أميركا: خطط الادخار من أجل التعليم الجامعي ليست آمنة

الأسر قالت إنها لم تستفد من العائدات التي تكفلت بها الولايات

TT

جذبت أزمة موظفي الولايات قدرا كبيرا من الاهتمام مؤخرا، وهو ما يستحقونه بالفعل، لأن خطط معاشهم وحقهم في التنظيم من القضايا الأساسية. ولكن أزمات الميزانية التي شهدتها الولايات وضعت طلاب جامعة الولاية وأسرهم أيضا في مواقف مزعجة.

في كاليفورنيا، كان ذلك يعني زيادات هائلة في مصاريف الدراسة. وفي جورجيا، ستقل منحة هوب المفضلة التي تغطي الكثير من التكاليف الدراسية التي يحتاج إليها الطلاب المؤهلون أكاديميا مع حلول الخريف. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، أوقفت تينيسي إدخال مشاركين جدد في خطة تسمح لأولياء الأمور بتثبيت قيمة مصاريف أبنائهم. ولكن في إيلينوي اشتدت في الأسابيع الأخيرة حدة المناقشات حول ما تدين به الولاية للأسر، حيث أدركت عشرات من الأسر المشاركة في إحدى خطط برنامج 529 للادخار الجامعي أنهم قد لا يحصلون على العائدات التي اعتقدت الأسر أن الولايات تعهدت لهم بها.

كما في تينيسي، يسمح برنامج المصاريف الجامعية المدفوعة مقدما لأولياء الأمور بالدفع مبكرا من أجل ضمان ثبات السعر لاحقا. ولكن لم يعرف كثير من تلك الأسر أن قدرتهم على تثبيت أسعار الغد في الوقت الحالي ليست مضمونة 100 في المائة، وذلك بعد أن قرأ الأهالي موضوعا نشره كراين مؤخرا في «شيكاغو بيزنس». إذا عجزت خطة إيلينوي في تلبية التزاماتها للأسر في التعليم الجامعي أو ما قبله، فلن يكون على المجلس التشريعي في الولاية أن يسرع إلى تسديد مصروفات كل طالب.

ما زال هناك نحو 10 من مثل هذه الخطط في الولاية، التي تعرف بالخطط الـ529 المدفوعة مسبقا، مفتوحة لانضمام أعضاء جدد. وإذا اشتركت في إحداها، فعليك أن تعود اليوم وتقرأ قواعدها بالكامل. ولكن يجب على كل شخص يدخر من أجل الجامعة (أو التقاعد) أن يستخلص الدرس التالي من قصة الارتباك الذي حدث في إيلينوي: حتى إذا أعلنت الولايات أن شيئا ما آمنا، يجب أن تقرأ الشروط والأحكام جيدا.

كان من المفترض وفقا لخطط 529، أن يكون هناك نوعان أساسيان: الأول هو خطة ادخار تستثمر فيها أموالك في عدد صناديق استثمار واستثمارات أخرى. وكلما أنفقت مالك في مصروفات التعليم العالي، ليس عليك أن تسدد ضرائب على الأرباح على رأس المال.

النوع الثاني هو المدخرات المدفوعة مسبقا، التي تسمح للآباء المقيمين في الولايات بتسديد المال اليوم لتثبيت الأسعار في جامعة الولاية لاحقا. وغالبا ما يدفع الآباء مبالغ إضافية علاوة على المصاريف الدراسية الحالية لتعويض الارتفاع المتوقع في المصاريف. (وغالبا ما تتاح إمكانية استرداد الأموال للأشخاص الذين لا يلتحق أبناؤهم بجامعة الولاية على أي حال). ولكن ما عجز الآباء عن معرفته هو اختلاف الولايات في كيفية ضمان الولاية لعائد هذه المبالغ المدفوعة مقدما (أو إذا كانت تضمنها أساسا).

تضمن ولايات فلوريدا وماساشوستس وميسيسيبي وواشنطن تدخل الولايات من أجل الوفاء بتعهداتها بالتعامل مع ارتفاع المصاريف إذا لم يحقق الصندوق التزاماته لأن استثماراته سيئة الأداء، وفقا لموقع «savingforcollege.com». ولا تقدم ولايات إيلينوي وكنتاكي وميريلاند وميتشيغان ونيفادا وبنسلفانيا وكارولينا الجنوبية وفيرجينيا وغرب فيرجينيا ضمانا شاملا.

فتحت إيلينوي خطة 529 للدفع المقدم في نهاية التسعينات، ومثل معظم الولايات الأخرى، سمحت للمشتركين الأوائل بتثبيت الأسعار التي كانت منخفضة للغاية بأثر رجعي. وفي دفاع الولايات، يتوقع عدد من الناس أن كثيرا من أنظمة الجامعات في الولايات سينتهي بها الحال مثل نظام إيلينوي، الذي رفع مصاريف الدراسة بمعدل متوسط بلغ 10 في المائة سنويا على مدار العقد الماضي.

ولكن إلى أي مدى ابتعدت قيمة مصاريف الدراسة في خطة إيلينوي؟ في عام 2006، كان من الممكن لوالدي طفل حديث الولادة أن يشتريا عقدا بثمانية فصول دراسية (لا يشمل الغرفة والطعام) للالتحاق بجامعة الولاية بمقابل 41.493 دولار. أما اليوم، فأصبح ذلك يكلف الآباء 95.521 دولار، في زيادة بنسبة 130 في المائة في خمسة أعوام.

يذكر الموضوع القراء بأن مديري الخطة يستثمرون المال وأن الولاية لا تضمن الوفاء بما زعمته الخطة من تغطية ارتفاع المصاريف إذا كان أداء الاستثمارات سيئا. وإذا كان الصندوق يخاطر بعدم القدرة على الوفاء بالتزاماته للأسر ذات الأبناء الطلاب في الجامعات أو الذين يوشكون على الالتحاق بها، فسيطلب الإنقاذ من المجلس التشريعي.

من الصعب الحصول على مزيد من التأكيد حول أحدث الأرقام. في 30 يونيو (حزيران) كان البرنامج يملك أصولا قيمتها 1.35 مليار دولار وخصوما قيمتها 1.69 مليار دولار. ويعتقد القائمون عليه أنه من الممكن أن يعوض هذا النقص إذا لم ترتفع تكاليف المصروفات بنسبة أكبر من 8 في المائة سنويا. وارتفع عدد المشاركين الجدد في البرنامج كثيرا، وحققت استثمارات الصندوق عائدا يفوق 8.75 في المائة سنويا.

* خدمة «نيويورك تايمز»