الحرس الثوري: فريق نجاد منحرف وينفذ فتنة ضد خامنئي

مواجهات بين أنصار الجانبين وإصابات بعضها خطير

TT

في مؤشر على توتر في العلاقات بين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على خلفية محاولة نجاد التخلص من وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي بقبول استقالته، الأمر الذي رفضه المرشد، حذرت صحيفة «جوان»، التابعة للحرس الثوري الإيراني التي أيدت الرئيس محمود أحمدي نجاد سابقا في نزاعه مع الإصلاحيين، حذرت مما سمته مخططا يعده فريق أحمدي نجاد ضد الولي الفقيه المرشد آية الله علي خامنئي. ووصفت الصحيفة في مقال نشر أمس الاثنين فريق الرئيس بالمنحرف، وأنه من خلال استراتيجية الرئيس في «التحدي المستمر» لإرادة الولي الفقيه «ومواجهته» سينفذ فتنة كبيرة ضد القيادة. وأشارت الصحيفة بوضوح إلى أن جدار الثقة انهار بين الرئيس والمرشد، وأن شعارات أحمدي نجاد حول ولاية الفقيه ليست إلا خدعة وكذبة كبيرة، وهو يخطط عبر تغيير وزرائه إلى فتنة كبيرة مقبلة ضد الولي الفقيه.

وفي هذا الخصوص قال محمود أحمد الأحوازي المنسق العام للجبهة الديمقراطية الشعبية في إيران في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن «إن الخلاف بين خامنئي ونجاد مستمر منذ فترة ليست بالقصيرة وإن كان لم يظهر على السطح إلا في الفترة الأخيرة، وذلك لمحاولة الرئيس نجاد فرض تحديه للمرشد الأعلى باتخاذ قرارات مستقلة عن سياسات المرشد» وأكد الأحوازي أن نحو ثلاثين من أنصار وأقارب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد تم اعتقالهم خلال الأيام القليلة الماضية من قبل السلطات في إيران تحت مسميات مختلفة أبرزها مخالفة «النظام الإسلامي في إيران». وأكد الأحوازي أن «نجاد رفض في الفترة الماضية حضور عدة مناسبات عامة في إيران بسبب وجود المرشد فيها في تعبير واضح عن رفض الرئيس لتدخلات المرشد المستمرة فيما يعده نجاد من اختصاصات رئيس الجمهورية» وأضاف الأحوازي أن «الصراع بين نجاد وخامنئي إنما هو وجه من أوجه الصراع على السلطة بين أجنحة الحكم المختلفة في إيران» واعتبر أن «انحياز الحرس الثوري لصالح خامنئي يضيف المزيد من التعقيدات في وجه نجاد الذي فضل الانحناء للعاصفة بالاعتذار من المرشد اعتذارا تكتيكيا» وأضاف الأحوازي أن «عدم ظهور الخلافات الحادة بين خامنئي ونجاد بشكل كبير على السطح يعود إلى محاولة السلطات الإيرانية الظهور بمظهر المتماسك إزاء التهديدات الداخلية التي تواجهها من قبل المعارضة وحركة الاحتجاجات المستمرة في الأهواز وغيرها من الأقاليم الإيرانية من جهة والتهديدات الخارجية التي تواجهها من الغرب والولايات المتحدة».

وكانت مصادر في المعارضة الإيرانية أكدت في وقت سابق وقوع مصادمات دموية أول من أمس الأحد في طهران بين أنصار الرئيس محمود أحمدي نجاد وأتباع المرشد الأعلى علي خامنئي أدت إلى إصابة عدد منهم بجروح بليغة. وقالت المصادر إن المصادمات وقعت مقابل محطة المترو عند الباب الشمالي لمصلى طهران الكبير بعد أن تبادل الطرفان شتائم واتهامات بالانحراف. وأفادت المصادر بأن عناصر الباسيج وجماعة أنصار حزب الله المؤيدين لخامنئي تجمعوا أيضا في ساحة منيرية جنوب العاصمة وسط تدابير أمنية مشددة من قبل الشرطة وذلك لمنع أنصار صهر الرئيس، اسفنديار رحيم مشائي، من إحياء مناسبة دينية ليلا. ويتعرض الرئيس الإيراني للتوبيخ بشكل مستمر هذه الأيام من زعماء التيار الأصولي المتشدد الموالي للمرشد بعد خلافهما بسبب رفض خامنئي عزل وزير الاستخبارات حيدر مصلحي ومنع الرئيس من السيطرة على الأجهزة الأمنية في البلاد. ووجه خطيب صلوات الجمعة في طهران، آية الله كاظم صديقي، انتقادات مباشرة إلى أحمدي نجاد أثناء حضوره السبت الماضي مجلسا دينيا في منزل خامنئي، قائلا إنه «لا بد للرئيس أن يعلم أن تأييد الجماهير له ليس مطلقا وإنما مشروط بمدى انصياعه للزعيم الأعلى وطاعته»، وحذره من مصير مشابه لمصير الرئيس الأسبق أبو الحسن بني صدر الذي عزل عام 1981. وهدد الحرس الثوري أيضا الرئيس أحمدي نجاد بالإقالة والاعتقال بسبب علاقاته مع مستشاره المثير للجدل وصهره رحيم مشائي.