هليكوبتر الشبح استخدمت في الهجوم على بن لادن

البنتاغون يرفض حتى الاعتراف بوجودها

TT

رفض متحدث باسم البنتاغون تأكيد أو نفي أخبار بأن قوات الكوماندوز التي قتلت أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم «القاعدة»، استخدمت طائرات هليكوبتر لا يقدر الرادار على كشفها. وقال مصدر عسكري إن هذه الطائرات نوع متطور من طراز «بلاك هوك»، وإنها كانت العامل الرئيسي في نجاح العملية. لكن، قال المصدر إنه يخشى أن بقايا الطائرة الثالثة التي تحطمت خلال العملية ربما ستنقل إلى دول أخرى لكشف الأجهزة الإلكترونية الموجودة فيها. وقال إن بعض هذه الأجهزة الهدف منها تحاشي الرادار، وتخفيض ضجيج المروحيات، ومواجهة الحرارة الشديدة. وإن هذا النوع من الطائرات كان يتسلل عبر الحدود بين أفغانستان وباكستان، وكان يتجنب الدفاعات الجوية الباكستانية. وكان الرئيس باراك أوباما قد سافر يوم الجمعة إلى قاعدة فورت كامبل (ولاية كنتاكي)، واجتمع على انفراد مع العسكريين الذين قادوا عملية قتل بن لادن. هؤلاء أعضاء في الفرقة الخاصة رقم 160، والتي تسمى «نايت ستوكر» (مراقبو الليل) ولم تخرج من الاجتماع أي معلومات عن الفرقة وعن الطائرات. ومثلما رفض البنتاغون حتى الاعتراف بوجود طائرات «هليكوبتر الشبح»، رفض الحديث عن الطائرة الثالثة، رغم أن صورها انتشرت كثيرا في الإنترنت. خاصة صورة ذيلها، مع تحليلات عن الأسرار التي فيها، وعن أسباب سقوطها.

وقال دانييل غور، متخصص في شؤون الدفاع في معهد لكسنغنتون، في واشنطن، إن الطائرة ربما سقطت بسبب مراوح وتغييرات هوائية. وأضاف: «قد يكون أكثر صعوبة أن ترتفع الطائرة لتحلق عنه أن تهبط. ولا سيما في ظروف العملية المعقدة». في الوقت نفسه، قال خبير عسكري جوي إن الطائرات العسكرية الأميركية من طراز «ستيلث» (الشبح) الأولى، التي تعرف الآن باسم «إف - 117» معروف عنها صعوبة التحليق، خاصة عند الإقلاع، وإن طلاء تحاشي الرادار ربما له صلة بذلك. وقال الخبير إن طائرات أخرى شاركت في مهمة قتل بن لادن، منها «إم إتش 47» المعروفة باسم «شينوك». هذه تستخدم على نطاق واسع في قوات الجيش التقليدية.

وأضاف الخبير أن الفرقة الخاصة رقم 160 تستعمل طائرات «شينوك»، لكنه لا يعرف إذا كانت كلها من نوع «ستيلث» (الشبح). وأن واحدة منها استعملت في نقل الجنود الذين كانوا في الطائرة الثالثة التي تحطمت بالقرب من منزل بن لادن. وقال الخبير إن كثيرا من صفات «الشبح» كانت معروفة لعدة عقود، بما في ذلك استخدام طائرات ذات زوايا غير حادة، وطلاء السطوح لتصير الطائرات أقل وضوحا على شاشات الرادار. وأن الجيش بدأ برنامجا لبناء أنواع جديدة من طائرات الهليكوبتر ذات تكنولوجيا الشبح عام 1992. وكان هذا النوع يعرف باسم «كومانتش». غير أن هذه الطائرات ألغيت عام 2004، للإسراع في مشروع طائرات «درون» (من دون طيار).

وقال بيل سويتمان، رئيس تحرير مجلة «ديفنس تكنولوجي»، ومنذ زمن طويل تخصص في طائرات الشبح، إن أكبر سر عن «الهليكوبتر الشبح» هو ببساطة أنها موجودة.

وأضاف: «كان هناك خطر واضح بأن السر سوف يكشف، بطريقة أو بأخرى، في نفس اللحظة التي تستخدم فيها وأن قرار استخدام طائرات الهليكوبتر هذه يوضح أهمية عملية القضاء على بن لادن. وقال ليس معروفا إذا كانت هذه الطائرات استعملت في غارات في وقت سابق».

وقال ديك هوفمان، ضابط سابق في البحرية الأميركية، والآن محلل الشؤون الدفاعية في مؤسسة «راند» (في ولاية كاليفورنيا) إنه لم يسمع من قبل بوجود هذه الطائرة. وأضاف: «وضع تكنولوجيا الشبح على هذه الطائرات عزز فرص النجاح». وقال: «الدخول في المنطقة المستهدفة التي لم يتم كشفها مسبقا أمر في غاية الأهمية، لا سيما عند استهداف ميليشيا إرهابية».