اليمن: «شباب الثورة» يحددون الثلاثاء المقبل يوما للزحف على القصر الرئاسي

10 قتلى في مواجهات بين الجيش ورجال قبائل واستسلام لواء في الحرس الجمهوري

TT

استسلم لواء جديد في الجيش اليمني، أمس، بعد مواجهات دامية مع قبائل بالقرب من العاصمة صنعاء خلفت عشرات القتلى والجرحى، بحسب مصادر محلية وشهود عيان، في وقت انتقلت فيه هجمات قوات الأمن إلى محافظة الحديدة لمحاولة فض الاعتصامات والمظاهرات المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح الذي يرفض التنحي عن السلطة، في حين حدد «شباب الثورة» الثلاثاء المقبل، يوما للزحف على القصر الرئاسي ضمن برنامجهم التصعيدي الذي أعلن في صنعاء أمس.

وبعد مواجهات دامية بين مسلحين من قبائل «نهم» في محافظة صنعاء، شمال العاصمة وقوات اللواء «101 مشاة» التابع للحرس الجمهوري، أسفرت عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وأسر عشرات الجنود، استسلم اللواء العسكري لقوات القبائل وأعلن تأييده وانضمامه لـ«لثورة الشباب»، بعد فرار قائده. وكانت مواجهات دارت بين اللواء «101 مشاة» ومسلحي قبائل نهم عندما حاولت قيادة الحرس الجمهوري، بقيادة العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، نقل قوات اللواء إلى العاصمة صنعاء في إطار التعزيزات العسكرية التي تشهدها العاصمة منذ فترة، وهذه هي المرة الثانية التي تدور فيها مواجهات مماثلة بين الجانبين في غضون نحو شهرين.

وفي التطورات الميدانية، توسعت «ساحة التغيير» بصنعاء لتصل إلى ركن جامعة صنعاء القديمة، إضافة إلى توسعها في عدد من الشوارع التي تربطها بوسط العاصمة. وفي مدينة تعز، سيطر المحتجون على شارع جمال عبد الناصر بعد أن زحفوا إليه من «ساحة الحرية» في «جولة عصيفرة»، وبعد أن تمكنوا خلال اليومين الماضيين من السيطرة على مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، رغم سقوط 8 قتلى ومئات الجرحى والمصابين، وقال شهود عيان إن قوات الأمن والحرس الجمهوري اختفت فجأة من شوارع تعز، دون تفسير لهذه الخطوة.

وشهدت العديد من المحافظات اليمنية، أمس، استمرارا للمظاهرات المناهضة للنظام والمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، وقال شهود عيان إن أكثر من مليون شخص تظاهروا في مدينة تعز، كبرى المحافظات اليمنية من حيث عدد السكان، كما شهدت معظم المحافظات مسيرات نسائية أيضا في سياق الاحتجاجات ذاتها التي تجاهر برفض المبادرة الخليجية، في وقت تتواصل فيه المشاورات في ساحات الاعتصامات بشأن الزحف على القصور الرئاسية، خاصة في العاصمة صنعاء. وفي محافظة الحديدة على البحر الأحمر في غربي البلاد، سقط العشرات من الجرحى والمصابين في هجوم جديد لقوات الأمن اليمنية ومجاميع «البلاطجة» على المعتصمين في «ساحة التغيير» الكائنة في «حديقة الشعب» بوسط المدينة، وذكرت مصادر طبية أن أكثر من 400 شخص استقبلهم المستشفى الميداني في الساحة، وقالت مصادر محلية إن محتجين اعتصموا أمام مكتب التربية والتعليم تضامنا مع المحتجين الذين سقطوا قتلى وجرحى أمام المكتب ذاته في محافظة تعز، إلا أن أطقما عسكرية قامت بتفريقهم مستخدمة أنواع الأسلحة كافة، إضافة إلى السحل والإهانة، كما روى بعض المحتجين.

إلى ذلك، أعلنت المنسقية العليا للثورة الشبابية الشعبية السلمية مشروع الخطوات النهائية والتصعيدية لإجبار الرئيس علي عبد الله صالح على التنحي والرحيل عن السلطة، وتكون المشروع من 10 نقاط؛ أبرز ما ورد فيها اتخاذ قرار الزحف، وتضمنت النقاط التالية: «توجيه رسائل عاجلة للبعثات الدبلوماسية ذات العلاقة لإعلامها بحقيقة الموقف وإبلاغها بخيار الزحف السلمي، ومطالبتها بتحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه ما قد يترتب على ذلك من جرائم عمد نظام علي صالح على التهيئة والإعداد لها طيلة الأشهر الماضية»، وإشهار مشروع «زحف الإقناع» والمتمثل في «حملة واسعة النطاق للتوعية بمفردات الثورة وأهدافها ووسائل التركيز على برنامج التصعيد وعلى رأسه العصيان المدني، وتعمل الحملة على الصعيدين الفردي والجماعي وبالطرق المباشرة وغير المباشرة، وتعد المسيرات النوعية نحو المؤسسات الرسمية المدنية إحدى وسائل هذا المشروع».

وضمن النقاط: «إعلان يوم للإضراب العام عن الطعام يندب إليه اليمنيون في كل ساحات الحرية والتغيير بالجمهورية مع دعوة الجاليات اليمنية في الخارج وجميع أحرار العالم للمشاركة فيه»، وإشهار مشروع «طلائع النصر» التي «ستتقدم الزحف وفتح باب التطوع لها على أن تحجز الأرقام من 1 إلى 50 لقيادات اللجنة المركزية بالمنسقية والمتطوعين من قيادات المكونات الثورية الأخرى. وعقد مؤتمر صحافي توجه من خلاله رسالة لكل شرائح وفئات الشعب تدعوهم للدعم والتضامن الكاملين مع برنامج الزحف السلمي والمعلن في المؤتمر ذاته باسم (بيان التلاحم)».

ونصت النقاط التصعيدية، أيضا، على: «دعوة سكان الأمانة للاحتشاد في شارع الستين بصنعاء وكل سكان محافظة في شارعها أو ميدانها الرئيس لأداء ركعتي النصر(الحاجة) ويكون ذلك بعد صلاة الجمعة التي يقترح تسميتها (جمعة الحسم)، والدعوة إلى مهرجان مليوني في الأمانة وسائر المحافظات يسمى (مهرجان الوفاء للشهداء) يركز في برنامجه على حشد الهمم وإلهاب العزائم، ويكون في أساسيات برنامجه كلمات لأبناء وأهالي الشهداء ويكون موعده يوم الأحد التالي لـ(جمعة الحسم)، ويعلن عن مشروع (ثمانية مليون صائم) ليوم الاثنين التالي لـ(مهرجان الوفاء) وذلك في سائر المحافظات، ويندب فيه الناس للدعاء والابتهال نصرة للثورة والثوار، ويعلن برنامج حماسي ثوري خاص في كل ميادين الحرية والتغيير إحياء لليلة الثلاثاء - الاثنين ليلا»، وأخيرا: «يعلن الثلاثاء التاسعة صباحا موعدا للزحف في سائر محافظات الجمهورية».

على صعيد آخر، يواصل جمال بن عمر المستشار والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، مشاوراته ولقاءاته في صنعاء لبحث الأزمة اليمنية، وقالت مصادر رسمية إن الرئيس علي عبد الله صالح التقى، أمس، بن عمر الذي أكد، خلال اللقاء، على «أهمية جلوس الأطراف اليمنية بعضها مع بعض لإجراء حوار مباشر من أجل حل الأزمة وبما يخدم مصلحة اليمن وأمنه واستقراره ووحدته»، مشيرا إلى أن «حل الأزمة اليمنية الراهنة لن يكون إلا يمنيا بدرجة أساسية»، وأكد «استعداد الأمم المتحدة لتقديم كل عون يطلب منها لمساعدة الأطراف اليمنية لإنجاح الحوار فيما بينها للخروج من الأزمة الراهنة». من جانبه، جدد صالح «حرصه على الحوار باعتباره الوسيلة المثلى لمعالجة كل القضايا، والعمل على كل ما من شأنه تجنب إراقة الدماء»، منوها بـ«الجهود التي يبذلها مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لتشجيع كل الأطراف على الحوار الذي يخدم مصلحة اليمن وأمنه واستقراره».