مسؤول استخباري كردي: حسن غول الخيط الأول.. أمسكنا به في كردستان

قاد «سي آي إيه» إلى أبو أحمد الكويتي

TT

كشف مسؤول استخباري كردي عن تفاصيل مثيرة لما يعتقد أنها شكلت الخيط الأول للاهتداء إلى مخبأ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي لقي مصرعه قبل عدة أيام بهجوم أميركي في باكستان، مشيرا إلى أن «اعتقال أحد مراسلي بن لادن في كردستان قبل سبعة أعوام أسهم بشكل كبير في الكشف عن شخصية أبو أحمد الكويتي الذي كان موجودا ببيت بن لادن، والذي كان أحد الأشخاص الموثوقين لديه وبتتبعه من قبل الأميركيين اهتدت الاستخبارات الأميركية إلى المنزل الذي نزل فيه بن لادن بباكستان». ويكشف لاهور طالباني، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب بإقليم كردستان، في لقاء مع جريدة «كردستاني نوى» الكردية اليومية التي يصدرها الاتحاد الوطني الكردستاني بمدينة السليمانية تفاصيل الحدث بقوله: «بعد 6 أسابيع من اعتقال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عام 2004 تلقينا معلومات استخبارية عن شخص باكستاني يحاول العبور من إيران إلى العراق، يدعى حسن غول، وبحسب المعلومات طلب من الأشخاص الذين زودونا بتلك المعلومات أن ينقلوا غول إلى بغداد ويسلموه هناك إلى شخص آخر، وهذه المعلومات أثارت استغرابنا؛ لأن جماعة أنصار الإسلام الكردية بعد تلقيها ضربة موجعة بعد نشوب حرب العراق فر معظمهم إلى إيران، لكن كانت لدينا معلومات تفيد بأن هناك محاولات كثيرة من أعضاء هذه الجماعة لعبور الحدود نحو بغداد عن طريق التهريب، وكان زعيم تنظيم القاعدة بالعراق، آنذاك، أبو مصعب الزرقاوي، موجودا في تلك الأثناء حول المناطق القريبة من بغداد والفلوجة، وقد نجحت الكثير من تلك المحاولات؛ حيث عبر عدد من أعضاء تنظيم أنصار الإسلام ووصلوا إلى الزرقاوي بهدف توحيد جهودهم للقيام بالعمليات الإرهابية». ويمضي رئيس جهاز الاستخبارات الكردي قائلا: «بعد تلقينا تلك المعلومات تم اتخاذ الإجراءات الأمنية ونصبنا الكمين لذلك الشخص الباكستاني وتم اعتقاله بحدود مدينة خانقين، وأرسل مقبوضا عليه إلى السليمانية، وبعد تحقيقات استمرت أكثر من ثلاث ساعات بمشاركة قوات الحلفاء اتضح لنا أن حسن غول كان يحمل رسالة مهمة جدا من بن لادن موجهة منه إلى أبو مصعب الزرقاوي يرشده إلى كيفية استغلال الوضع العراقي بعد سقوط النظام ويوصيه بالاستفادة من الأقليات الدينية والقومية لتأجيج نار الخلافات بينها وإحداث الحرب الطائفية بين الشيعة والسنة وبين التركمان والكرد. ويبدو أن تنظيم القاعدة كانت له قراءة شاملة للوضع في ذلك الحين، وكانت تلك الرسالة الشخصية من بن لادن إلى الزرقاوي ذات أهمية بالغة بالنسبة للأميركيين، خاصة في مساعيهم للبحث عن بن لادن، أما بالنسبة لنا فإننا لم نعر الأمر اهتماما كبيرا؛ لأن غول، الذي اعتقلناه، لم يكن يحمل متفجرات ولا أسلحة؛ لذلك لم نهتم بالأمر وسلمناه إلى الأميركيين الذين اعتبروه صيدا ثمينا؛ لذلك أرسلوا طائرة خاصة لنقله إلى إحدى قواعدهم، وعلمنا فيما بعد أن غول كان أحد الموثوقين من قبل بن لادن وكان يتولى نقل البريد منه إلى تنظيم القاعدة في جنوب شرقي آسيا، إضافة إلى نقل الأموال، وكان بن لادن يكتب إرشاداته لتلك التنظيمات المنتشرة بجنوب شرقي آسيا، وكان غول هو معتمده بنقل تلك الرسائل». ويتحدث لاهور طالباني، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب بكردستان، عن التحقيقات التي أجرتها الاستخبارات الأميركية مع حسن غول وبداية إمساكها بالخيط الأول للكشف عن مخبأ بن لادن ويقول: «كان حسن غول متعاونا مع القوات الأميركية أثناء التحقيقات، ولأول مرة نطق باسم أبو أحمد الكويتي أمام المحققين الاستخباريين، وعندما سأله الأميركيون عن كيفية تسلمه لرسائل بن لادن أوضح لهم أنه تسلمها من أحمد الكويتي، وأبلغهم أيضا أن الكويتي هو في الأصل باكستاني وُلد في الكويت وهو أحد المقربين من أبو فرج الليبي الذي كان يحتل، في تلك الفترة، موقع خالد شيخ محمد، الذي اعتقله الأميركيون، وكان الليبي مسؤولا عن جميع عمليات (القاعدة) في أنحاء العالم، واستنتج الأميركيون أن غول، باعتباره ناقلا لرسائل بن لادن، فإنه يكون بذلك على اتصال دائم معه يزوره في مخابئه ويكون شخصا موثوقا به من قبل بن لادن. وبعد سنة من اعتقال غول يُعتقل أبو فرج الليبي، وأثناء التحقيقات كان الأميركيون يسألونه عن اسم أبو أحمد الكويتي فينكر معرفته به، ثم اعترف أخيرا بأنه يعرفه، وكان أبو الفرج الليبي يحاول مرارا أن يقلل من أهمية الكويتي، وهذا ما أثار تساؤلات لدى الأميركيين، لكنه أكد صدقية أقوال حسن غول في كون الكويتي حلقة الاتصال الوحيدة بين بن لادن وتنظيمه، وقبل نحو أربع سنوات تم الكشف عن عائلة أبو أحمد الكويتي وفرض الأميركيون رقابة صارمة على تحركاتها، ورصدوا جميع المكالمات الهاتفية لهم واستعانوا بالكثير من الباكستانيين لمراقبتهم، وبعد جهد طويل وصلوا إلى الكويتي في إحدى المناطق الحدودية، لكنهم لم يعتقلوه، وكانت هناك رقابة صارمة لتحركاته عبر الستلايت إلى أن وجدوه يتردد عدة مرات على ذلك المنزل الذي وُجد فيه بن لادن مؤخرا».