فلسطينيو 48 يتحدون قانون النكبة ويحيون ذكراها

المنظمون قالوا إن الهدف هو توريث الرواية الصحيحة للأجيال الشابة

دقيقة حداد من فلسطينيي 1948 احياء لذكرى النكبة الـ 63، امس (إ. ب. أ)
TT

رغم القانون الإسرائيلي الجديد، الذي يعاقب كل مؤسسة مدنية تحيي ذكرى نكبة فلسطين في اليوم نفسه الذي تحتفل فيه إسرائيل بذكرى تأسيسها، فإن عشرات الألوف من المواطنين العرب (فلسطينيو 48)، انتشروا في أطلال القرى المهجرة والمدمرة ينفذون أعمال صيانة وتنظيف، ونظموا مسيرة مركزية لبلدتين متجاورتين في الجليل، هما الدامون والرويس، معتبرين القانون المذكور محاولة قمعية فاشلة ومرفوضة لمحو ذاكرتهم الفلسطينية.

وتجمعت الحشود عند عين قرية الدامون، ثم انطلقوا في مسيرة إلى قرية كابول العامرة ومن هناك أكملوا المسيرة نحو قرية الرويس، حيث أقيم مهرجان خطابي، أكد فيه قادة الأحزاب الوطنية تمسكهم بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الوطن وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 194، كشرط للسلام الحقيقي بين إسرائيل والشعب الفلسطيني. وأبرزوا في كلماتهم التحدي لسلسلة القوانين العنصرية، التي تم سنها في السنتين الأخيرتين منذ تسلم بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة، على رأس ائتلاف يميني متطرف، وفي مقدمتها القانون الذي يحظر إحياء ذكرى النكبة ويعاقب المؤسسات التي تشارك فيها بقطع التمويل الحكومي عنها.

والتف منظمو هذه النشاطات على القانون العنصري المذكور، بحيث أقاموها باسم «لجنة المهجرين»، وهي جمعية لا تحصل على تمويل حكومي. وأكد أيمن عودة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة: «في إسرائيل يوجد نحو 260 ألف عربي فلسطيني هم لاجؤون في الوطن، ينتمون إلى تلك البلدات المنكوبة ولا يستطيعون العيش فيها. وهناك ملايين الفلسطينيين المهجرين في الخارج، هم جزء منا ونحن جزء منهم.. هم شعبنا ولحمنا ودمنا، وقسم كبير منهم يعيشون في معاناة بسبب النكبة. فهل ننساهم؟ لا توجد أي قوة تستطيع منعنا من استذكارهم في هذا اليوم وتذكير العالم بقضيتنا وقضيتهم. فإذا كان هذا الاستذكار ممنوعا حسب القانون، فإننا نعتز بخرق هذا القانون».

وقال عودة إن هذه النشاطات تستهدف أيضا توريث الرواية الصحيحة للأجيال الشابة التي لم تعاصر مأساة النكبة، مؤكدا أهمية إحيائها «وطرح المشاريع التوعوية والعملية للمحافظة على ذاكرتنا الجمعية وتناقلها عبر الأجيال مقابل الرواية الصهيونية المتنكرة لوجودنا ووجود شعبنا العربي الفلسطيني صاحب الحق التاريخي الذي لا يتقادم على هذه الأرض». وأضاف أن هناك مبادرات وطنية «لتوسيع نشاطات إحياء ذكرى النكبة بإقامة متحف النكبة وتنظيم زيارات على مدى السنة إلى القرى المهجرة وتسمية الشوارع في قرانا ومدننا بأسماء شخصيات وطنية وأسماء من تاريحنا العربي الفلسطيني المشرف».

وقال الدكتور باسل غطاس، من قيادة حزب التجمع الوطني، إن «النكبة هي واقع تاريخي لا يستطيع أحد إنكاره أو منع العرب في البلاد من إحياء ذكراها الأليمة». ففي اليوم الذي يحيي فيه اليهود في البلاد ذكرى قيام دولة إسرائيل، هناك عشرات الآلاف من الفلسطينيين يحيون ذكرى النكبة التي حدثت عام 1948، و«لا أحد يستطيع منعنا كعرب من إحياء هذه الذكرى».