مريم رجوي: قوة «خامنئي - نجاد» تتفسخ.. وندعو العرب لمساعدتنا ضد نظام الملالي

زعيمة المقاومة الإيرانية قالت لـ«الشرق الأوسط»: طهران تحاول استغلال ظروف المنطقة لزيادة تدخلاتها

مريم رجوي
TT

دعت زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، الدول العربية إلى تشكيل جبهة متحدة، بالتعاون مع «المقاومة الإيرانية» لمواجهة نظام طهران الذي اتهمته بأنه «منبع الإرهاب والتطرف» في منطقة الشرق الأوسط، قائلة إن نظام «ملالي طهران» هو العدو الرئيسي لجميع شعوب المنطقة، و«نحن حلفاء عمليون وواقعيون مع كل القوى التي تريد تغيير النظام في إيران».

وأشارت رجوي، إلى ما سمته «تفسخ النواة الرئيسية» لقوة مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، ورئيس الدولة محمود أحمدي نجاد، مشددة، في حوارها مع «الشرق الأوسط» في العاصمة الفرنسية باريس، على أن الحركة الجارية في شوارع طهران ضد نظام الملالي تريد إسقاط النظام كله، لأنها ترفع ضده شعارات «الموت لخامنئي والموت لمبدأ ولاية الفقيه».

وقالت رجوي، إن نظام الملالي في طهران استنفر جميع أجهزته ووضعها في حال الطوارئ، بسبب أمواج الثورات العربية التي تفجرت مؤخرا، في محاولة من النظام لسد الطريق أمام انتفاضات مماثلة في الشارع الإيراني، مشيرة إلى أن نظام إيران يحاول زيادة تدخلاته وتوسيع قواعده في شؤون منطقة الشرق الأوسط، لأن «كل نسمة حرية» في المنطقة هي تهديد فوري للفاشية الدينية التي تقوم على القمع المطلق.

وأضافت مريم رجوي أن المقاومة الإيرانية في الوقت الحالي عبارة عن شبكة واسعة ونشطة تعمل تحت الأرض، وتضم شرائح من المجتمع الإيراني من طلاب وعمال ومعلمين ونساء، لعبت دورا رئيسيا في إطلاق الانتفاضات ضد حكام طهران، مما أدى لإعدام النظام عددا من «مجاهدي المقاومة»، معربة في الوقت نفسه عن غضبها من الطريقة التي تتعامل بها السلطات العراقية مع عناصر «مجاهدين خلق» الذين لجأوا للعراق منذ نحو ثلاثين سنة، ويوجد نحو 3400 منهم حاليا في «معسكر أشرف» شمال بغداد، وقالت إن سكان المخيم لم يتمكنوا حتى الآن من دفن نحو 34 من «الشهداء» الذين سقطوا في هجوم للقوات العراقية على المخيم يوم 8 أبريل (نيسان) الماضي. وإلى تفاصيل الحوار..

* بعد أكثر من ثلاثين عاما من بداية الحكم الديني في طهران، ما مستقبل منظمة «مجاهدين خلق» والمعارضة الإيرانية، من وجهة نظرك؟

- بعد ثلاثة عقود من القتال المكثف الذي يخوضه الشعب والمقاومة الإيرانية مع نظام ولاية الفقيه، وصلت حكومة الملالي إلى نقطة النهاية، وهي محاصرة بالأزمات الداخلية والخارجية، وإجماع الشعب المنتفض على تغيير النظام. وقد وضعت الانتفاضات عام 2009 جناحي النظام في مواجهة بعضهما بعضا وأدت انتفاضتا فبراير (شباط) ومارس (آذار) هذا العام، بشعار «الموت لخامنئي» إلى تفسخ النواة الرئيسية لقوة «خامنئي - أحمدي نجاد».. من ناحية أخرى تمكنت حركة المقاومة من الصمود في مواجهة عمليات قمع وحشية ودموية عاتية، واستطاعت تقديم بديل إلى الشعب الإيراني لتوفير الحرية والديمقراطية، وهو ما لقي ترحيبا شعبيا وتقديرا مرموقا لدى المجتمع الإيراني. وخلال العقود الثلاثة الماضية قتل (نظام) الملالي أو أعدم 120 ألفا من أعضاء ومؤيدي حركة المقاومة، ومارسوا 174 نوعا من التعذيب ضد السجناء السياسيين، وأنفقوا أموالا طائلة وشنوا حربا نفسية وحملة إعلامية ضخمة، وبثوا الأكاذيب والتزوير ومختلف أنواع الافتراءات ضد مقاومتنا، لتشويهها والنيل منها، وحاولوا عبر عقد صفقات مع الدول الأجنبية واستخدام أدوات التهريج والعربدة والتهديد، استنفار القوى الأجنبية وحشدها وتحريضها ضدنا، وإدراج منظمة «مجاهدين خلق»، وهي العمود الفقري للمقاومة الإيرانية، في قائمة الإرهاب ووضع مختلف أنواع القيود ضدنا، لكنهم فشلوا في تركيع هذه المقاومة، والقضاء عليها.

* بما في ذلك ما يحدث لعناصر «مجاهدين خلق» في «معسكر أشرف»؟

- (نظام) الملالي، بالإضافة إلى الضغوط الحمقاء التي يمارسونها ضد (مخيم) أشرف، وفي مقابل دعمهم للدور الثاني لرئيس الوزراء (العراقي نوري) المالكي فقد استخدموه لتعذيب وذبح سكان «أشرف»، فإنه قد مر 28 شهرا على فرض الحصار اللاإنساني على «أشرف»، حتى إنهم يعوقون تنقل المرضى، مما أدى في بعض الحالات إلى وفاتهم. وقد نصبوا نحو 300 مكبر صوت حول (مخيم) «أشرف» تبث على مدار 24 ساعة أصواتا مزعجة وإهانات منحطة لتعذيب سكان «أشرف» نفسيا. وفي الثامن من أبريل الماضي تعرض (مخيم) «أشرف» لهجوم شارك فيه ألفان من قوات المالكي مستخدمين أرتالا من المدرعات مما أدى إلى استشهاد 35 من المجاهدين، وبينما كان هؤلاء محاصرين ومجردين من السلاح عبرت على أجسادهم، في بعض الحالات، قوات المالكي بمركبات «هامفي». إن هذه الشراسة والضراوة ليست بلا أسباب، فالملالي (في إيران) يشعرون بقلق بالغ من المكانة التي حققتها المقاومة في الداخل وعلى الصعيد الدولي، وهم يدركون أن المقاومة هي القوة الدافعة والأداة المحركة الرئيسية للتغيير في إيران، ويحاولون يائسين إبادة (مخيم) «أشرف» (بمن فيه) لعل أداة التغيير هذه تتوقف عن العمل. كذلك فشل الملالي في استغلالهم الإجرامي للإسلام ودجلهم في مواجهة المجاهدين الذين يمثلون الوجه الحقيقي للإسلام القائم على قيم الرحمة والمساواة.

* هل تخططون للعودة إلى العمل من الداخل الإيراني مستقبلا. وهل هذا ممكن، وما العوائق؟

- المقاومة الإيرانية هي الآن شبكة واسعة ونشطة، وبطبيعة الحال تعمل تحت الأرض، وتضم مختلف مكونات وشرائح المجتمع الإيراني، لا سيما شباب الجامعات والعمال والمعلمين والنساء، وهي دائما في صدد توسيع هذه الشبكة باستمرار. وهيئة المجاهدين الاجتماعية داخل البلاد حققت خلال السنوات الثلاث الأخيرة توسعا كبيرا للغاية. وخلال انتفاضات عام 2009 وانتفاضتي فبراير (شباط) ومارس (آذار) من هذا العام، لعبت شبكات المقاومة دورا رئيسيا في إطلاق الانتفاضات، لا سيما تأطير وتنظيم القوى والطاقات الرئيسية للانتفاضة، خصوصا في انتفاضة عاشوراء 27 ديسمبر (كانون الأول) عام 2009 و14 فبراير من العام الحالي، التي كانت أخطر الانتفاضات بالنسبة للملالي، مما أثار غضب النظام بشدة. وفي ما يتعلق بانتفاضة 14 فبراير 2011، فقد قدمت اللجنة الخاصة في مجلس الملالي تقريرا إلى المجلس في الثاني من مارس تم فيه التأكيد على دور المجاهدين في هذه المظاهرات. وكان إعدام ثلاثة من «مجاهدين خلق» خلال شهري ديسمبر ويناير (كانون الثاني) الماضيين هو رد النظام على دور المجاهدين في هذه الانتفاضات.

* البعض في الخارج يرى أحيانا أن دور «مجاهدين خلق» في الداخل الإيراني محدود. ما تعليقك؟

- ما قامت به «مجاهدين خلق» والمقاومة الإيرانية طيلة السنوات الماضية أزعج نظام الملالي.. وفي انتفاضات عام 2009 أكد (سعيد) مرتضوي مدعي عام طهران في حينه في تقرير إلى مجلس الملالي أن «مجاهدين خلق» خلال الانتفاضات «دخلوا بصورة منظمة ومؤطرة ومحسوبة»، وفي هذا الشأن قال أحد أعضاء اللجنة لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا): «خلال هذه الجلسة المشتركة قدم مدعي عام طهران تقريرا حول اعتقال المنافقين (مجاهدين خلق) الذين عملوا بصورة منظمة ومبرمجة». وبعد ثلاثة أيام من الانتفاضة الكبرى في 27 ديسمبر صرح الملا علم الهدى عضو مجلس الخبراء وإمام «جمعة مشهد» الواسع النفوذ بقوله: «لاحظوا أن قادة حركة يوم عاشوراء هم المنافقون، ومشعلو اضطرابات عاشوراء رددوا الشعارات نفسها التي ينشرها المنافقون على مواقعهم». أما في ما يتعلق بالأحداث في العامين الماضيين، فإن تلخيص الأجهزة المخابراتية والأمنية للملالي هو أن توجهات شباب إيران نحو المجاهدين في توسع ونمو.. وهكذا، فإن النظام بدأ في قنواته التلفزيونية وصحفه داخل إيران في بث مسلسلات تلفزيونية ومواضيع متعددة ضد المجاهدين. وفي السنة الأخيرة أقامت وزارة مخابرات الملالي نحو 50 معرضا في الجامعات الإيرانية تركز موضوعها على بث الأكاذيب والافتراءات ضد المجاهدين لمواجهة توجه الطلبة الجامعيين والشباب نحو المقاومة الإيرانية. كما أن القاعدة الواسعة للمقاومة الإيرانية بين العلماء والتقنيين وحتى في أوساط المؤسسات الحساسة للنظام، تمنح المقاومة إمكانية الوصول إلى أدق أسرار النظام.. على سبيل المثال: «لقد استمر هذا النظام في العمل سرا سبعة عشر عاما لإقامة مراكز تخصيب اليورانيوم وإعداد المرافق والتجهيزات التي يحتاجها، ولم يلتفت العالم إلى هذه الأنشطة إلا عندما كشفت المقاومة الإيرانية عام 2002 المواقع السرية في ناتانز وآراك.

* يلاحظ في إيران أن غالبية الصور المعلقة في الميادين هي صور للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، وليست للرئيس أحمدي نجاد. هل ترون أن هذا يعبر عن أن الحاكم الفعلي هو المرشد وليس الرئيس؟

- نعم.. في الدكتاتورية المطلقة العنان لولاية الفقيه، فإن الحاكم الحقيقي مدى الحياة هو الولي الفقيه وبصلاحيات واسعة، ونص على ذلك دستور الملالي (بما في ذلك البند 110) دون الرجوع لأي مرجعية، وسلطة خامنئي في الممارسة تفوق حتى الصلاحيات التي منحها له دستور الملالي، وهو شخصيا يوجه شؤون مدعي عام طهران (الاعتقالات والاستجواب وتعذيب المناضلين) وجميع أجهزة المخابرات تحت سيطرته، وهو يدير قوة القدس (تصدير الإرهاب والأصولية والتطرف إلى الدول الأخرى).. أحمدي نجاد عندما أخرجته صناديق الاقتراع (من التجديد لفترة رئاسية جديدة له) أعاده خامنئي وثبته، وقد اشتهر منذ سنوات بأنه الخادم المطيع للولي الفقيه، وهو يخضع لشروط خامنئي حتى في ممارسته لسلطته المحدودة التي منحها له دستور النظام نفسه، وحين حاول مؤخرا استبدال وزير المخابرات دون رأي خامنئي تحول الأمر إلى أزمة كبرى لا تزال مستمرة إلى الآن.

* هل تتوقعين أن تؤثر الثورات العربية الموجودة حاليا على الوضع الداخلي في إيران؟ وهل يمكن أن يشكل هذا تهديدا للنظام الديني الحاكم في طهران؟

- كل نسمة حرية في المنطقة هي تهديد فوري للفاشية الدينية التي تقوم على القمع المطلق، وانتفاضات إيران التي استؤنفت منذ 14 فبراير الماضي نجمت عن الصدمة السياسية والاجتماعية التي أوجدتها الثورات الحالية في الدول العربية. وتحت ضغط أمواج هذه الثورات، استنفر الملالي جميع أجهزة حكومتهم ووضعوها في حال الطوارئ حتى يسدوا الطريق أمام الانتفاضات المقبلة، ولكن لا شك أن الانتفاضات ستندلع مجددا في طهران وبقية المدن، وهذه الحقيقة يؤكدها ما نشهده اليوم من وضع متفجر في المجتمع الإيراني. وفي الوقت نفسه، يحاول النظام مستغلا الظروف الغامضة في دول المنطقة زيادة تدخلاته وتوسيع قواعده في المنطقة، وأدواته في ذلك الموارد المالية الهائلة والإرهاب. وألفت انتباه أخواتنا وإخواننا في دول المنطقة باسم الشعب والمقاومة الإيرانية للتصدي لهذا الخطر، والشرط الرئيسي لسلامة ونجاح انتفاضات المنطقة هو وضع حدود حاسمة وصريحة مع النظام الإيراني وسد الطريق أمام نفوذه فيها.

* يرى بعض المراقبين في الدول الغربية أن المعارضة الإيرانية التي يقودها أحيانا مير حسين موسوي، ومهدي كروبي، قادرة على تحقيق إصلاحات في إيران. هل تتفقين مع هذا الرأي؟ وهل ترين أن هذه المعارضة لها وجود قوي في الشارع الإيراني، وهل لكم أي تنسيق معهما. ولماذا؟

- نحن حلفاء عمليون وواقعيون مع كل القوى التي تريد تغيير النظام في إيران، والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية دعا في خطته لجبهة تضامن وطني وإلى وحدة جميع القوى التي تريد إسقاط النظام وإقامة جمهورية ديمقراطية، والحركة الجارية في شوارع طهران ضد نظام الملالي تريد إسقاط النظام كله. وكما هو واضح من شعاراتها المحورية: «الموت لخامنئي» و«الموت لمبدأ ولاية الفقيه». وشبكات المقاومة داخل إيران تشكل جزءا من هذه الحركة. لكن الأشخاص الذين كانوا هم أنفسهم جزءا من هذا النظام على مدى ثلاثة عقود لا يرغبون على الإطلاق في تغيير النظام، ولم يطالبوا حتى بإصلاحه، لأنهم يعرفون جيدا أن أي إصلاح جدي سيقود بسرعة إلى إسقاط النظام، وهؤلاء أعلنوا مرارا وتكرارا أنهم يريدون تنفيذ دستور الولي الفقيه دون زيادة أو نقصان. وأكدوا على المحافظة على النظام، وكل ما يطالب به هؤلاء (هو مجرد) إجراء تغييرات محدودة في سياسات العصابة الغالبة في النظام على نحو يفتح الطريق أمامهم للمشاركة في الحكومة.

* لوحظ أن معظم النشاط الذي تقوم به المعارضة الإيرانية في الخارج ينصب على الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية. هل حاولتم التنسيق مع بعض الدول العربية للعمل من خلالها، أو بطلب مساعدتها لكم، خاصة أن هذه الدول (العربية) تشكو من تدخلات النظام الإيراني في شؤونها الداخلية؟

- سؤالي وسؤال الشعب الإيراني لأشقائنا العرب: لماذا لا يقفون إلى جانب الشعب والمقاومة الإيرانية في مواجهة هذه الدكتاتورية السوداء التي روجت للإرهاب والتفرقة والحرب وقتتال الإخوة في سائر أرجاء المنطقة؟ ولماذا ليست لديهم مواقف حاسمة في مواجهة هذا النظام.. العدو الرئيسي لجميع شعوب المنطقة، وتركوا «مجاهدين خلق» الإيرانية وسكان (مخيم) «أشرف» في المواجهة مع هذا العدو المشترك؟ وبديهي أن الأشقاء العرب ودول المنطقة، حلفاءنا الطبيعيين في المواجهة مع التطرف الديني، قادرون (على هذه المواجهة) ويجب عليهم (ذلك). وبطبيعة الحال، هناك العديد من أشقائنا العرب، بهذا الفهم المشترك والإدراك، وقفوا إلى جانبنا.

* هل تعتقدون أن نظام طهران يخشى من وجود علاقات قوية بين الدول العربية والمعارضة الإيرانية؟

- النظام الإيراني في علاقاته مع الدول العربية وكذلك مع الدول الغربية وضع خطا أحمر على وجود أدنى علاقة أو دعم للمقاومة الإيرانية. وأعلن أنه لن يتحمل ذلك، ولكن وفقا لتجارب كثيرة، فإن (نظام) الملالي بقدر ما تلتزم الدول بهذا الخط الأحمر بقدر ما يعتبر الملالي ذلك ضعفا ويجعله أكثر جرأة في التدخل والإرهاب. وإذا تُرك الباب مفتوحا أمام الفاشية الدينية الحاكمة في إيران فسيكون مصير شعوب المنطقة أسود، وانظروا إلى وضع العراق وما جلبته له تدخلات النظام من مصائب وويلات. ولكن ما السبيل للتعامل؟ بالتأكيد الحل في داخل المنطقة نفسها وسيكون من الخطأ في الحساب، وانتظار اللانتيجة، التطلع إلى خارج المنطقة لحل هذه المشكلة. إن الحل الحقيقي والفعال هو تشكيل جبهة متحدة من الدول العربية والمقاومة الإيرانية في مواجهة النظام الإيراني، أي منبع الإرهاب والتطرف. وإذا كان شخص حريص على مصير شعوب هذه المنطقة وإنقاذهم من وحش الإرهاب والأصولية والتطرف، فثمة حل وحيد يقوم على أساس هذه الجبهة المتحدة لتتمكن من توظيف الطاقات الهائلة لشعوب هذه الدول ضد الفاشية الدينية وبغير مثل هذه الجبهة سيتم إيجاد ميدان لمغامرات الملالي.

* هل يمكن التعويل على مثل هذه الجبهة؟

- تشكيل جبهة متحدة كهذه سيكون بمثابة استجابة للمسؤولية الإنسانية وللضمير من جانب أشقائنا العرب ضد مظالم الملالي التي لا حدود لها، وضد النزف الذي لا يتوقف ضد الشعب الإيراني.. (على سبيل المثال) وفي الثامن من أبريل الماضي، (فيما يخص «مخيم أشرف»)، ارتكب المجرمون تحت قيادة المالكي في العراق وفق خطة وأمر من خامنئي جريمة مروعة في «أشرف»، وحتى اليوم لم يدفن الشهداء لأن المالكي يمنع ذلك. وسأشير، إلى مثال واحد؛ إلى فتاة عاطفية وشجاعة ويقظة الضمير ومضحية تدعى «صبا»، كانت من جرحى هجوم الثامن من أبريل، وكان من البساطة إنقاذها وقد نقلها والدها إلى مستشفى في بعقوبة لكن الضباط العراقيين ظلوا يترددون إلى أن استشهدت صبا، بعد أن اشترط مرتزقة المالكي لمعالجة صبا إعلان «خيانة وندم» والدها (بسبب وجوده ضمن المعارضة الإيرانية) وقالوا صراحة إننا نماطل في معالجة الجرحى حتى يُقتلون. وقالت صبا في الدقائق الأخيرة من عمرها: «إننا صامدون حتى النهاية». وأنا أتساءل: مَن في العالم يستجيب لنداء صبا؟ وأود التذكير بكلمات الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بأن من سمع مسلما ينادي المسلمين ولم يجبه فليس بمسلم.