قندهار: 10 تفجيرات ستة منها «انتحارية» على أهداف بينها مقر الحاكم

غيتس يرى أن مقتل بن لادن قد «يغير الوضع» في أفغانستان

TT

وقعت عشرة تفجيرات في الإجمال أثناء هجمات، ستة منها انتحارية، على أهداف حكومية في قندهار كبرى مدن جنوب أفغانستان ومعقل طالبان، كما أعلنت السلطات المحلية. وقال زلماي أيوبي المتحدث باسم السلطات في ولاية قندهار، لوكالة الصحافة الفرنسية: «حتى الآن وقعت عشرة تفجيرات في قندهار أمس تلقينا التأكيد بأن ستة تفجيرات منها ناجمة عن هجمات انتحارية». وأعلنت الإدارة المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية أن مكتب حاكم قندهار تعرض أمس لهجوم مسلحين مما أوقع عددا غير محدد من الضحايا. وأكد يوسف أحمدي المتحدث باسم حركة طالبان التي تبنت العملية، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن العملية مستمرة، كما أكد أن «العدو تكبد خسائر فادحة». وأوضح صحافي لوكالة الصحافة الفرنسية في المكان أن الهجوم شن من مبنى قريب حيث طلب المهاجمون مسبقا من التجار مغادرته. ووضعت قندهار تحت المراقبة الشديدة لقوات الأمن الأفغانية، وخصوصا القوات الدولية التابعة للحلف الأطلسي التي توجد إحدى أكبر قواعدها الجوية في المدينة. وبقيت العاصمة السابقة لنظام طالبان أثناء توليها الحكم من 1996 إلى 2001 أحد معاقل المتمردين الإسلاميين منذ ذلك الحين. ويشن الأخيرون فيها بانتظام هجمات تستهدف المباني العامة والشرطة والجيش والقوات الدولية التي تنشر نحو 130 ألف جندي، ثلثاهم من الأميركيين، في سائر أرجاء البلاد. وشن مسلحون هجوما جريئا أمس على مقر حاكم إقليم قندهار وسمع دوي الانفجارات في المدينة الواقعة بجنوب أفغانستان وأصيب 11 شخصا على الأقل في اشتباك بين مسلحين تحصنوا في مركز تسوق وقوات الأمن.

وقال شاهد من «رويترز» ومسؤول إن دوي انفجار سمع قرب مقر الحاكم توريالي ويسا الذي يخضع لإجراءات أمن مشددة في وسط مدينة قندهار، كما سمع دوي انفجارات في مناطق أخرى فيما بدا أنها هجمات منسقة. وبدأ إطلاق النار بعد الانفجار الأول وقال شاهد من «رويترز» إنه تمكن من رؤية مسلحين يطلقون النار من مركز التسوق على مقر الحاكم في حين كانت قوات الأمن ترد بإطلاق النار من المقر كما حلقت طائرات هليكوبتر فوق المكان.

وأعلنت طالبان الأسبوع الماضي بدء «هجوم الربيع» وتوعدت بتصعيد هجماتها على القوات الأجنبية ومسؤولي الحكومة الأفغانية. وتجددت هذه التهديدات بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وأعلن متحدث باسم طالبان مسؤولية الحركة عن هجوم اليوم، لكنه قال إنه لا علاقة له بقتل بن لادن. وقال المتحدث قاري يوسف أحمدي، لـ«رويترز» من مكان غير معلوم، يوجد عدد من المقاتلين في عدة مواقع بالمدينة. وهذه الهجمات ليست ردا على مقتل أسامة بن لادن لكنها جزء من «هجوم الربيع». وبلغ العنف في أفغانستان أعلى مستوياته عام 2010 منذ الإطاحة بحكومة طالبان أواخر عام 2001، حيث سقط عدد قياسي من الضحايا من كل أطراف الصراع.

إلى ذلك صرح وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أول من أمس بأن موت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن «قد يغير الوضع» في جهود الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة في أفغانستان. وفي أول تعليق له على قتل بن لادن، قال غيتس إنه من المبكر جدا الحديث عن تأثير أكيد للعملية الأميركية التي قتل فيها زعيم تنظيم القاعدة، على الحرب المستمرة منذ 9 سنوات في أفغانستان.

وقال لعسكريين في قاعدة سيمور جونسون في كارولاينا الشمالية: «بشأن تأثير موت أسامة بن لادن على الوضع في أفغانستان، أعتقد أن ذلك قد يؤدي إلى تغيير». وأضاف أن موت بن لادن يمكن أن يعزز التوتر بين متمردي طالبان بمن فيهم زعيم الحركة الملا محمد عمر، وتنظيم القاعدة. وقال غيتس إن «بن لادن ومحمد عمر كانا قريبين جدا من بعضهما، لكن أعضاء آخرين في طالبان شعروا بأن (القاعدة) خانتهم لأن طالبان طردت من السلطة بسبب هذه الاعتداءات» التي وقعت في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (أيلول) 2001.