الرئيس السابق للموساد يعتبر هجوما إسرائيليا على إيران مغامرة خطيرة وفكرة غبية

قال إن الرئيس الأسد سيحارب حتى النهاية «فإما الموت وإما النصر»

TT

في تصريحات زعزعت الحلبة السياسية في إسرائيل واعتبرت تحديا سافرا وضربة سياسية لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أعلن الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، مئير دجان، أن فكرة مهاجمة سلاح الجو الإسرائيلي للمنشآت النووية الإيرانية هي مغامرة حربية خطيرة لا جدوى منها وأنها «أغبى ما سمع».

وكان دجان يتكلم في محاضرة ألقاها أمام جمعية كبار الموظفين الحكوميين والقادة السعكريين السابقين في إسرائيل، أقيمت في الجامعة العبرية في القدس أمس. وتبين أن دجان يحمل هذا الرأي طيلة سنوات، فيرى أن محاربة التسلح النووي الإيراني يجب أن تتم بوسائل أخرى غير الغارات، ولذلك سعى إلى التخريب على المشروع الإيراني بواسطة نشاطات استخبارية وتجسسية وعمليات تخريب ميدانية مثل تدمير برامج في الكومبيوترات الإيرانية وإحداث تفجيرات داخل المفاعل النووية واغتيال أو تهديد عناصر في جهاز تطوير السلاح النووي الإيراني، وهي عمليات تمت في السنوات الأخيرة بكثرة، ونسبت لجهاز الموساد لكن إسرائيل لم تعترف بها.

وقال دجان إن لدى إسرائيل قوات سلاح جو قادرة على إحداث تدمير كبير في إيران، ولكنها لا تستطيع إنجاز المهمة وتحقيق كافة الأهداف لتدمير المرافق النووية الإيرانية. وليس هذا فحسب، بل ينبغي طرح السؤال: ماذا سيحدث في اليوم التالي. فإذا نفذت قوات سلاح الجو الإسرائيلية هجوما على إيران، فإن حربا كبيرة ستنشب، و«هي من نوع الحروب التي نعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف تنتهي». وقال إن إيران قادرة على مواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل لشهور كثيرة، فلو فعلت ذلك بمعدل صاروخين يوميا كيف سيكون حال إسرائيل؟ وهي، أي إيران، «قادرة على دفع حزب الله لإطلاق عشرات آلاف الصواريخ من طراز (غراد)، ومئات صواريخ (سكود) بعيدة المدى، كما أن طهران قادرة على تفعيل دور حماس في قطاع غزة، إضافة إلى أن هناك خطر انضمام سوريا إلى الحرب».

كما تطرق في أقواله إلى قضايا أخرى، وفي حديثه عن التطورات في العالم العربي، قال: «لا يوجد تسونامي من التغيير والثورات في الشرق الأوسط، كما يحلو للعرب أن يقولوا». وادعى أن ما يحصل «يعبر عن شروخ تاريخية في المجتمع العربي». وضرب عن ذلك مثلا بما يحدث في مصر، فقال «إن ما دفع الجماهير الغفيرة من المصريين للخروج إلى الشارع لم ينبع من (ثورة الإنترنت)، مع الأخذ بعين الاعتبار أن غالبية المصريين ليس لديهم كمبيوترات». وادعى أنه «لم تحصل ثورة في مصر وإنما استبدال زعماء، ولذلك فإن العلاقات مع إسرائيل لن تتأثر. وأنه لا يوجد خطر في أن يصل (الإخوان المسلمون) إلى السلطة في مصر لأنهم ببساطة ليسوا معنيين بذلك في هذه المرحلة». وبحسب دجان فإن «الإخوان المسلمين» يخشون حصول ضربة شديدة للاقتصاد المصري تحت حكمهم، بسبب اعتماده على السياحة والمساعدات الأميركية.

وفي حديثه عن سوريا، قال دجان إنه «سيكون من الأفضل أن يتم إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم، لأن ذلك سيوقف المساعدات عن حزب الله، ويضعف نفوذ إيران، ويعزز المعسكر السني في سوريا وفي العالم العربي، وأن في ذلك مصلحة لإسرائيل من الناحية الاستراتيجية». وبحسبه فإن الرئيس السوري سوف «يحارب حتى النهاية، لأنه لا يوجد بدائل، فإما النصر وإما الموت».