السعودية تعلن مبادرة 3 أعضاء من «القاعدة» بتسليم أنفسهم

اللواء التركي لـ «الشرق الأوسط» : مبادرتهم تمت خلال الشهر الماضي.. وقدموا من جهتين مختلفتين

TT

عشية الذكرى الثامنة لتفجيرات 12 مايو (أيار) 2003 التي بدأ فيها تنظيم القاعدة نشاطه في السعودية، أعلنت الرياض أمس أن 3 ممن انضموا للتنظيم، بادروا بتسليم أنفسهم، مما يعني تعزز الانشقاقات داخل «القاعدة».

وأبلغ «الشرق الأوسط» اللواء منصور التركي المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية، أن مواطني بلاده الذين سلموا أنفسهم «تم تجنيدهم بفكر (القاعدة) واستدرجوا لمناطق مضطربة». ولم تكشف الداخلية في بيان لها صدر أمس، هويات مواطنيها الذين بادروا بتسليم أنفسهم بعد أن كانوا قد انخرطوا في نشاطات «القاعدة» في بعض الدول. وأمام ذلك، قال اللواء التركي، إن «السعوديين الثلاثة الذين قاموا بتسليم أنفسهم، لم يكونوا مدرجين على قوائم المطلوبين الذي سبق الإعلان عنها، وبالتالي، فإن عدم الكشف عن هوياتهم هو الأصل بعد مبادرتهم بتسليم أنفسهم، لنشجعهم على مثل هذه المبادرات وعدم التمادي في (نشاطات الفئة الضالة)»، على حد قوله.

وكشف متحدث الداخلية السعودية، أن اثنين من الثلاثة الذين قاموا بتسليم أنفسهم، أيتا من إحدى الدول التي كانا يعملان فيها، والثالث قدم من دولة أخرى، لافتا إلى أن مبادرة هؤلاء بتسليم أنفسهم تمت خلال الشهر الماضي.

وصرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية في بيان صدر أمس بـ«مبادرة ثلاثة من المواطنين الذين تم التغرير بهم واستدراجهم إلى مناطق تشهد اضطرابا، بالاتصال بالجهات الأمنية، مبدين رغبتهم في العودة إلى الوطن وتسليم أنفسهم للجهات الأمنية، وذلك بعد أن اتضحت لهم الحقيقة في ما يراد بهم من رموز الفتنة والفساد، حيث تم ترتيب وتسهيل عودتهم إلى المملكة والتقائهم بذويهم، وسيتم أخذ مبادرتهم في الاعتبار والتعامل معهم وفق الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالة».

وجدد المتحدث الأمني دعوة وزارة الداخلية للمطلوبين كافة للجهات الأمنية إلى العودة إلى رشدهم بالرجوع إلى الحق والمبادرة بتسليم أنفسهم.

يأتي هذا الإعلان بعد 6 أيام من إعلان الداخلية السعودية عن قيام أحد المطلوبين على قائمة تضم 47 مطلوبا خطرا، بتسليم نفسه للسلطات الأمنية، قادما من اليمن، كما يأتي هذا الإعلان عشية الذكرى الثامنة لتفجيرات 12 مايو 2003، التي استهدف خلالها تنظيم القاعدة مجمعات سكنية في العاصمة الرياض أوقعت عشرات القتلى والمصابين في صفوف المدنيين.

ومنذ بدأ تنظيم القاعدة نشاطه، أصدرت الداخلية السعودية قوائم بعشرات المطلوبين أمنيا؛ آخرها قائمة تضم أخطر المطلوبين المطاردين تم إصدارها هذه السنة، وتتهم المدرجين فيها بتبني فكر تنظيم القاعدة الإرهابي والترويج له، والانضمام لتنظيمات الفئة الضالة، والتدرب على المهارات القتالية واستخدام الأسلحة المتنوعة والمتفجرات والسموم بهدف استخدامها في تنفيذ العمليات الإرهابية، وتحريض صغار السن على مخالفة ولاة الأمر وأئمة المسلمين، والسفر إلى مناطق الصراع، وتسهيل سفر الشباب إلى مناطق تشهد صراعات، وتقديم دعم تقني وإعلامي لتنظيم القاعدة، وتقديم تسهيلات ودعم لوجستي وجمع أموال لدعم التنظيم، والتسلل من السعودية للانضمام لـ«القاعدة».

يشار إلى أن قائمة الـ47 التي كشفت عنها السعودية في يناير (كانون الثاني) الماضي، هي خامس قائمة يتم إصدارها لمطلوبين أمنيا، منذ بدأ تنظيم القاعدة نشاطه في 12 مايو 2003، وذلك بعد 4 قوائم ضمت 166 إرهابيا، بعضهم تمت تصفيته، والبعض الآخر قام بتسليم نفسه، بينما لا تزال هناك مجموعات طليقة.

وتأتي قائمة المطلوبين الجديدة التي تلاحقها الشرطة الدولية بـ«نشرات حمراء»، بعد أقل من عامين على قائمة ضمت 85 مطلوبا أمنيا، جميعهم خارج البلاد. وتعتبر القائمة الجديدة هي القائمة الأولى التي تتناقص فيها أعداد المطلوبين عن القائمة التي سبقتها، حيث ضمت أول قائمة تعلنها الرياض 19 اسما، تلتها قائمة بـ26 اسما، فقائمة الـ36، وصولا إلى قائمة الـ85 التي أعلن عنها في فبراير (شباط) 2009.