الحكومة المصرية: إعداد قانون لتوحيد بناء دور العبادة

دول الخليج تدعو الشعب المصري للمحافظة على وحدته الوطنية والتمسك بثوابته

واصل آلاف المسيحيين اعتصامهم لليوم الرابع أمام مبنى التلفزيون المصري بالقاهرة وعلى كورنيش الإسكندرية وفي أسوان جنوب البلاد أمس (إ.ب.أ)
TT

دعت دول الخليج العربي الشعب المصري أمس إلى المحافظة على وحدته الوطنية والتمسك بثوابته. وأعلنت الحكومة المصرية أنها ستعد قانونا لتوحيد بناء دور العبادة والوقوف بحزم ضد التمييز والطائفية في البلاد، فيما واصل آلاف المسيحيين اعتصامهم لليوم الرابع أمام مبنى التلفزيون المصري بالقاهرة وعلى كورنيش الإسكندرية وفي أسوان جنوب البلاد أمس، مطالبين الحكومة بوضع ضمانات لحمايتهم مما يعتبرونه اعتداءات من جانب السلفيين والبلطجية على دور العبادة الخاصة بهم، في أول نوع من هذه المظاهرات الكبيرة منذ الإطاحة بحكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك يوم الحادي عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي.

وأنحى تقرير للمجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو مجلس شبه رسمي، باللائمة في أحداث المصادمات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين التي شهدتها منطقة إمبابة الشعبية مساء السبت الماضي على المناخ المتوتر الذي قال إنه يحض على كراهية الأقباط وإقصائهم من المجتمع. وأدت مصادمات إمبابة إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 240 آخرين بإصابات متفرقة، وإلحاق أضرار بالغة بدور عبادة مسيحية، وذلك بعد محاصرة قرابة ألفين من العناصر السلفية المتشددة لكنيستين بالمنطقة، بسبب أنباء عن احتجاز سيدة مسيحية رغما عن إرادتها، عقب إشهار إسلامها.

وأرسل 6 محامين إسلاميين يقودهم محامي الجماعة الإسلامية ممدوح إسماعيل مقرر لجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامين إنذارا قضائيا على يد محضر إلى رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف طالبه فيه بفض اعتصام الأقباط أمام التلفزيون وتطبيق قانون منع التظاهر على المعتصمين أو الاستقالة في حال عدم التمكن من فض الاعتصام. وفي الإسكندرية واصل المئات من المسيحيين التظاهر احتجاجا على اعتداءات إمبابة. وقال مينا غالي، منسق حركة أقباط ماسبيرو بالإسكندرية: أنه قد تقرر نقل مكان التظاهر من أمام مكتبة الإسكندرية إلى أمام مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بمنطقة سيدي جابر شرق المدينة بعد تعرض الأقباط للاعتداء من قبل بعض السلفيين مساء أول من أمس. في غضون ذلك تظاهر عشرات الأقباط أمام كنيسة العذراء وسط مدينة إدفو بمحافظة أسوان للمطالبة بعودة فتاة مسيحية تدعى كرستين وهبة (17 عاما) قالوا إنها اختفت أثناء عودتها من الدرس إلى المنزل.

وفي وقت لاحق من يوم أمس أعلنت الحكومة المصرية أنها ستعد خلال 30 يوما مشروع قانون لتوحيد قواعد بناء دور العبادة، وهو ما يطالب به الأقباط منذ عقود، كما ستعد مشروع قانون آخر يجرم «التحريض والتمييز الديني»، وتعهدت في بيان أصدرته أمس بـ«الوقوف بكل حزم ضد التحريض على الكراهية والتمييز والطائفية».

إلى ذلك دعت دول مجلس التعاون الخليجي الشعب المصري للمحافظة على وحدتهم الوطنية والتمسك بثوابتهم، مؤكدة أن الترابط الإسلامي المسيحي في مصر كان أنموذجا لتعايش الأديان والمذاهب. وناشد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني «أبناء الشعب المصري المحافظة على وحدتهم الوطنية والتمسك بثوابتهم، ونبذ الطائفية التي تسعى القوى المعادية للأمة العربية لتأجيجها في ظل الظروف الحالية لبث الفرقة والفتنة بين أبناء الوطن العربي».