مسيحي يغازل رئيس مصر القادم بمنصب نائب الرئيس.. لرأب الفرقة الطائفية

الخبير العالمي منير سعد: أؤمن بأن دولة ذات أغلبية مسلمة يجب أن يكون رئيسها مسلما

TT

بينما يستغل بعض المنتفعين حالة الضعف الأمني التي انتابت البلاد في أعقاب الثورة، عبر محاولات الوقيعة بين طرفي المعادلة المصرية من مسلمين ومسيحيين، وآخرها ما حدث في منطقة إمبابة، يحاول الدكتور منير سعد، خبير الاقتصاد المسيحي المصري العالمي، إعادة موازنة الأمور بطريقته الخاصة. وعلى مقربة من إحدى بؤر احتدام الأزمة بمنطقة ماسبيرو وسط العاصمة، والتي يعتصم بها آلاف المسيحيين منذ عدة أيام مطالبين بالعدالة الناجزة في ما يخص الاعتداء على الكنائس في مصر، قام سعد بتوزيع بعض الملصقات والمواد الدعائية لتشجيع المصريين على انتخابه نائبا لرئيس الجمهورية القادم، أيا كان.

ورغم عدم منطقية الطرح، من حيث توزيع دعايته الانتخابية على المواطنين، كون التعديلات الدستورية الأخيرة تنص على أن يختار الرئيس القادم (بنفسه) نائبه (أو نوابه) بعد انتخابه، بعيدا عن انتخاب المصريين المباشر لذلك النائب، فإن فكرة سعد تبقى، كما أكد بنفسه لـ«الشرق الأوسط»، محاولة لعلاج حالة التخوف والترقب التي يعيشها أكثر من 10 في المائة من سكان هذا الوطن من المسيحيين، وإثارة حراك إيجابي في المياه الراكدة.

منير سعد، الحاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من هولندا، أكد مبدئيا على أهليته لتولي مثل هذا المنصب، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «عملت لسنوات طويلة كمستشار للكثير من الرؤساء والملوك على مستوى العالم، حيث كنت مستشارا لرئيسين متتاليين في تركيا هما الرئيس افرين وأوزال، وعملت أيضا مستشارا لرئيس جمهورية إندونيسيا السابق عبد الرحمن وحيد، وكذلك رئيس جمهورية آيسلندا، ورئيس وزراء النرويج، وغيرهم».

أما عن توجهه بالدعاية نحو المواطنين، بينما هؤلاء المواطنون لا يملكون فعليا آلية لاختيار نائب الرئيس، فيشير سعد إلى أنه يحاول زيادة الوعي السياسي لدى المواطن المصري، ويسعى لاختبار الفكرة بين المصريين، وفي حال قبولها فإنه سوف يتوجه إلى المرشحين للرئاسة للتنسيق معهم في هذا الشأن، مؤكدا أنه تحدث بالفعل مع عدد منهم بصورة مبدئية، مثل عمرو موسى والدكتور محمد البرادعي والمستشار هشام البسطويسي.

وعلى الرغم من أن الدستور المصري الحالي لا يضع صلاحيات معينة لمنصب نائب الرئيس في هيكل الترتيب السياسي أو الإداري في الدولة، فإن سعد يأمل في أن يكون الدستور القادم متضمنا مثل هذه الصلاحيات، قائلا «أي دولة في العالم لا بد أن يكون بها هذا المنصب»، مؤكدا أنه «على الرغم من كون هذا المنصب منصبا تنفيذيا استشاريا، فإنه ذو دلالة رمزية كبيرة، ويجب أن نضع النقاط فوق الحروف. فإذا كان كلام المسؤولين المصريين عن أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي حقيقيا، فلنضعه موضع الفعل والتنفيذ، وسيؤكد ذلك للجميع مدنية الدولة ويزيل تخوف الأقباط».

مزية أخرى يراها سعد في حال اختياره، كمسيحي، نائبا للرئيس قائلا «الرئيس السابق حسني مبارك لم يشأ أن يكون له نائب خشية الانقلاب عليه، أما في حالة وجودي كنائب مسيحي لرئيس دولة أغلبيتها مسلمة فإن التفكير في المؤامرات أو الانقلابات من قبل نائب الرئيس سيكون أمرا غير ممكن، لأنني أؤمن بأن رئيس مصر، كدولة ذات أغلبية مسلمة، لا بد أن يكون مسلما». ويوضح سعد «في حالة خلو منصب الرئيس، يتكون مجلس رئاسي مدني مكون من رئيس المحكمة الدستورية العليا ورئيس محكمة النقض ونائب الرئيس وغيرهم ممن يتوافق عليهم لإدارة شؤون البلاد لحين انتخاب رئيس آخر».

وحول موقف التيار الإسلامي من هذه الفكرة، قال سعد «من غير المنطقي أن أصف كل التيارات الإسلامية في مصر بالمتطرفة، فالأغلبية معتدلة وقد تقبل بالأمر»، وتابع «لا مانع لدي أن أكون نائبا لرئيس جمهورية إخواني أو سلفي معتدل، لكنني لن أتعامل مع الإرهابيين من أي طرف كان».

ووصف سعد الذي عاش أكثر من 45 عاما خارج البلاد بحزن حال المهاجرين المصريين قائلا «في بداية رحلتنا للعودة للوطن كنا عندما نقف في المطارات الغربية نكون سعداء لأننا ذاهبون للوطن، لكننا عندما نطأ أرض مطار القاهرة كنا نعامل وكأننا عملاء أو مشكوك في وطنيتنا»، مضيفا «المغتربون مصدر قوة هائل، ولا بد أن يكون لهم دور في المستقبل، وألا يستبعدوا أو يهمشوا مرة أخرى».