الناطق باسم حكومة هنية: تكريس قيادات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية يخل بالتوازن

قال لـ«الشرق الأوسط»: اختيار رئيس للوزراء من أبناء غزة يسهل تحركه عبر الحدود

طاهر النونو
TT

أكد طاهر النونو، الناطق باسم حكومة إسماعيل هنية المقالة، أن اجتماع القاهرة المقرر عقده الأسبوع المقبل بين حركتي فتح وحماس، سيبحث تسمية رئيس الوزراء لحكومة التوافق الوطني، والاتفاق على أسماء وزراء هذه الحكومة، بحسب ما تم التوافق عليه في ورقة المصالحة التي تدعو إلى تشكيل حكومة توافق وطني تضم كفاءات فلسطينية يُشهد لها بالشفافية والنزاهة.

وقال النونو في حوار مع «الشرق الأوسط»: «إننا متوافقون على توزيع السلطات بشكل متوازن بين غزة والضفة لأن تكريس قيادات السلطة بالرئيس والمجلس التشريعي والحكومة في الضفة الغربية يخل بالتوازن»، لافتا إلى أنه من المفترض أن يكون رئيس الوزراء من قطاع غزة، ليتحرك بسهولة عبر معبر رفح دون الاستئذان من الاحتلال الإسرائيلي أو الخضوع للإجراءات والتفتيش الإسرائيلي، كما هو الحال بالضفة الغربية المحتلة.

* متى سيتم تشكيل الحكومة؟

- اجتماع القاهرة المقرر عقده الأسبوع المقبل بين حركتي حماس وفتح سيبحث تسمية رئيس الوزراء لحكومة التوافق الوطني، والاتفاق على أسماء وزراء هذه الحكومة، بحسب ما تم التوافق عليه في ورقة المصالحة التي تدعو إلى تشكيل حكومة توافق وطني تضم كفاءات فلسطينية مشهودا لها بالشفافية والنزاهة.

* هل لكم شروط معينة لاختيار رئيس الحكومة؟

- ليس لنا شروط؛ فكل أعضاء الحكومة ورئيسها سيتم اختيارهم بالتوافق، لكن من المفترض أن يكون رئيس الوزراء من قطاع غزة، لأنه من الخطأ تكريس قيادات السلطة ممثلة بالرئيس و(المجلس) التشريعي والحكومة في الضفة الغربية.. (كما أنه من) الأهمية وجود رئيس الحكومة في غزة ليتحرك بسهولة عبر معبر رفح (مع حدود مصر) دون الاستئذان من الاحتلال الإسرائيلي، أو الخضوع للإجراءات والتفتيش الإسرائيلي، كما هو الحال بالضفة الغربية المحتلة.. أعتقد أن الأطراف متوافقة على توزيع السلطات بالتوازي بين غزة والضفة.

* متى ستبدأون في التجهيز لعملية الانتخابات؟

- جرى الاتفاق على أن يتم بعد عام. وستكون هناك اجتماعات سريعة ولجان تعالج كل القضايا المتخصصة ذات البعد المشترك؛ سواء الموضوع الأمني أو موضوع الانتخابات وموضوع تشكيل الحكومة الانتقالية.

* هل طلبتم من الجانب المصري إنشاء مكتب لحركة حماس بالقاهرة؟

- لم يتم مناقشة هذا الموضوع. نحن حريصون على علاقة استراتيجية ودائمة وقوية مع مصر. ونسعى لتعزيز هذه العلاقة في المستقبل القريب بإذن الله. وقد تحدثنا عن العلاقة الثنائية، لكن لم يتم الحديث عن موضوع المكتب. فقط بحثنا تطوير العلاقة ووضع أسس متينة لكي تتقدم إلى الأمام، وسيتم بحث هذا الأمر باستفاضة مستقبلا مع المسؤولين المصريين.

* هل لا يزال هناك معتقلون من حماس لدى مصر؟

- تم الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين، ومن بقي هم معتقلون فلسطينيون (...)، وسيتم دراسة هذه الملفات وأسباب الاعتقال كل حالة على حدة.

* هل ترون أن المقاومة كخيار لديكم ستكون معوقة لسلطة التوافق الوطني؟

- طالما هناك احتلال فهناك مقاومة، وهذا حق للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، ولكن لها أشكال وتوقيتات.. المقاومة تحتاج لأأن يكون إيقاعها مضبوطا حسب المصلحة الوطنية العليا التي تقرر كل حالة في حينها وآلية التعامل معها.. المقاومة، كحق، مكفولة.. أما أساليب وأشكال وآليات وتوقيتات الممارسات فتحتاج إلى أن تكون دائما في إطار المصلحة الوطنية العليا.

* كيف تنظرون للوعود المصرية بفتح معبر رفح؟

- نحن وعدنا خلال الفترة القريبة المقبلة بأن يكون هناك تغيير حقيقي على معبر رفح، وسننتظر حتى نرى هذا التغيير الذي ربما يكون قريبا وقريبا جدا، وفق ما وعدنا به.. وسيستمر العمل لكي يتطور بشكل يريح كل أطياف وفئات الشعب الفلسطيني.

* ماذا عن الإفراج عن الأموال التي تتعلق بحماس المحتجزة لدى الجانب المصري؟ وما قدر هذه الأموال؟

- هذه قضية تستحق البحث الثنائي بيننا وبين الأشقاء في مصر، وسيجري الحديث عنها خلال المرحلة المقبلة.. ولا يحضرني رقم عن إجمالي تلك الأموال حاليا، لكن سيتم الحديث بشكل مفصل مع القيادة المصرية حول هذه الأموال لا سيما أننا بتنا في مرحلة مصالحة.

* هناك ثوابت لدى حماس، لكن هل قبول الدولة الفلسطينية على الضفة الغربية وغزة مجرد تكتيك بالنسبة لكم أم موقف نهائي؟

- كان خطاب الأخ أبو الوليد (خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) أثناء احتفال المصالحة الأسبوع الماضي واضحا، وقال إننا قبلنا بإقامة دولة فلسطينية في حدود الرابع من يوليو (حزيران) 1967، وذلك دون التنازل عن أي من ثوابت الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن الثابت هو ثابت لا تنازل عنه، لكننا نقبل بالإجماع الفلسطيني حول إقامة هذه الدولة المستقلة وذات السيادة الكاملة..

* هل ترى أن هناك فرقا بين مصر قبل ثورة 25 يناير 2011 وما بعدها؟

- نترك هذا للتاريخ، لكي يقيم هذه التجربة.. نحن ما زلنا نعيش في هذا الواقع. أما تقييم المراحل فهو دور المؤرخين أما دور الساسة فهو صناعة التاريخ.

* لماذا هناك خلافات بالنسبة للتفاصيل بين فتح وحماس؟

- هذا طبيعي؛ فالفصائل ليست تنظيما واحدا، والمصالحة جاءت لحل الخلافات. لذلك المصالحة تحل هذه الخلافات.. اتفقنا على حلها وعلى أدق التفاصيل بالاتفاق، وبالتالي لم تعد هذه النقاط نقاط خلاف، وإنما تحولت إلى نقاط اتفاق عبر اتفاق المصالحة.

* ماذا عن إجراءات بناء الثقة والإفراج عن المعتقلين لدى سجون حماس وفتح من الجانبين؟ ومتى؟

- كل هذا ورد في اتفاق المصالحة. وأوجدنا له حلولا.. أما متى، فذلك يأتي فور التطبيق في اتفاق المصالحة ووفق الآلية التي وضعت على تشكيل لجنة مؤسسات حقوقية لوضع المعايير لمن هو المعتقل السياسي، وتطبق على كل معتقل، سواء كان في الضفة الغربية أو قطاع غزة، مع تأكيدنا أنه في قطاع غزة لا يوجد لدينا أي معتقل سياسي.

* ماذا عن الأجهزة الأمنية وكيفية تشكيلها؟

- تم تشكيل لجنة ذات طابع مهني ووطني لإعادة بناء وتشكيل الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية، وبالتالي ستضم الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية.

* بالنسبة للمرجعية الآيديولوجية لحماس، وهي الإسلامية، كيف تضمنون أن تتعايش مع آيديولوجيات الفصائل الأخرى؟

- لو لم يكن هناك اختلاف لما كان هناك هذا الاتفاق.. هذا الاتفاق ينظم العلاقة وعناصر الاختلاف فيما بيننا، ونتعامل على قاعدتنا فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.

* اللواء مراد موافي، مدير المخابرات المصري، أكد خلال الاحتفال بتوقيع المصالحة، أن مصر ستتابع الاتفاق أولا بأول.. كيف تنظرون لهذا الموقف؟ وهل له علاقة باللجنة المصرية التي ستزور الضفة وغزة لمتابعة الاتفاق؟

- سيكون هناك متابعة مصرية لتنفيذ الاتفاق وهذه نقطة إيجابية، وأحد الضمانات المهمة لتنفيذ اتفاق المصالحة، ونحن نرحب بهذه المتابعة للتطبيق، لضمان أن تطبق كل الأطراف هذا الاتفاق أولا بأول.

* لماذا المصالحة الآن؟

- تمت المصالحة الآن لتوفر الإرادة السياسية لكل الأطراف لتحقيق المصالحة، إضافة إلى أن المناخ السياسي المرافق مناخ سياسي إيجابي، ودعم هذه الإرادة السياسية نجح في تحقيق هذا العرس وهذه اللحظة التاريخية في هذا التوقيت.

* هناك من يقول إن حماس، وبسرعة شديدة، اتجهت للمصالحة مع فتح، وفسر ذلك بسبب الاضطرابات الشعبية في سوريا؛ هل هناك علاقة؟

- هناك من يربط إقدام حماس على المصالحة بتغير الوضع في مصر، وهناك من يربطها بتطورات الأوضاع في سوريا وما إلى ذلك. وليس الأمر هكذا، لكن الأمر كما قلت إنه توفرت الظروف والإرادة، فلا يمكن أن نقول إن عاملا ما هو الذي أدى للاتفاق، وإنما المصالحة تمت عندما توفرت الإرادة السياسية للجميع وتهيأت الظروف والمناخات السياسية، وكذلك لا نستطيع أن نقول إن حماس ذهبت إلى فتح، أو إن فتح ذهبت إلى حماس، ولكن نقول إن حماس وفتح ومصر ذهبوا جميعا إلى المصالحة.