جريدة يهودية متشددة تحذف صورة لكلينتون التقطت يوم مقتل بن لادن

انطلاقا من موقفها الرافض لنشر صور النساء

TT

أثارت جريدة يهودية أرثوذكسية جدلا واسعا بعد قيامها بنشر صورة الرئيس أوباما وكبار المسؤولين، من دون وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في إدارته في غرفة العمليات بالبيت الأبيض أثناء متابعة عملية قتل بن لادن.

وكانت الصورة التي التقطها مصور البيت الأبيض، بيت سوزا، للرئيس أوباما وكبار مستشاريه، محط اهتمام لكافة وسائل الإعلام العالمية، ونشرت الصورة عدة مرات في صدارة الصحف الأجنبية والعربية، وجذبت الاهتمام بالتعبير الذي اكتسى وجه هيلاري كلينتون وهي تضع يدها علي فمها.

لكن جريدة يهودية أرثوذكسية «دي تسيتونغ» متشددة تصدر في بروكلين بنيويورك باللغة العبرية الياديشية، استخدمت برنامج فوتوشوب لحذف صور النساء الموجودات بالصورة (وزيرة الخارجية كلينتون، وأودري ثامبسون مديرة مكافحة الإرهاب بالبيت الأبيض)، اتباعا لسياستها التحريرية في عدم نشر صور النساء بالجريدة، وتماشيا مع معتقدات اليهود المتشددين والحاخامات التي تحرم نظرة الرجل إلى أي امرأة باستثناء زوجته.

وأثار نشر الصورة من دون كلينتون وثامبسون، جدلا كبيرا لعدة أسباب، فالصور الرسمية الصادرة من الإدارة الأميركية تحظر على الصحف التلاعب بها حفاظا على مصداقية الصورة، واتباعا لمعايير العمل المهني الصحافي.

من جانب آخر، اعتبر حذف النساء من الصورة عملا تمييزيا ضد المرأة، ونوعا من التشدد وعدم الاحترام للنساء في الوظائف العامة، خاصة أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ظلت في المشهد السياسي لأكثر من عقدين، منذ كانت السيدة الأولى بالبيت الأبيض، ثم عضوا بمجلس الشيوخ الأميركي عن نيويورك لأكثر من ثماني سنوات، كما ترتبط كلينتون بعلاقات وثيقة مع الجالية اليهودية.

ومن جانب آخر أثارت تساؤلات حول تداخل المعتقدات الدينية مع احترام معايير العمل المهني وعدم تشويه الحقائق التاريخية التي ترصدها الصور. وأصدرت الجريدة بيانا اعتذرت فيه، ودافعت بشدة عن احترام المرأة. وقالت إن محررها لم يقرأ التفاصيل الدقيقة المرفقة بصورة البيت الأبيض والمتعلقة بالنهي عن إجراء أي تغييرات فيها، وأعربت عن أسفها واعتذارها للبيت الأبيض والخارجية الأميركية.

وقالت الجريدة «إن سياستها التحريرية تمنع نشر صور النساء لأن قرائها من اليهود الأرثوذكس (الطائفة الحسيدية) يؤمنون بأن المرأة يجب أن تكون موضع تقدير لما تقوم به، وليس لشكلها، وأن قوانين التواضع اليهودية هي تعبير عن احترام المرأة وليس العكس».

وأضافت الجريدة «إن هيلاري كلينتون مثلت نيويورك في مجلس الشيوخ الأميركي بعد فوزها بأغلبية ساحقة في المجتمعات اليهودية الأرثوذكسية، لأن المجتمع اليهودي يقدر إمكاناتها ومواهبها ورحمتها بالجميع».

وأضاف رئيس تحرير الجريدة «إن الادعاءات بأن اليهود المتشددين يشوهون صورة المرأة هو محض افتراء لأن الديانة اليهودية لا تسمح بالتمييز بناء على الجنس أو العرق، ونحن نحترم جميع الموظفين الحكوميين». وأوضح «اتباعا للمعتقدات الدينية اليهودية فإنه لا يتم نشر صور النساء وهذا لا يعد إنزالا من مكانتهن، لكن السياسة التحريرية للجريدة محكومة بمجلس من الحاخامات اليهود الذين يتبعون قوانين الحياء والتواضع، ولا يسمح لنا المجلس بنشر صور النساء، ونحن نعتذر إذا كان ذلك أعطى انطباعا بتحقير المرأة».

ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، التعليق على الصورة، وامتنعت الخارجية الأميركية عن الإدلاء بأي رأي أو تعليق على ما حدث من الجريدة اليهودية.

وطبقا للمعتقدات لطائفة الحسيدية، وهي فرع من اليهودية الأرثوذكسية المتشددة في تنفيذ قواعد العقيدة اليهودية وتأسست في بولندا بأوروبا الشرقية في القرن 18، يشترط على النساء الاحتشام وارتداء الملابس التي تغطي الجسم وتفرض على النساء المتزوجات تغطية شعورهن إما باستخدام غطاء للشعر أو ارتداء شعر مستعار، كما تحرم السلام باليد بين الرجال والنساء.