جيهان السادات: مبارك كان يعاملنا كما لو كنا شعبا مغفلا

قالت في حوار تنشره «الشرق الأوسط»: المصريون لن يعاملوه بقسوة

TT

قطعت جيهان السادات فترة صمتها الطويلة. ومنذ الثورة التي اندلعت في مصر مع بداية عام 2011، كان هناك صوت واحد مفقود؛ إنه صوت جيهان السادات، أرملة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات. وكدأبها، كانت جيهان السادات دائما ما تتسم بالصراحة.

ومنذ اغتيال زوجها على يد متطرفين في عام 1981، أصبحت جيهان صوت العقل والسلام في منطقة الشرق الأوسط. وعملت جيهان السادات، التي كانت تعيش بين مصر والولايات المتحدة الأميركية، بجد واجتهاد من أجل الحفاظ على تركة زوجها؛ وهو نفس الزوج الذي استقل طائرته من القاهرة متجها إلى القدس وغيّر الشرق الأوسط للأبد.

وتقول جيهان إنها كانت تتابع الأحداث التي وقعت في بلادها أثناء الاضطرابات والثورة مثلما كانت تفعل دولتها. ولكن طوال هذه الفترة، بدت السادات متفائلة؛ حيث قالت: «نعم، أنا أشعر بالتفاؤل بعد كل ما حدث..».

* إذن كيف حالك؟ وكيف حال أسرتك؟

- أنا بخير.. ابني وبناتي الثلاث وأحفادي لا يزالون موجودين في مصر. ويشعرون بأنهم في وطنهم.

* يشعرون بأنهم في وطنهم بالقاهرة، هل هذا صحيح؟ وأنا أتفهم أن حسني مبارك أخذ منكم منزلكم بالإسكندرية.

- نعم، مبارك أخذ منزلنا الكائن في الإسكندرية. ولم يظهر قدرا كبيرا من الاحترام لزوجي الراحل.. ولكنني بقيت.

* هل شعرت بالمفاجأة إزاء الثورة التي وقعت في مصر؟

- ليس حقا. وكنا نعرف أن هناك شيئا مقبلا؛ حيث بقي مبارك في السلطة لمدة 30 عاما. وقد غير الدستور المصري لكي يمكِّن ابنه جمال من خلافته. وكان مبارك يعاملنا، نحن المصريين، كما لو كنا شعبا مغفلا، ولكننا كنا نعرف ما يحدث. والشيء الوحيد الذي شعرت بالمفاجأة لاكتشافه كان كمية الأموال الكبيرة التي سرقتها عائلة مبارك، وخصوصا جمال. وأنا أعرف أن سوزان مبارك كانت تقف وراءه بلا شك. وقد كانت تقف وراء كل شيء للتأكد من أن جمال سوف يصبح رئيس مصر المقبل.

* كيف تفسرين مقاومة مبارك للتنحي بعد كل ما حدث، وبدلا من مواجهة عقوبة السجن، كان يمكنه العيش في أي دولة الآن «ويستمتع بالتقاعد» إذا كان قد تنحى قبل أسابيع قليلة فقط؟

- لست أدري لماذا تصرف على هذا النحو؟! وكان يمكن لمبارك أن يستمتع بحياته الآن في أي دولة يختارها. وربما أصبح منعزلا جدا بعد 30 عاما في السلطة. وربما كان ابنه أو زوجته قد دفعاه لذلك! لا أدري. وهناك شيء واحد أود أن أخبرك به، ألا وهو أن الشعب المصري متحضر ولن يضع مبارك في السجن.

* أليس مريضا؟ كنت أعتقد أنه كان مصابا بالسرطان؟

- ليس مريضا لهذه الدرجة. والآن الأطباء المصريون يتولون علاجه. ومقارنة بسنه، يمكن القول إنه يتمتع بصحة جيدة جدا. ولكن صدقيني عندما أقول لك إن المصريين لن يعاملوه بقسوة.

* هل تقصدين أنهم لن يعاملوه مثلما عاملك أنتِ وأسرتك؟

- (ردت بتسامح) قد أكون أرملة، ولكنه أخذ بيتا مني, لم يحطمني. وعلى أي حال، فقد كان لدي منزل آخر في مصر.

* كيف ترين مستقبل مصر؟

- لا يعلم أي شخص المستقبل. ويحاول الجيش أن يبذل أقصى جهده.. وهم صارمون جدا ويحتاجون إلى التعامل مع المتطرفين. وأنت تعرفين أن هناك مجموعتين من المتطرفين، وهما المتطرفون الإسلاميون، من جهة، والمتطرفون الأقباط من جهة أخرى. وهم متطرفون بشكل متساو ويحتاجون إلى أن يتم التعامل معهم بصرامة.

* ولكن المشكلة الكبرى التي تواجه مصر الآن ليست مشكلة دينية، ولكنها تكمن في الاقتصاد البائس؟

- أتفق معك. إن الوضع الاقتصادي سيئ جدا، وأنا لا أدري لماذا أقول ذلك، ولكن منذ يوم 25 يناير، وأنا أشعر بالتفاؤل وأشعر بأن الأمور سوف تتحسن.

* هل ستشاركين في الانتخابات المقبلة بمصر، المزمع إجراؤها في شهر سبتمبر (أيلول)؟

- بالطبع، بعد ثلاثين عاما من الانتخابات المزيفة، سوف أكون موجودة هناك، وسوف أذهب لمصر قبل عدة أسابيع من ذلك التاريخ. إنه وقت تاريخي بالنسبة لمصر.. وبخصوص أحداث العنف، أنا لست خائفة؛ فقد تكون مصر غير مستقرة الآن، ولكننا سنتحول إلى بلد أفضل.