مسيرة ضد الإرهاب في مراكش.. وحركة تضامن واسعة مع عاصمة السياحة المغربية

الكل اجتمع في ساحة «جامع الفنا» حول «عصير برتقال»

TT

تحولت مدينة مراكش، عاصمة السياحة المغربية، أمس، إلى وجهة لمجموعة من الهيئات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوقية وفنية مغربية ودولية. زوار لم يقصدوا مراكش للسياحة، بل جاءوا إليها، على غير العادة، لدعمها والتضامن معها، بعد التفجير الذي هز مقهى «أركانة»، قبل نحو عشرة أيام، وأودى بحياة 17 شخصا، وجرح 20 آخرين، معظمهم سياح أجانب.

ونظمت أمس مسيرة دعت إليها حركة «20 فبراير» الشبابية التي تدعو إلى إصلاحات سياسية في البلاد، «لمناهضة الإرهاب وتأكيد مواصلة النضال من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية». وقدر عدد المشاركين في المسيرة في بنحو 8000 شخص، جاءوا من مختلف المدن مغربية، رفعوا لافتات تطالب بالتغيير. ولوحظ نوع من عدم التنسيق بين المتظاهرين الذين تفرقوا إلى مجموعات عند الوصول إلى «ساحة جامع الفنا»، في حين حاولت مجموعة من الشباب الاحتجاج على أحكام كانت صدرت ضد بعض زملائهم خلال مظاهرات سابقة بتهمة إثارة الشغب، ورشقوا مقر محكمة بالحجارة، لكن الشرطة طوقت الحادث.

وكان يوم أول من أمس (السبت) قد عرف تنظيم وقفة عفوية تضامنية، دعت إليها مجموعة من الشباب، عبر الشبكة الاجتماعية (فيس بوك)، تحت شعار «الكل يجتمع حول عصير البرتقال»، تعبيرا عن التضامن مع ضحايا التفجير الذي استهدف مقهى «أركانة»، وتعبئة الجميع، حتى تعود للساحة حياتها العادية.

ودعا النداء المشاركين في المظاهرة إلى شرب كأس عصير أو تناول وجبات أكل، أو اقتناء تذكارات من الساحة كشكل من أشكال الدعم ومناهضة الإرهاب، مع حمل ورود ووضعها في مكان التفجير.

وتوافدت على موقع التفجير جمعيات محلية ووطنية وأجنبية، حاملة لافتات التنديد والتضامن وأكاليل الورود، كما تحول جانب من الوقفة إلى تضامن مع «فن الحكي» في جامع الفنا. وقال الشاعر ياسين عدنان لـ«الشرق الأوسط» «الحكواتيون والرواة الذين صنعوا مجد الساحة وصنفتها اليونيسكو تراثا شفهيا للإنسانية، بناء على حكاياتهم ومروياتهم وقصصهم المشوقة وحضورهم الجميل في الساحة باتوا يعانون زحف التجارة على الساحة وتوسع أصحاب المطاعم بها. ولأن معركة الحكواتيين هي جزء من دفاعنا الجماعي على الساحة، ليس ضد الإرهاب، فقط، ولكن، أيضا، ضد التمييع وضد المقاربة السياحية الضيقة التي تقصي العمق الثقافي، فقد وقف عدد من مثقفي مراكش وفنانيها إلى جانب الحكواتيين في جامع الفنا».

كما تميزت الوقفة، التي نظمت على هامشها ورشة للفن التشكيلي، بإطلاق حمام السلام بالساحة، وإشعال الشموع.

واحتضن المسرح الملكي بمراكش سهرة فنية، أطلق عليها المنظمون «أمسية التسامح»، شارك فيها مجموعة من الفنانين المغاربة. كما قام بزيارة الساحة عدد من المسؤولين المغاربة والأجانب، بينهم ياسر الزناكي، وزير السياحة والصناعة التقليدية، وصامويل كابلان، سفير الولايات المتحدة لدى المغرب.