بعد قطر وعمان صالحي في الإمارات لـ« ترسيخ الاستقرار في المنطقة»

محمد بن راشد: نشيد بحكمة القيادة البحرينية * صالحي: التدخل العسكري في البحرين سيؤدي إلى تفاقم الأزمة

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس الإماراتي لدى استقباله وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي (« الشرق الأوسط»)
TT

في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقا وصل أمس وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى أبوظبي في زيارة قصيرة استغرقت يوما واحدا التقى خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس الإماراتي رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ونظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وفيما أشاد الشيخ محمد بن راشد بما وصفه حكمة القيادة البحرينية في التعامل مع الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين مؤخرا، نقلت وكالة «مهر» الإيرانية غير الرسمية للأنباء عن صالحي قوله «إن دخول القوات الأجنبية إلى البحرين وتدخلها في شؤون هذا البلد، قد زاد من تعقيد الأوضاع، وإن استمرار هذه السياسة والتدخل العسكري سيؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة»، فيما أكد الشيخ محمد بن راشد على «الاحترام المتبادل لسيادة الدول في المنطقة».

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استعرض والوزير الإيراني مجمل الأوضاع الراهنة في المنطقة وسبل تعزيز السلام والاستقرار فيها من أجل ازدهار شعوبها، وأهمية ترسيخ الاستقرار في المنطقة وضرورة التواصل بين المسؤولين في دولة الإمارات والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

واعتبر الشيخ محمد بن راشد أن زيارة الوزير الإيراني والوفد المرافق له تأتي في إطار التواصل بين المسؤولين في البلدين، مشيدا بالعلاقات «(المتميزة) التي تربط بين دولة الإمارات والجمهورية الإسلامية في إيران». وفيما يتعلق بالأوضاع في مملكة البحرين نوه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بـ«حكمة القيادة البحرينية في التعامل مع الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين مؤخرا»، إلا أن صالحي اعتبر خلال اللقاء «أن دخول القوات الأجنبية إلى البحرين وتدخلها في شؤون هذا البلد، قد زاد من تعقيد الأوضاع، وأن استمرار هذه السياسة والتدخل العسكري سيؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة»، وذلك وفقا لوكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية، معتبرا أن السبيل للخروج من هذه الأزمة تكمن في تضافر الجهود بانتهاج سياسة حكيمة تتضمن رحيل القوات الأجنبية.

إلى ذلك نقلت الوكالة الإيرانية عن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قوله خلال اللقاء «إن إيران والإمارات بلدان جاران، ونعتبر أي تدخل للآخرين في شؤوننا أمرا مرفوضا»، مضيفا أن «مصالحنا وهواجسنا مشتركة ونعتبر ممارسة أي ضغط على إيران، يضر بمصالح الإمارات».

وأضاف مراسل الوكالة أن رئيس وزراء الإمارات تطرق إلى التطورات الإقليمية، نافيا وجود أي خلاف بين الشيعة والسنة، واصفا هذه الادعاءات بأنها من إيحاءات الأجانب. وأشار إلى البرنامج النووي السلمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية قائلا: «نحن ندعم أي برنامج نووي سلمي لدول المنطقة ونعتبره حقا لجميع الدول»، واعتبر رئيس الوزراء الإماراتي أن فرض الحظر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية يلحق الضرر بالمنطقة.

وجرى لقاء الوزير الإيراني بحضور الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية.

يذكر أن وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية قام الأسبوع الماضي بزيارتين إلى كل من قطر وسلطنة عمان أجرى خلالهما محادثات مع المسؤولين في البلدين حول تطورات الأوضاع في المنطقة، فيما كانت هاتان الزيارتان أول اختراق للتوتر الذي ساد العلاقة بين إيران ودول الخليج جراء الموقف الإيراني من أزمة البحرين الأخيرة.

ويرى رياض قهوجي مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (أنيغما)، أن هذه الزيارات الإيرانية تأتي في إطار محاولة إيرانية لاحتواء الأضرار التي ظهرت خلال الأشهر الماضية من تصريحات ومواقف الساسة الإيرانيين خلال أزمة البحرين، إضافة إلى الحديث عن وجود خلايا إيرانية في دول خليجية.

و«الغالبية الحكيمة» في إيران لا تريد أن تتطور الأمور إلى منحى صدامي طائفي يصل إلى مستوى حرب لذلك من مصلحتها عندما تتصاعد الأمور أن تلجأ إلى التهدئة وأن يجري التباحث في سياسات معينة هي مثار خلافات بين الجانبين.. خاصة أنه ليس من مصلحة إيران أي شحن طائفي على اعتبار أنها موجودة ضمن وضع خاص بحكم محيطها السني، فليس من مصلحتها أن تتأزم الأمور بشكل متزايد.. لكن قهوجي يرى أن إيران هي الطرف الذي يشعر بقلق أكثر وفي موقع الدفاع عن النفس، لذلك فهي التي تبادر نتيجة سوء تقدير الحكومة الإيرانية في التعاطي مع أحداث المنطقة، وأحداث البحرين تحديدا.