الناتو يقصف مجمعا مدنيا في طرابلس.. وإصابة 4 أطفال

شهود عيان: بعض مدارس العاصمة رفعت أعلام الثورة

صحافيون يعاينون الخسائر التي خلفها قصف «الناتو» لمنطقة في طرابلس أمس (رويترز)
TT

بينما قصفت قوات التحالف التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) موقعا مدنيا يضم منشآت ومرافق خدمية وإنسانية وسط العاصمة طرابلس منتصف الليلة قبل الماضية، أفاد شهود عيان في طرابلس بأن بعض المدارس علقت أعلام الثورة الليبية، وهو ما اعتبره المراقبون تطورا جديدا ومهما في الأحداث التي تشهدها ليبيا.

وأضاف شهود العيان عبر الهاتف لوكالة الأنباء الألمانية أمس أن هناك بعض المظاهرات في سوق الجمعة وتاجوراء، وأوضحوا أن الأوضاع لم تكن آمنة في شوارع طرابلس خلال الليل حيث كانت هناك عمليات تفتيش واعتقالات ومطاردات.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن ناطق عسكري ليبي قوله إن قوات التحالف استهدفت مرة ثانية مباني المحكمة العليا ومكتب النائب العام ومؤسسات حقوق الإنسان المدنية وحماية المرأة والطفولة وتأهيل الصم والبكم ومركز دراسات الكتاب الأخضر في مدينة طرابلس.

وأشارت الوكالة إلى أن قصف هذه المباني والمكاتب هو الثاني خلال 10 أيام، بعد قصفه في 30 أبريل (نيسان) الماضي.

ورافق مسؤولون ليبيون صحافيين أجانب في الساعات الأولى من يوم أمس لمشاهدة آثار ما قالوا إنها ضربة ثانية وجهها الناتو في أقل من أسبوع إلى مبنى حكومي توجد به اللجنة العليا للطفولة.

ودمر المبنى القديم الواقع في حي الدهماني بطرابلس بالكامل لكن لم ترد تقارير فورية عن إصابات.

وشوهد برجان للاتصالات على بعد 100 متر و700 متر من المبنى الذي أصيب بأضرار، بينما لم يصب البرجان بأضرار على ما يبدو.

وقال مسؤولون ليبيون إن 4 أطفال أصيبوا، من بينهم اثنان في حالة خطيرة جراء الزجاج المتطاير بسبب الانفجارات، وفق ما ذكرت «رويترز».

وتأتي الغارات على طرابلس في ظل الجمود في مسعى المعارضة للإطاحة بالعقيد معمر القذافي، وما نتج عنه من مأزق للقوى الغربية بشأن تقديم مساعدة سرية للمعارضة.

وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن طائرات حلف الأطلسي شنت سلسلة ضربات عنيفة على طرابلس بعد ساعات على سقوط صاروخين بالقرب من وسائل إعلام رسمية ليبية.

وشنت الطائرات بصورة إجمالية 8 ضربات في نحو 3 ساعات، وذلك بشكل عنيف إلى حد غير معهود في العاصمة الليبية.

وفي سياق ذلك، أكدت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي أمس أن الغارات التي شنتها طائرات الناتو على طرابلس لا تعني تصعيدا للحملة التي يقوم بها الحلف لكنها تؤكد عزمه على تدمير الآلة العسكرية للعقيد القذافي.

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت مساعدة المتحدثة باسم حلف الأطلسي كارمن روميرو «نحن مستمرون في تطبيق الاستراتيجية نفسها، وهي تقضي بتقليص قدرة نظام القذافي قدر الإمكان على ضرب المدنيين»، ما لم تعد قواته إلى ثكنتها.

وعن الغارات الليلية على العاصمة الليبية، أضافت روميرو أن حلف الأطلسي «سيستمر في مهاجمة مراكز المراقبة والقيادة الليبية وكل المنشآت التي يمكن أن يستخدمها جيش القذافي».

ونفت المتحدثة أن يكون حلف الأطلسي الذي يحرص على عدم الغوص في الرمال الليبية، بات يستهدف قلب نظام القذافي من خلال ضرب أهداف من دون أن يتخوف من قتل المسؤولين العسكريين والسياسيين الذين يرفضون الاستسلام.

وأكدت روميرو «تمكنا حتى الآن من منع النظام من حشد قوات وأسلحة لشن هجوم واسع النطاق، وسنستمر» في منعه. وأضافت «لا نستهدف أشخاصا محددين».

وعن الوضع الحرج لمدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي يحاصرها جيش القذافي ويقصفها منذ أكثر من شهرين رغم تدخل حلف الأطلسي، أوضحت المتحدثة أن الحلف «ما زال عازما على القيام بكل ما في وسعه لحماية» مدنييها، إلا أنها شددت على القول: «إننا نأخذ كل الاحتياطات للحيلولة دون وقوع خسائر جانبية»، وبالتالي قصف المدنيين عن طريق الخطأ.

إلى ذلك، طالبت وكالات إغاثة أممية أمس الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي زيادة جهودهما لإنقاذ اللاجئين الذين يعبرون البحر المتوسط قادمين من ليبيا على متن قوارب غير آمنة.

وتحدثت الوكالات في أعقاب صدور تقارير تفيد بأن قاربا على متنه 600 شخص غرق قبالة ساحل ليبيا الجمعة الماضي. ويخشى أن العشرات غرقوا في هذه الحادثة.

وقالت ميليسا فليمنغ المتحدثة باسم مفوض شؤون اللاجئين في الاتحاد الأوروبي في جنيف «هذه رسالتنا الواضحة: لا انتظار لإرسال إشارة استغاثة. اذهب للقارب لتر ما إذا كان في حاجة للمساعدة وأنقذهم».

وقال جون فيليب شاوزي بمنظمة الهجرة الدولية إن منظمته جمعت دلائل تفيد بأن الكثير من الذين يستقلون هذه السفن لمغادرة ليبيا يتم إجبارهم على أن يستقلوها من قبل الجنود الليبيين بعد سرقة متعلقاتهم.

وقالت المنظمة إنها اتصلت بالدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والناتو لتوفير المساعدة العسكرية للاجئين في البحر. وأشارت فليمنغ إلى أن نحو 800 شخص غرقوا منذ 25 مارس (آذار) الماضي.

وأضاف المنظمة أن أوروبا استقبلت حتى الآن 2% من المواطنين الذين يحاولون الهروب من ليبيا حيث وصل 12 ألفا و360 شخصا إلى إيطاليا أو مالطا على متن 35 قاربا حتى الآن.

وذكرت فليمنغ إلى أن مهربي البشر يستغلون الأشخاص الذين يحاولون الفرار.