بيريس: السلام ممكن حتى مع حماس .. والمفاوضات السرية مخرج من المأزق الحالي

41 شخصية ثقافية بينهم 16 حاخاماً يناشدون الحكومة أن تحترم حقوق الطرف الآخر

TT

في تصريح غير عادي، أعرب الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، عن تمنياته في أن يأتي يوم ويصبح بالإمكان إقامة سلام شامل بين إسرائيل وسائر شرائح المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك حركة حماس.

وقال بيريس إن هذا السلام ممكن وهو يقام بين الأعداء، ولذلك لا بد أن يصل أيضا إلى مرحلة يسود فيها السلام مع ألد هؤلاء الأعداء. ودعا للخروج من المأزق الحالي بإدارة مفاوضات سرية.

جاءت تصريحات بيريس عبر تواصل على الموقع الاجتماعي «فيس بوك» مع مواطنين إسرائيليين بمناسبة الاحتفالات التي أقامتها إسرائيل، أمس، في الذكرى السنوية الثالثة والستين لتأسيس لقيامها. ورغم أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عشية هذه الاحتفالات اتسمت بالتطرف والعربدة والتهديدات العسكرية، بمن فيهم بيريس نفسه، فقد اختار هذه المرة الحديث بلهجة مختلفة تنطوي على الدعوة إلى الحوار ودفع ثمن السلام.

وسأله أحدهم: «إذا كنا سنصل إلى مرحلة ما في المستقبل ونتفاوض مع حماس، فلماذا لا نفعل ذلك الآن؟». وأجاب بيريس: «هناك طرفان لكل حوار وحماس لا تريد الحوار معنا. وإذا أرادت، نقول لها تعالي وأوقفي إطلاق النار أولا، حيث إنه من غير المنطق أن تحاور وأنت تطلق النار. هذا هو الشرط الذي وضعناه في الماضي أمام ياسر عرفات، وقف أعمال الإرهاب والاعتراف بإسرائيل، وقد قبل بشرطنا. وأنا أتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي ننجح فيه بالوصول إلى حوار مع حماس على هذه القاعدة».

وقال بيريس إن على الإسرائيليين أن يعرفوا أن عليهم التنازل عن مواقف كثيرة يحملونها في التوجه إلى عملية السلام. فهناك مستوطنات في الضفة الغربية يجب أن تزول. ورأى أن المستوطنات القائمة على الحدود وتعتبر كتلا استيطانية وتقسمها حكومات إسرائيل إلى 7 كتل، يجب أن تصبح 3 كتل فقط يتم ضمها إلى إسرائيل مقابل أراض من إسرائيل 1948 للدولة الفلسطينية.

وعندما طلب المواطنون منه الدخول في تفاصيل حول «تنازلات» إسرائيل في القدس وقضية اللاجئين، أجاب أنه يفضل عدم الدخول في التفاصيل حتى لا يقال إنه يتدخل في صلاحيات الحكومة. ولكنه أضاف: «تناول التفاصيل في الصحافة، يجعل وسائل الإعلام طاولة مفاوضات وهذا غير صحي». وكشف أنه يقترح منذ فترة طويلة أن تتم المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بشكل سري، ومن دون ضغوط القوى المختلفة على الأرض ومن الطرفين. فعندما يتوصلان إلى اتفاق يعرضه كل طرف للنقاش على الملأ ويختبره في استفتاء عام على شعبه. وقال إنه واثق من أن الشعبين سيؤيدان أي اتفاق سلام يتوصل إليه قادتهما.

يذكر أن دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل، نشرت تقريرا خاصا بمناسبة مرور 63 سنة على تأسيسها. وجاء فيه أن عدد السكان تضاعف نحو 10 مرات، من نحو 870 ألفا سنة 1948 إلى 7 ملايين و746 ألفا في سنة 2011. وتبلغ نسبة اليهود منهم 74% (5 ملايين و837 ألفا، 70% منهم ولدوا في إسرائيل)، أما الباقون فهم عرب أو أجانب. ولكن هذه الأرقام ليست دقيقة، لأنها تضم سكان القدس الشرقية وهضبة الجولان السورية المحتلين. فمنذ أن قررت إسرائيل ضم هاتين المنطقتين المحتلتين إلى حدودها، وهي تحسب سكانها الفلسطينيين والسوريين جزءا من إحصائيات سكانها.

وتناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا الحدث، مشيدة بالإنجازات الهائلة التي تحققت علميا واقتصاديا وعسكريا. وكتبت صحيفة «هآرتس» افتتاحية قالت فيها إن هذه الإنجازات يجب أن تعزز الثقة في النفس بحيث تقدم إسرائيل على قرارات مصيرية شجاعة في السعي نحو السلام وعدم الشعور الزائد بالزهو والاستعلاء وغطرسة القوة. وأصدرت مجموعة من المثقفين الإسرائيليين، بينهم 16 رجل دين، بيانا دعوا فيه إلى الكف عن دوس حقوق الإنسان الفلسطيني. وكتبوا في البيان أن القيم العليا في الدين اليهودي وفي أسس الحركة الصهيونية القديمة ترفض ممارسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ضد الفلسطينيين. وقالوا إن على إسرائيل أن تنطلق اليوم من هذه القيم وليس من الشعور بالذنب أو جلد الذات للتخلي عن هذه السياسة والجنوح إلى ممارسات أخرى مبنية على السلام والاحترام للطرف الآخر.

من جهة ثانية، تلقى القادة الإسرائيليون الكثير من برقيات التهنئة بالمناسبة، أبرزوا منها تحية الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي أشاد بـ«الإنجازات المدهشة».