الاتحاد الأوروبي يفتح مكتبا في بنغازي.. وكي مون يدعو طرابلس إلى الكف عن مهاجمة المدنيين فورا

الأمم المتحدة: ليبيا تستخدم المهاجرين كسلاح

TT

أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، أمس، أن الاتحاد سيفتح مكتبا في مدينة بنغازي لدعم معارضة نظام العقيد معمر القذافي والمجتمع المدني.

وصرحت أشتون أمام نواب البرلمان الأوروبي «أعتزم فتح مكتب في بنغازي حتى نستطيع المضي قدما في مسألة دعم المجتمع المدني والمجلس الوطني الانتقالي». وأوضحت أن ذلك يهدف أيضا إلى دعم إصلاح القطاع الأمني وتقديم المساعدة في مجال الصحة والتربية والأمن على الحدود.

وجاءت تصريحات أشتون متزامنة مع زيارة أحد قيادي الثوار الليبيين محمود جبريل من المجلس الوطني الانتقالي، هذا الأسبوع إلى واشنطن، حيث سيتقابل مع عدد من المسؤولين. وأوضحت أشتون أن أجهزتها أجرت عدة اتصالات مع جبريل.

ورحب العديد من نواب البرلمان بإعلان أشتون بمن فيهم رئيس كتلة الاشتراكيين الديمقراطيين مارتن شولتس، الذي اعتبر أن الاتحاد الأوروبي يتمتع «بمصداقية أكبر من دول بمفردها». وقال شولتس إن «ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وبلجيكا، كانت أكبر مزودي جيش القذافي بالأسلحة»، الذي يقاتل اليوم ثوار بنغازي، مؤكدا «هذه ليست المصداقية التي تحتاجها أوروبا». وكان نواب أوروبيون دعوا أشتون إلى القيام بمزيد من الجهود لكي لا يبقى الاتحاد الأوروبي «قزما سياسيا». وقال زعيم الكتلة السياسية الرئيسية في البرلمان المحافظ جوزف دول باسف، إن أوروبا المجهزة منذ خمسة أشهر الآن بدائرة للتحرك الخارجي بقيادة دبلوماسيين محنكين، «تستمر في كونها قزما» سياسيا على الساحة الدولية.

وأكد «وجوب القيام بالمزيد»، مضيفا أنه في الوقت الذي تتسلم فيه أشتون منصبها منذ 18 شهرا «لم يتغير أي شيء تقريبا». ومن جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في جنيف أمس، السلطات الليبية إلى الكف عن مهاجمة المدنيين فورا، وأعلن أنه سيرسل مبعوثه الخاص إلى طرابلس بعد أن أجرى مكالمة هاتفية مساء أول من أمس مع رئيس الوزراء البغدادي المحمودي. وقال «على السلطات الليبية أن تتوقف عن مهاجمة المدنيين».

وأضاف «يجب إجراء مفاوضات من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار والتوصل إلى حل سلمي للنزاع، والسماح للعاملين في المجال الإنساني بالدخول إلى البلاد دون أي إعاقة». وأكد أن «رئيس الوزراء وافق على استقبال مبعوثي الخاص عبد الإله الخطيب الذي أصدرت له تعليمات بالتوجه إلى طرابلس مرة أخرى في أسرع وقت ممكن».

وشدد بان كي مون: «يجب وقف المعارك في مصراتة وغيرها، عندها سيكون في وسعنا الاستمرار في تقديم مساعدة إنسانية، وبموازاة ذلك مواصلة حوارنا السياسي».

وأضاف «أشعر بالحزن للأنباء التي تشير إلى فرار الناس من القتال ومقتلهم في البحر».

وقال: «أطلب من السفن في البحر المتوسط عدم انتظار استقبال إشارات أو نداءات استغاثة. يجب اعتبار أي قارب خارج من ليبيا بحاجة إلى المساعدة والحماية».

إلى ذلك، قال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس إن الحكومة الليبية ربما تكون تعمل على طرد المهاجرين قسرا في محاولة لإغراق أوروبا بهم، حسب ما ذكرت «رويترز».

وكان القذافي حذر في وقت سابق زعماء الدول الأوروبية الذين يؤيدون حركة المعارضة ضد حكمه، من أنه سيطلق موجة من المهاجرين ضد أوروبا ردا على الضربات العسكرية التي تستهدف بلاده.

وسبب وصول أعداد كبيرة من المهاجرين الفارين من ليبيا توترات بالفعل بين دول الاتحاد الأوروبي. وقالت إيطاليا التي وصل إليها أغلب المهاجرين إنها يجب ألا تتحمل العبء كله وحدها.

وقال أنطونيو جوتيريس، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، خلال مؤتمر في باريس «هناك عناصر تجعلنا نفكر في أنه على الأقل بعض الأطراف المتورطة في ما يحدث اليوم في الأجزاء الغربية من ليبيا، ربما تحاول استخدام سلاح إجبار الناس على الاتجاه إلى أوروبا».

وتقول منظمة الهجرة الدولية إن أكثر من عشرة آلاف وصلوا لجزر إيطالية منذ اندلاع الاضطرابات في شمال أفريقيا في وقت سابق من العام الحالي، منهم نحو ألفين في مطلع الأسبوع الماضي وحده.

وقال مهاجرون إن جنودا ليبيين كانوا يطلقون أعيرة تحذيرية، أجبروهم على ركوب قوارب عنوة. وقال آخرون إنه على الرغم من أنهم لم يضطروا رسميا لدفع مقابل عبورهم، فقد تم تجريدهم من ممتلكاتهم ومدخراتهم.