مسلحون يسطون على محل للصرافة في بعقوبة ويسرقون أكثر من 3 ملايين دولار

بعد أن قتلوا 5 أشخاص وخلفوا وراءهم سيارة ملغومة

TT

شهدت مدينة بعقوبة أمس أكبر عملية سطو في تاريخها عندما تمكن مسلحون مجهولون من سرقة أكثر من ثلاثة ملايين دولار بعد أن اقتحموا شركة صرافة ضخمة في المدينة وقتلوا خمسة من موظفيها على الأقل، وجاء الحادث بعد أيام من رفع درجة التأهب للقوات العراقية إلى الدرجة القصوى بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ومخاوف من عمليات انتقامية.

وقال مسؤولون أمنيون إن مسلحين قتلوا خمسة أشخاص خلال سرقة مكتب صرافة في شارع خريسان وسط مدينة بعقوبة، شمال شرقي بغداد، وتركوا سيارة ملغومة انفجرت فأصابت سبعة آخرين.

وذكر مسؤول أمني أن المهاجمين سرقوا أربعة مليارات دينار (3.4 مليون دولار) من مكتب الصرافة الذي لديه عقود مع الحكومة العراقية لدفع رواتب أصحاب معاشات التقاعد وقتلوا مالكها رجل الأعمال البارز عدنان المندلاوي.

وأكد مصدران أمنيان عدد القتلى وحادث السرقة، بعد أن كان مسؤول قد أفاد في وقت سابق بأن الهجوم وقع في سوق للذهب وأودى بحياة ستة أشخاص وأصاب عشرة.

وقال مسؤول أمني كبير بمحافظة ديالى طلب عدم نشر اسمه لوكالة رويترز: «المسلحون سرقوا أربعة مليارات دينار عراقي ووضعوا سيارة مفخخة قرب شركة الصرافة والتي انفجرت عندما حضرت القوات الأمنية لمكان الحادث».

وأفادت وكالة الاسوشييتد برس نقلا عن مسؤولين عراقيين بأن المسلحين نجحوا في الفرار بعد أن سرقوا 4 مليارات دينار عراقي، وأنه بعد فرارهم بالأموال تركوا سيارة ملغومة خارج المبنى وقد انفجرت لاحقا بعد وصول عناصر الشرطة الذين سارعوا إلى مكان الحادث مما أدى إلى إصابة 7 من أفراد الشرطة ومدنيين، بينما أفادت وكالة الأنباء الألمانية بإصابة 9 أشخاص معظمهم من عناصر الشرطة بينهم العقيد مظفر المكدمي معاون مدير شرطة النجدة، بحسب المصادر.

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة المحافظة طالب محمد حسين لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية السطو المسلح حدثت عندما داهمت قوة مسلحة تستقل سيارة من نوع كيا محلا للصرافة بالمدينة وسرقت أربعة مليارات دينار عراقي بعد إطلاق النار على مواطنين موجودين هناك فلقي 6 أشخاص حتفهم جراء الهجوم، وبعد أن نهب المسلحون موجودات المكتب استقلوا سيارتهم وطاردتهم دورية تابعة للشرطة المحلية، ولكنهم تمكنوا من تبديل السيارة بأخرى وتركوا سيارتهم الأولى خلف بناية المحافظة ويعتقد أنها مفخخة ما يؤكد بأنه كان هناك تنسيق وتعاون بين اللصوص والمسلحين الإرهابيين الذين فخخوا تلك السيارة».

وحول أسباب عدم اتخاذ الإجراءات الأمنية الكافية حول مكاتب الصيرفة التي تحتوي على مبالغ طائلة بهذا القدر، قال رئيس مجلس إدارة المحافظة إن «الحماية الأمنية موجودة في الأسواق بما فيها تلك المنطقة ولكنها غير متوفرة بالنسبة لجميع المحلات على حدة، والحكومة ليست مسؤولة عن توفير الحماية لكل محل أو مكتب في أسواق المدن ويفترض بأصحاب هذه المحلات ما دامت تتعامل بمثل هذه المبالغ الطائلة أن تعين حراسات خاصة بهم، وليس انتظار الحماية الحكومية، ومع ذلك فإن القوات الموجودة في المنطقة سارعت باقتفاء أثر السيارة التي داهمت المحل ووضعت جميع دوريات الشرطة بالمدينة في حالة الإنذار القصوى لتعقب الهاربين وما زالت العملية مستمرة».

وكانت المصارف العراقية في بغداد وعدد آخر من المحافظات قد شهدت حملة منظمة من عمليات السطو المسلح مما أدى إلى سرقة ملايين الدولارات، ويرى مراقبون أن هذه العمليات تخرج عن نطاق السرقة العادية وتدخل ضمن تمويل الجماعات المسلحة في العراق.

وقال مصدر أمني مطلع في وزارة الداخلية العراقية لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية السطو تحمل بصمات تنظيم القاعدة الذي بات يعاني منذ مدة من نقص شديد في التمويل». وأضاف أن «الأجهزة الأمنية سواء في بغداد أو في محافظة بعقوبة، حيث لا تزال مثل هذه الجماعات تنشط بوضوح بسبب توفر بعض الحاضنات لها هنا وهناك، قد رفعت وتيرة التأهب إلى أقصى مدى بعد الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الأسبوع الماضي».