إيران تنوى إرسال «سفينة مساعدات» إلى البحرين.. والأهداف دعائية

طهران تتطلع لعودة العلاقات مع مصر

مسعود شافي محامي الأميركيين الثلاثة المحتجزين في طهران لدخولهم الاراضي الايرانية بدون تصريح يستعد لمقابلة صحافية (رويترز)
TT

في خطوة وصفها مراقبون بأنها «تكتيك إعلامي»، يبحث عدد من الفعاليات والمنظمات الإيرانية الحكومية وغيرها التجهيز لإرسال ما وصفته بسفينة مساعدات إيرانية إلى البحرين. فقد ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن مجموعة من النشطاء الإيرانيين في مجال المساعدات الإنسانية تتأهب لإرسال أول قافلة مساعدات إنسانية إلى الشعب البحريني. ونسبت وكالة أنباء «فارس» إلى مهدي اغراريان الأمين العام لجمعية أنصار الثورة الإسلامية قوله في مؤتمر صحافي أمس إن أسطول المساعدات الذي يحمل اسم «التضامن مع شعب البحرين المقموع» سيغادر مدينة بوشهر الساحلية بجنوب البلاد يوم الاثنين المقبل. وأضاف أن أسطول التضامن سيحمل رسالة من الشعب الإيراني مفادها التضامن والدعم لـ«شعب البحرين المقموع». واتهمت البحرين وعدد آخر من الدول في المنطقة، إيران بالتدخل في شؤونها الداخلية. وكانت أعمال العنف تصاعدت في مارس (آذار) الماضي، بعد إرسال عناصر من قوات «درع الجزيرة» التابعة لمجلس التعاون الخليجي للمملكة تحت قيادة سعودية وإعلان حالة الطوارئ للمساعدة في تخفيف حدة الاضطرابات. ويرى محللون أن إيران تسعى من خلال هذه الخطوة وخطوات أخرى مشابهة إلى إظهار صورتها بمظهر المدافع عن الشيعة في البلاد العربية لضمان ولائهم لها وكذلك لإحداث مزيد من الخلل في بنية النسيج الاجتماعي العربي. غير أن الخطوة الإيرانية تشير كذلك إلى مدى الشعور الإيراني بالإحباط إزاء دخول قوات «درع الجزيرة» الخليجية إلى البحرين للمساعدة في استتباب الأمور في المملكة بعد فترة من الاضطرابات التي شهدتها البلاد واتهمت فيها البحرين الإيرانيين وأشخاصا على علاقة بهم بالتسبب في أحداث عنف كادت تودي بالنسيج الاجتماعي في البلاد. وفي معرض تعليقه على الخبر، قال الناشط السياسي محمود أحمد الأحوازي «إن إيران تتوخى من وراء هذه الخطوة الإيرانية دعم قلة قليلة مرتبطة بها في البحرين، وليس دعم الشعب البحريني سنة وشيعة». وأضاف الأحوازي «يريد الإيرانيون إظهار أنفسهم في مظهر المدافع عن الشعوب العربية والمؤيد لثورات هذه الشعوب، والحقيقة أن موقف إيران مبني على أسس طائفية قومية فارسية وليس له علاقة بدعم ثورات الشعوب العربية التي لم تحرك إيران ساكنا لدى استهداف الشعب العربي في سوريا من قبل كتائب الأسد أو في ليبيا من قبل كتائب القذافي». وقال الأحوازي «إن هذه القافلة الإيرانية المزعومة يقصد بها عين الأهداف الإعلامية للقافلة التي قال الإيرانيون إنهم سوف يرسلونها إلى غزة بعد استشهاد عدد من الإخوة الأتراك في محاولتهم لفك الحصار على غزة عندما شعرت إيران بأن الأضواء قد انسحبت إلى جانب تركيا في هذه القضية. والحقيقة أنه لم تذهب أي سفينة إيرانية إلى غزة على الرغم من توظيف كافة الطواقم والقنوات الإعلامية الإيرانية لنشر الخبر والتعليق عليه».

وقال الأحوازي «إذا أوصلت إيران السفينة إلى البحرين فإنها ستكون قد حققت الهدف الدعائي الذي تتوخاه، وإن لم، فسوف تقول إن السلطات في البحرين منعت سفينة الإغاثة الإيرانية من مساعدة البحرينيين، وفي كل الاحتمالات فإن إيران أصبحت في موقف لا تحسد عليه بعد أن انكشفت أوراقها بانكشاف شبكات تجسسها في الخليج العربي».

وفي موضوع آخر، قالت إيران أمس الثلاثاء إن المباحثات بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع مصر جارية، وإنها تأمل في أن تستأنف العلاقات في القريب العاجل. وصرح رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن وزير الخارجية علي أكبر صالحي سوف يلتقي نظيره المصري نبيل العربي هذا الشهر على هامش مؤتمر حركة عدم الانحياز في إندونيسيا. وقال مهمان باراست إنه قبل ذلك سوف يلتقي الجانبان على مستوى نائبي وزيري الخارجية في القاهرة. وكانت طهران قد حثت القاهرة على اتخاذ «خطوة شجاعة» لتعزيز العلاقات الدبلوماسية على الرغم من معارضة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد قال عن تحسن العلاقات مع مصر بعد سقوط نظام حسني مبارك، إن إيران تعمل على أن يكون لها علاقات حميمة مع جميع الدول باستثناء الكيان الصهيوني.