وزير الخارجية الروسي يصل إلى بغداد ويدعو لتعزيز التعاون العسكري والاقتصادي

لافروف أعلن دعم جهود بغداد في القضاء على الإرهاب وتأييد موسكو لعقد القمة العربية فيها

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدى استقباله في بغداد أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (إ.ب.أ)
TT

وصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى بغداد، أمس، والتقى نظيره العراقي هوشيار زيباري الذي كان في استقباله في مطار بغداد، ثم عقد الطرفان لاحقا مؤتمرا صحافيا، ثم أجرى لقاء مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقر الأخير في المنطقة الخضراء وسط بغداد.

ودعا لافروف خلال محادثات مع نظيره العراقي إلى تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وقال: «نحن مستعدون لمواصلة التعاون في مجالات كثيرة ومنها المجال العسكري»، وأضاف أن المجال العسكري «عنصر مهم للمحافظة على سيادة العراق ووحدة أراضيه»، وفقا لتقرير أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتم حل الجيش العراقي في 2003 على أثر الغزو الأميركي للعراق الذي أطاح بنظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ومن المقرر أن ينسحب الجيش الأميركي بصورة كاملة في نهاية العام الجاري، بينما ستلقى مهام جسام على عاتق القوات العراقية في إدارة الملف الأمني.

وتسلم العراق في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي 8 طائرات هليكوبتر متعددة الأغراض مقابل 156 مليون دولار من روسيا، وكان العراق قد تعاقد كذلك على شراء 140 دبابة أميركية من طراز أبرامز، بينما تسلم قارب حرب فائق السرعة في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وكان من المقرر أن يوقع العراق اتفاقا مع واشنطن لشراء طائرات من طراز إف 16 من واشنطن بتكلفة 900 مليون دولار لكن الاتفاق أرجئ بسبب تخصيص المبالغ لدعم البطاقة التموينية، بعد موجة احتجاجات في البلاد.

ووفقا لاتفاق بين بغداد وواشنطن فإن جنود الولايات المتحدة البالغ عددهم حاليا 45 ألفا سينسحبون بصورة كاملة في نهاية العام الجاري.

وعاد وشدد الوزير الروسي خلال لقائه المالكي على أن روسيا «تدعم بقوة جهود الحكومة العراقية في تدعيم الأمن والاستقرار وفي مختلف المجالات»، مؤكدا بحسب بيان وزعه مكتب رئيس الوزراء العراقي استعداد بلاده «لتسليح الجيش العراقي».

من جهة أخرى، أكد الوزير الروسي دعم جهود الحكومة العراقية في القضاء على الإرهاب، وقال: «نحن نعتبر الإرهاب شرا لا دين له ولا قومية (...) الإرهاب عدو لكل البشرية وفي محاربة هذا العدو يجب أن لا تكون هناك معايير مزدوجة»، وأضاف «علينا أن نحارب هذا العدو بجهود جماعية، هناك آلية جماعية من الأمم المتحدة للقضاء عليه»، وأضاف «أود أن أذكر أنه عندما نحارب الإرهاب من المهم محاربة جذور الإرهاب وأسبابه لكي لا نعطي الإرهابيين فرصة توريط شباب جدد في المنظمات الإرهابية».

وحول التعاون الاقتصادي بين البلدين، ذكر الوزير الروسي أن بلاده «تدعم الحكومة العراقية وجهودها في بسط الأمن وتطوير الجانب الاقتصادي وهذه الجهود مهمة لنا ونحن مستعدون لمواصلة دعم هذه الجهود وزيادة حجم التعاون والاستثمارات والشركات الروسية حاضرة في العراق في مجالات النفط والغاز والطاقة وبحثنا هذا التعاون».

وفي شأن آخر، دعا لافروف إلى تدعيم دور الجامعة العربية وعقد القمة العربية في بغداد العام القادم، كما قال إن بلاده افتتحت قنصليتها في البصرة وترغب في تفعيل قنصليتها في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية العراقي إنه «تم مناقشة سبل تفعيل وتطوير العلاقات الثنائية في جميع الصعد والمستويات الاقتصادية والدفاعية والثقافية والدبلوماسية»، وأضاف أن «الشيء المفرح هو أن الشركات الروسية تعمل في قطاعات النفط والغاز والكهرباء ونأمل أن يتوسع هذا النشاط والتعاون والتواجد للشركات الروسية».

وأكد زيباري «اتفقنا مع الوزير الروسي على تفعيل اللجنة الوزارية العراقية الروسية على أن تعقد اجتماعاتها في أقرب فرصة»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ويعتزم وزير الخارجية الروسي عقد لقاءات مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس البرلمان أسامة النجيفي.