نتنياهو مهددا «أعداء إسرائيل»: سنضربهم بكل ما أوتينا من قوة

رجال قانون يختلفون حول أثر اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية

TT

جعل رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وغيره من القادة السياسيين والعسكريين، من يوم إحياء ذكرى قتلى الحروب الاسرائيلية (أكثر من 22 ألفا)، مناسبة لاستعراض العضلات العسكرية والتهديد «لأعداء اسرائيل»، بالرد على عملياتهم «بضربهم بكل ما أوتينا من قوة وعظمة» وبالاستيطان اليهودي الجارف. وقال نتنياهو، خلال حفل لإحياء ذكرى القتلى في موقعة اللطرون على مشارف القدس، إن أعداء إسرائيل هم «قتلة أطفال ونساء، يقتلون المرء فقط لأنه يهودي»، وهدد بأن «يد الجيش الإسرائيلي ستطولهم أينما كانوا». وعاد ليؤكد أن عملية السلام لم تعد ممكنة مع الفلسطينيين اليوم بسبب انضمام حماس إلى السلطة الفلسطينية.

وقال وزير الدفاع، إيهود باراك، إن «دولة إسرائيل تتمتع بقدرة الردع وبالثقة الذاتية والازدهار، ولأول مرة منذ ألفي عام يعيش معظم الشعب اليهودي في دولة إسرائيل». وأضاف أن «أعداءنا من قريب ومن بعيد يقفون لنا بالمرصاد ويجب ألا نستهتر بهم. ونحن ننصحهم بألا يختبروا قدرتنا العسكرية، لأن لدينا جيشا هو أقوى جيش في المنطقة ويشكل الضمان لأمن الدولة والشعب اليهودي». وحتى رئيس الدولة، شيمعون بيريس، الذي استهل كلمته بالحديث عن السلام وقال إنه يؤيد الاعتراف بدولة فلسطينية في حال اعترف الجانب الفلسطيني بالاحتياجات الأمنية لدولة إسرائيل، اعتبر الإعلان عن دولة فلسطينية من جانب واحد في الأمم المتحدة، «خطوة معناها استمرار الصراع وليس إنهاءه»، اختتم كلمته باستعراض العضلات العسكري فقال إنه لولا قوة الجيش الإسرائيلي لما تحققت أي خطوة باتجاه السلام.

وقد رأى المراقبون في هذا التوجه الحربي مقدمة لما ينوي نتنياهو قوله في الخطاب المرتقب أمام الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس الأميركي بعد أسبوعين، حيث تخلى عن نيته طرح مبادرة لتحريك مفاوضات السلام وينوي الحديث عن الخطوة الفلسطينية (المصالحة) التي تهدد عملية السلام وتجهضها. وعاد ليؤكد أمس أيضا أنه لا يمكن لعملية السلام أن تتقدم طالما تشارك حماس في قيادة السلطة الفلسطينية. ولكن على الرغم من هذا التوجه، فإن الخبراء في القانون الدولي في إسرائيل مشغولون في دراسة أبعاد الخطوة الفلسطينية بالتقدم بطلب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس. وقد اختلف هؤلاء الخبراء ما بين تيار يعتبرها «كارثة سياسية وقانونية على السياسة الإسرائيلية»، وبين من يستخف بها ويعتبرها «مجرد فقاعات صابون تفيد الفلسطينيين معنويا ولكنها لن تلحق ضررا باسرائيل».

وقال المحامي ميخائيل سفراد، إن مثل هذا الاعتراف سيدخل إسرائيل إلى مستنقع عميق جدا من الوحل، مليء بالمطبات والحفر. وفسر أقواله بأن الاعتراف بفلسطين سيعني وضع حدود لإسرائيل. وسيصبح وجود جنود إسرائيليين في أراضي الدولة الفلسطينية خرقا للقانون الدولي.

أما في التيار المقابل، فقال د. روبي سايبل، إنه طالما لم يعترف مجلس الأمن الدولي بالدولة الفلسطينية فإن إسرائيل لن تتضرر.