واشنطن تكشف عن 5 شرائط جديدة لابن لادن .. أحدها على كرسي هزاز يشاهد نفسه

مسؤول أميركي: خلافة زعيم «القاعدة» ما زالت «مفتوحة» وهناك خلاف على الظواهري.. والبعض يراه غير جذاب

شريطا يظهر فيه بن لادن وذقنه مصبوغه باللون الأسود بثه البنتاغون امس (ا.ف.ب)
TT

اظهرت 5 شرائط اذاعت مقتطفات منها الولايات المتحدة امس و وعثر عليها في المنزل الذي كان يختبأ وقتل فيه اسامة بن لادن, أن زعيم القاعدة كان مغرما بمشاهدة نفسه في الشرائط, ويمكن رؤيته وهو جالس على كرسي هزاز، ويقلب بين القنوات الفضائية المختلفة بينما يشاهد لقطات مسجلة لنفسه. وقال التقرير إن شريطا آخر ظهر فيه بن لادن وذقنه مصبوغ باللون الأسود، كان رسالة للولايات المتحدة، ولكن المسؤولين لم يشغلوا الصوت. أما الشرائط الثلاثة الأخرى فهي جلسات تدريبية على رسائل كان يعتزم نشرها للعالم. وأكد مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أن التسجيلات الجديدة لبن لادن، التي تمت مصادرتها من منزله، تقدم دليلا جديدا لإدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على أن زعيم «القاعدة» هو أحد الأشخاص الخمسة الذين قُتلوا خلال العملية، ويتضمن أحد أشرطة الفيديو ما يبدو أنه «تسجيل منزلي» يظهر زعيم تنظيم القاعدة أثناء قيامه بمشاهدة صور خاصة به، يُعتقد أنها كانت تبث عبر الأقمار الاصطناعية، بينما يتضمن شريط آخر ما يُعتقد أنه رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة، تم تسجيلها الخريف الماضي.

وقدم مسؤول في الاستخبارات الأميركية إيجازا للصحافيين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حول هذه التسجيلات، أمس، مشيرا إلى أنه تم العثور، خلال العملية التي استهدفت مقر إقامة بن لادن، الاثنين الماضي، على كم هائل من الوثائق التي تتضمن معلومات استخباراتية مهمة.

وظهر بن لادن في أحد مقاطع الفيديو بلحية غزاها الشيب وقد التف ببطانية وهو يشاهد صورا بالفيديو لنفسه في مواقف مختلفة عبر لقطات مسجلة. ولم يتبين مكان تصوير هذه المقاطع لكن التقييم المبدئي يشير إلى أن أحد المقاطع التي صورت قد التقط في المجمع. وقال المسؤول: «المواد التي روجعت على مدار الأيام الكثيرة الماضية تظهر بوضوح أن بن لادن ظل قائدا نشطا في (القاعدة) يقدم التعليمات العملياتية والاستراتيجية للجماعة. لقد كان بعيدا عن أن يكون رئيسا صوريا. لقد كان لاعبا نشطا بما يجعل العملية الأخيرة أكثر أهمية لأمن أمتنا».

وأشار مسؤول أميركي إلى أن فريقا متخصصا من الخبراء، يتضمن محققين من وكالة الاستخبارات المركزية، ومكتب التحقيقات يقوم حاليا بدراسة تلك الوثائق.

اعتبر مسؤول أميركي كبير، أمس، أن مسألة خلافة أسامة بن لادن على رأس تنظيم القاعدة ما زالت «مفتوحة»، حيث يوجد خلاف في التنظيم على المسؤول الثاني الحالي له، أيمن الظواهري.

وقال المسؤول الأميركي في أجهزة المخابرات إن الظواهري «هو بديهيا الخليفة المفترض» معتبرا مع ذلك أنه من المثير للدهشة عدم إعلان التنظيم الإسلامي حتى الآن اسم زعيمه الجديد. وأضاف: «هناك مؤشرات قوية على أن الظواهري ليس محبوبا في بعض أوساط التنظيم, مشيرا إلى أن بعض أعضاء التنظيم يرونه غير جذاب. ومن ثم أعتقد أن مسألة خلافة بن لادن ما زالت مفتوحة». وأكد أن بن لادن كان لا يزال «زعيما نشطا لـ(القاعدة)»، يصدر تعليمات للتنظيم من منزله في مدينة أبوت آباد الباكستانية, حيث قتل ليلة الأحد - الاثنين في هجوم نفذته فرقة كوماندوز أميركية.

وقال هذا المسؤول للصحافيين، طالبا عدم ذكر اسمه، إن «الوثائق التي جرت دراستها في الأيام الأخيرة تبين أن بن لادن كان لا يزال زعيما نشطا لـ(القاعدة) يصدر تعليمات استراتيجية وتكتيكية للتنظيم».

وأوضح أن هذه الوثائق هي التي كشفت للولايات المتحدة أن «القاعدة» كانت تخطط لتنفيذ اعتداءات على قطارات أميركية بمناسبة الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 سبتمبر (أيلول)، كما أعلنت الخميس وزارة الأمن الداخلي.

ونشرت الولايات المتحدة، أمس، خمسة شرائط فيديو لزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن جرى ضبطها خلال العملية العسكرية التي قتل خلالها في باكستان. وأخذت الشرائط من المجمع المحصن في أبوت آباد (60 كيلومترا شمال إسلام آباد) حيث قتل بن لادن الاثنين الماضي في عملية نفذتها قوات خاصة أميركية. وذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية أن بن لادن يظهر في أحد شرائط الفيديو وهو يرتدي قبعة صوفية وهناك بطانية ملقاة على كتفيه.

وجاء الكشف عن هذه التسجيلات بعد قليل من تأكيد حركة طالبان، في بيان أصدرته، أول من أمس، مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الذي كانت تستضيفه قبيل الغزو الأميركي لأفغانستان أواخر عام 2001.

وقد عثرت القوات الأميركية الخاصة خلال هجومها على منزل بن لادن على كمية كبيرة من الوثائق التي بدأت أجهزة الاستخبارات الأميركية في دراستها على الفور.

وقال مسؤول أميركي كبير إن «الوثائق المصادرة كشفت لنا بالفعل عن الكثير». وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن المعلومات التي عثرت عليها القوات الأميركية في المجمع الواقع في أبوت آباد تمثل أكبر كشف لمعلومات المخابرات عن فرد واحد مشتبه به في الإرهاب. وقال المسؤول: «هذا المجمع في أبوت آباد كان مركزا نشطا للقيادة والسيطرة للقائد الأعلى لـ(القاعدة)، ومن الواضح أنه لم يكن مجرد مفكر استراتيجي للجماعة, لقد كان نشطا في التخطيط للعمليات وفي توجيه القرارات التكتيكية».