العاهل المغربي يتباحث مع ملك إسبانيا في مراكش

في ختام زيارة خاصة للمغرب

الملك محمد الخامس و الملك الإسباني خوان كارلوس يستعرضان حرس الشرف في القصر الملكي في مراكش أمس (أ.ب)
TT

تباحث العاهل المغربي الملك محمد السادس مع ملك إسبانيا خوان كارلوس أمس بالقصر الملكي بمراكش، في ختام زيارة خاصة للمغرب بدأها الأربعاء الماضي، بدعوة من الملك محمد السادس.

تأتي هذه الزيارة بعد أيام من الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له مقهى بساحة «جامع الفنا» بمراكش، وأودى بحياة 17 شخصا وجرح 21 آخرين؛ حيث شارك فريق من الخبراء الإسبان في مجال مكافحة الإرهاب في التحقيقات. كما تأتي الزيارة في سياق تحولات كبيرة تعرفها المنطقة، وإعلان المغرب عن تعديل شامل للدستور من شأنه أن يؤمن له انتقالا ديمقراطيا سلسا حظي بتأييد دولي، وبالأخص دول الاتحاد الأوروبي ضمنها إسبانيا أحد الشركاء السياسيين والاقتصاديين للمغرب.كانت العلاقة بين المغرب وإسبانيا قد عرفت توترا كبيرا العام الماضي، على خلفية أحداث مخيم «أكديم أزيك» بالعيون، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ونشرت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية صورا لأطفال من غزة تعرضوا لاعتداء إسرائيلي على أنها صور أطفال صحراويين، أعقبه قرار صادر عن مجلس النواب الإسباني يندد بما اعتبره انتهاكات لحقوق الإنسان صاحبت تفكيك السلطات المغربية لمخيم الاحتجاج.وبلغ التصعيد آنذاك بين البلدين إلى حد أن الحكومة المغربية قررت «مراجعة شاملة» للعلاقة مع مدريد، ردا على ما اعتبرته الرباط تحاملا ضدها بشأن نزاع الصحراء، حتى إن البرلمان المغربي طالب، بدوره، باسترجاع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين من قبل إسبانيا، وإحالة ملف القضية إلى اللجنة الرابعة الأممية لتصفية الاستعمار، كما دعت جمعيات مدنية إلى تنظيم مسيرة شعبية في اتجاه المدينتين للمطالبة بتحريرهما.

وشهد صيف العام الماضي، أيضا، توترا بين البلدين نجم عن حادث اعتداء عناصر الشرطة الإسبانية على مجموعة من المهاجرين المغاربة القادمين إلى المغرب عبر مليلية بسبب تلويحهم بالعلم الوطني المغربي، بالإضافة إلى تحليق مروحيات عسكرية إسبانية بالقرب من أماكن وجود العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال زيارته لمدينة الحسيمة (شمال المغرب). كما عرفت مليلية مظاهرات قام بها مغاربة احتجاجا على عدم توظيفهم أسوة بالإسبان على الرغم من أنهم يحملون الجنسية الإسبانية.

وتعرف العلاقات المغربية - الإسبانية شدا وجذبا باستمرار، إلا أنه بعد كل أزمة تعود لغة التهدئة لتطغى على تصريحات مسؤولي البلدين، تغليبا للمصلحة العليا للبلدين الجارين.