الآلاف يتظاهرون ضد الطاقة النووية في اليابان

طوكيو وواشنطن تتخليان عن خطة نقل القاعدة العسكرية في أوكيناوا

متظاهرون ضد الطاقة النووية يحملون شعارات ومجسما لمحطة نووية خلال مسيرتهم في طوكيو أمس (أ.ب)
TT

تظاهر آلاف اليابانيين أمس مطالبين بوقف استخدام الطاقة النووية بعد الزلزال والتسونامي اللذين تسببا قبل شهرين في أسوأ كارثة نووية بعد تشرنوبيل. وجاء هذا بينما أفاد تقرير إعلامي بأن طوكيو وواشنطن تخلتا عن خطة نقل قاعدة عسكرية في جزيرة أوكيناوا اليابانية، وهي الخطة التي كانت تسببت في توتر بين البلدين.

وعلى الرغم من المطر، احتشد آلاف اليابانيين في إحدى حدائق طوكيو رافعين لافتات كتب عليها «الطاقة النووية قديمة» و«نريد تغييرا في سياسة الطاقة». وبعد شهرين على الحادث الذي تعرضت له محطة فوكوشيما دايشي (شمال شرق) إثر الزلزال، قرر رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان إغلاق محطة أخرى في وسط الأرخبيل الذي يواجه خطرا زلزاليا كبيرا. وأعلن ناوتو كان عن إغلاق المحطة أول من أمس قائلا إنه أمر شركة الطاقة «بوقف عمل كل المفاعلات في محطة هاماوكا النووية، وقد أخذنا في الاعتبار أيضا الانعكاس الهائل الذي يمكن أن يسببه حادث خطير في محطة هاماوكا على المجتمع الياباني برمته». وتقع هذه المحطة على بعد أقل من 200 كلم جنوب غربي طوكيو وعلى بعد نحو مائة كلم من مدينة ناغويا في وسط منطقة صناعية.

ورد أحد المتظاهرين ويدعى مانامي إينوي، (28 عاما)، وهو يضع لافتة حول عنقه كتب عليها «لا» بالأحمر والأصفر، قائلا: «يسعدني أن أرى رئيس الوزراء يقرر التحرك أخيرا». وأضاف: «لكني أريد أن أعرف متى سيتوقف عمل المحطة بالتحديد». وقال متظاهر آخر يدعى شينجكي ماتشوشيتا، 59 عاما: «أشعر بإحباط كبير لأن أي سياسي لم يتخذ موقفا واضحا لنعرف إذا ما كانوا مع أو ضد الطاقة النووية».

وتوقع المنظمون مشاركة 15 ألف شخص في هذه المظاهرة بعد النداءات التي وجهت على شبكات التواصل الاجتماعي. واليابان التي تقع عند ملتقى أربع صفائح تصدعية، تتعرض لأقوى الزلازل المسجلة على الأرض. ففي 11 مارس (آذار) الماضي، ضرب زلزال تبعه تسونامي عملاق شمال شرقي الأرخبيل وأسفر عن مقتل وفقدان أكثر من 25 ألف شخص، وفي عام 1995، ضرب زلزال منطقة كوبي (وسط غرب) وأدى إلى مقتل أكثر من 6400 شخص. وكانت اليابان تعد نحو 50 مفاعلا نوويا ناشطا قبل الزلزال. وتوفر الطاقة النووية أقل من 30% بقليل من استهلاك الكهرباء في البلاد.

وحول شأن ذي صلة، ذكرت صحيفة «يوميوري» اليابانية أمس أن اليابان والولايات المتحدة تخلتا عن خطة نقل قاعدة فوتينما لمشاة البحرية الأميركية، في جزيرة أوكيناوا بجنوب اليابان بحلول عام 2014. وكانت هذه الخطة قد أثارت غضب السكان المحليين. ويمثل النقاش المستمر بشأن المكان الذي تنقل إليه قاعدة فوتينما نقطة توتر في العلاقات بين البلدين الحليفين ودفع سلف رئيس الوزراء ناوتو كان إلى الاستقالة العام الماضي.

ووعد كان بتنفيذ اتفاقية تم التوصل إليها عام 2006 لنقل القاعدة الجوية في أوكيناوا إلى جزء يقطنه عدد أقل من السكان بالجزيرة، لكن هذه الخطة اعترض عليها السكان الذين يربط كثيرون منهم القواعد الأميركية بالجرائم والحوادث والضجيج.

وقالت صحيفة «يوميوري» إن اليابان والولايات المتحدة ستناقشان تحديد إطار زمني جديد لنقل القاعدة على الرغم من أن التخلي عن الموعد المستهدف لعملية النقل في عام 2014 ربما يعني أن القاعدة الجوية ربما تبقى في مكانها الحالي. وأدت قضية القواعد العسكرية الأميركية في أوكيناوا إلى توتر العلاقات منذ فترة طويلة مع استياء كثيرين من السكان لتحملهم ما يعتبرونه نصيبا غير عادل من عبء التحالف الأمني الأميركي - الياباني.