الخرطوم والقاهرة تتفقان على تحويل «حلايب» المتنازع عليها لمنطقة تكامل

السودان يمنح مصر مليون فدان للزراعة.. والقاهرة وعدت بإطلاق سراح 73 سودانيا

TT

أعلنت الخرطوم عن اتفاق مع القاهرة حول تحويل منطقة حلايب المتنازع عليها إلى منطقة تكامل بين البلدين، فيما منح السودان مصر مليون فدان لزراعته باسم «حزب الوفد» برسوم رمزية. إلى ذلك وعدت الحكومة المصرية بإطلاق سراح 73 سودانيا اعتقلتهم السلطات قرب الحدود المشتركة كانوا في رحلة تنقيب عن الذهب، في غضون ذلك اتفقت الخرطوم وجوبا على سحب قواتهما من أبيي لاحتواء التوتر والعمل على اتفاق سلام بين الشمال والجنوب.

وأنهى وفد مصري رفيع زيارة للخرطوم وجوبا أجرى خلالها مباحثات مع الحكومة السودانية وحكومة الجنوب ومع قادة تحالف المعارضة وقيادات حزبي الأمة والاتحاد الديمقراطي والأمة القومي فيما استثنى الوفد الحركة الشعبية بالشمال والمؤتمر الشعبي. ونال الوفد تطمينات من السودانيين بالحفاظ على «مكاسب مصرية في قضايا مياه النيل والزراعة والحريات الأربع». وقال رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت للوفد «لو أن الجنوب يمتلك زجاجة مياه واحدة فسوف يقتسمها مع مصر وشمال السودان». المصريون وعدوا رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت بحل مشكلة أبيي عبر التفاوض، وأكدوا أن السلام مع الشمال دائم ومستمر ومائدة المفاوضات كفيلة بحل أي مشكلات عالقة. وعن إمكانية إقامة كونفدرالية مع الشمال، قال سلفا كير «نبدأ في العمل معا وعندما نصل إلى الوقت المناسب نبحث هذا الأمر».

إلى ذلك حمل الوفد المصري تعهدا من نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه بمنح المزارعين المصريين مساحة مليون فدان في شمال السودان برسوم رمزية لزراعته بالقمح والزهور، واقترح أن يحمل المشروع اسم «الوفد» في إشارة إلى حزب الوفد الذي شارك رئيسه في مباحثات الخرطوم. إلى ذلك قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية خالد موسى للصحافيين إن وزير الخارجية علي كرتي أنهى زيارة لمصر أجرى خلالها مباحثات مع وزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس الوزراء دكتور عصام شرف، وصفها بالناجحة، ونوه إلى أن الوزير طلب من رئيس الوزراء المصري التدخل لإطلاق سراح جميع السودانيين المعتقلين في الحدود المصرية الذين دخلوا عن طريق الخطأ بكامل ممتلكاتهم بحثا عن الذهب، وقال إن رئيس الوزراء وجه بدارسة الأمر وإطلاق سراحهم، مشيرا إلى أن الطرفين اتفقا على الحوار لمناقشة وضع حلايب عبر آليات يتفق عليها وتفعيل الحريات الأربع، وقال: «سيصل وفد مصري للخرطوم يضم الوزارات ذات الصلة في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري لمناقشة التفاصيل وتفعيل الاتفاقيات مع الجانب السوداني»، لافتا إلى أن وزيري الري في البلدين سيلتقيان في الخرطوم خلال الأيام المقبلة للاتفاق وتنسيق المواقف بشأن مياه النيل. وأضاف أن وزير الخارجية بحث مع وزير الخارجية المصري انضمام مصر للجنائية التي ستطلب استخدام المادة (98) من ميثاق روما الأساسي والذي يعفي الدولة المنضمة حديثا للمحكمة من تطبيق التزاماتها لمدة 7 سنوات، مؤكدا دعم مصر الكامل للسودان تجاه المحكمة وتمسكها بالتزامها المعلن بدعم السودان في كافة القضايا في المنابر الدولية والتنسيق المستمر بين وزيري خارجية البلدين.

من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة في الخرطوم أن شمال وجنوب السودان اتفقا على سحب قواتهما من أبيي وذلك بعد أسبوع على معارك دامية في المنطقة المتنازع عليها. وأوضحت بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة في بيان «أن الطرفين اتفقا على استئناف عملية سحب قواتهما التي يفترض أن تنتهي في غضون أسبوع. واتفقت اللجنة الأمنية المشتركة بين شريكي اتفاقية السلام الشامل على سحب أي قوات في منطقة أبيي عدا القوات المشتركة». وقال اللواء موسس أوبي قائد قوات الأمم المتحدة بالسودان في تصريحات صحافية عقب اجتماع اللجنة الأمنية بكادوقلي إن الهدف من الاجتماع حسم الأوضاع على الأرض وإخراج المنطقة من المأزق الذي تعيشه، وأكد أن الشريكين قادران على إنفاذ الاتفاق، مؤكدا ثقته في أنه سيتم الانسحاب الكامل للقوات المختلفة من المنطقة بخلاف القوات المشتركة.