونس أو مصر أو ليبيا أو حتى في سوريا»، ودعا إندراوس النظام السوري وأتباعه اللبنانيين إلى «الكف عن تركيب الروايات والأفلام تارة عبر الحديث عن تهريب بواخر أسلحة إلى المرافئ السورية، وطورا عبر توريط النائب جمال الجراح، وأخيرا وليس آخرا أكاذيب الإعلام السوري عن توقيف النائب عقاب صقر في بانياس». وأوضح أن «اتهام تيار (المستقبل) بما يحصل في الداخل السوري هو اتهام لجمهور سني كبير واستدراج للفتنة السنية - الشيعية في لبنان والسنية - العلوية في سوريا، وهذا مؤشر على تداعي النظام في سوريا».

وكان «منتدى الفكر والأدب للخريجين اللبنانيين» في الجامعات والمعاهد السورية، أقام لقاء تضامنيا مع سوريا بعنوان «أوفياء» أكد خلاله عضو كتلة حزب الله النائب نواف الموسوي، أن من «يثير الفوضى اليوم في لبنان هو معني بإثارة الفوضى في سوريا»، مشيرا إلى أن «هناك عملية مبرمجة يقوم بها الفريق الآخر لإثارة الفوضى في لبنان، بعدما اضطر إلى الخروج من الحكم».

بدوره رأى عضو كتلة حزب الله النائب حسن فضل الله، أن «التصعيد الأميركي ضد سوريا يأتي في سياق تصفية حساب تاريخي مع هذا البلد، الذي طالما احتضن خيار المقاومة حيث يوجد احتلال إسرائيلي أو أميركي»، وأشار إلى أن «هذه الغيرة الأميركية المستجدة على حقوق الشعوب العربية وحريتها، ليست حبا في هذه الشعوب، لا في سوريا ولا في غيرها، إنما هي جزء من سياسة تستهدف دول الممانعة وقوى المقاومة، لذلك فإن الدور الأميركي في تجييش المواقف الدولية ضد سوريا هو للنيل من موقعها ودورها، وضرب استقرارها». وقال «إننا في لبنان نواجه أيضا رهانات من بعض الأفرقاء على حدوث تحول لدى سوريا بالاتكاء على ضغوط خارجية، وقد كشفت وثائق (ويكيليكس) عن حجم التحريض والارتهان للولايات المتحدة واستدعائها للتدخل ضد سوريا ولبنان، لكن هذه الرهانات ستظل عقيمة ولن تنتج سوى انكشاف هؤلاء الأفرقاء على حقيقة ولاءاتهم، وكيف كانوا يكيدون المكائد التي لن يحصدوا منها سوى الخيبة والتراجع، لأن كل رهان على الخارج مآله الفشل».

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري، أن «سوريا لن تسمح لأحد بضرب حالة الاستقرار فيها»، معربا عن اعتقاده بأن «ما يجري في سوريا من أحداث يهدف إلى الضغط عليها بسبب تمسكها بثوابتها القومية». وأشار إلى أن «ما تتعرض له سوريا من هجمة خارجية معروفة الأهداف أدى إلى رفع مستوى التنسيق الأمني والعسكري بين الجانبين السوري واللبناني بهدف ضبط الحدود البرية والمعابر ومنع استخدامها للإساءة للاستقرار في سوريا»، وتحدث خوري عن «إجراءات أمنية اتخذت على جانبي الحدود في إطار اتفاقية الدفاع والأمن الموقعة بين البلدين والتي تخول الجهات المعنية بالتواصل المباشر فيما بينها».

ء