نشطاء: السلطات تعذب المحتجين لإفشاء كلمات سر الـ«فيس بوك»

ناشط في مرصد حقوق الإنسان: المعارضة لن تستسلم.. والناس لن يقبلوا العودة للوضع السابق

TT

اتهم نشطاء سوريون السلطات السورية بتعذيب نشطاء من حركة الاحتجاج المطالبة بالحريات، التي دخلت أسبوعها الثامن من أجل الحصول على الكود السري لصفحاتهم على موقع «فيس بوك»، الذي نشطوا من خلاله في إبراز أخبار الاحتجاجات في المدن السورية المختلفة.

وكان النشطاء قد وضعوا صفحة باسم «ثورة سوريا 2011» على «فيس بوك»، وتعهدوا بمواصلة الاحتجاجات، ولكن الأشرطة التي تظهر عمليات القمع انخفضت في الأيام الأخيرة، وفقا لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، في إشارة إلى أن السلطات بدأت تكسب أرضا في معركة الفضاء الإلكتروني مع المعارضين. وقال أحد النشطاء لـ«ديلي تلغراف»، إن خطوط التواصل تقلصت، وبعض النشطاء انهاروا تحت ضغط التعذيب، وأفشوا الأسماء وكلمات السر للمواقع. واعترف نشطاء بأن شبكة التواصل بينهم عبر «فيس بوك» و«تويتر» تضررت بفعل عملية الاعتقال الواسعة، التي شملت ما يقدر بـ8 آلاف شخص حتى الآن. وقالت الـ«تلغراف» إنه على مدى اليومين الماضيين لم يتوفر سوى القليل من شرائط الفيديو لما يحدث في بانياس وحمص، اللتين وضعهما الجيش تحت الحصار. وكان منظمو الاحتجاجات اعتمدوا بشكل كبير على أدوات المعلوماتية الحديثة، وعوضوا إجراءات السلطات التي قطعت خطوط الهاتف الجوال والكهرباء بمولدات كهرباء بالديزل وهواتف هربت من الخارج تعمل بالأقمار الصناعية.

من جهة أخرى، قال تقرير لـ«نيويورك تايمز»، إن السلطات السورية اعتقلت مئات آخرين، أول من أمس، في مختلف المدن السورية، بينهم 300 في حمص، المحاصرة منذ يوم الجمعة الماضي، بينما يوجد نحو 400 معتقل في الاستاد الرياضي في بانياس، بعدما فتش الجنود المدينة منزلا منزلا، واعتقلوا الرجال الذين في سن بين 18 و45 عاما، وفقا لرامي عبد الرحمن، من المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأشار إلى أن الكثير من المنازل في بانياس خاوية، بعد أن هرب منها سكانها، بينما نهبها الجنود أو حطموا أثاثها، وبين المعتقلين أحد أقارب نائب الرئيس الأسبق عبد الحليم خدام، الذي خرج من البلاد إلى المنفى بعد صراع قوي.

وحسب التقرير، فإنه يبدو أن النظام بعدما فشل في إعطاء درس قاس لبقية المدن في درعا فقد لجأ إلى حملة اعتقالات واسعة في المدن التي شهدت انتفاضات، وحسب نشطاء، فإن سكان درعا لم يكونوا قادرين على مغادرة منازلهم، لأنهم ببساطة سيطلق عليهم النار أو يعتقلون. لكن تجربة درعا لم تخف بقية السكان في المدن الأخرى وخرجوا بأعداد كبيرة في كل جمعة بعد أحداث درعا.

والآن لا يستطيع الأهالي في حمص وبانياس والمعظمية وأحياء أخرى في ضواحي دمشق الخروج من منازلهم بسبب الحضور الأمني المكثف، وفقا لنشطاء. ومع قطع خطوط الهاتف والاتصالات أصبح الناس غير قادرين على تنسيق الاحتجاجات. ورغم ذلك فإن الأهالي في مدن أخرى يواصلون التحدي والاحتجاج ويخرجون ليلا في أغلب الأحيان في مدن مثل اللاذقية ودير الزور. وقال عبد الرحيم، وهو أحد النشطاء، إن مئات النساء تظاهرن ليلة الأحد في بانياس للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين. وأكد عبد الرحيم أنه عندما يجري إغلاق مدينة محتجة، فإن الاحتجاجات تندلع في مدينة أخرى، معربا عن اعتقاده بأن حركة الاحتجاج والمعارضة لن تستسلم «فالناس لن يعودوا إلى ما كان قائما من قبل».