ميدفيديف وزرداري يبحثان «الإرهاب».. وموسكو تبرر تصفية بن لادن

اتفاق تعاون روسي ـ باكستاني في مجالات الطاقة

TT

في توقيت مواكب لاحتدام العلاقات الباكستانية - الأميركية، شهدت موسكو أمس اللقاء الخامس للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف مع نظيره الباكستاني آصف علي زرداري، الذي تناول فيه الرئيسان قضايا التعاون في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والعمل من أجل دعم الاستقرار والسلام في جنوب ووسط آسيا إلى جانب قضايا العلاقات الثنائية. وتوصل الجانبان إلى اتفاق حول التعاون في مجالات الطاقة والنفط والموارد الطبيعية والنقل والزراعة إلى جانب تناول قضية تصفية الأجهزة الأميركية الخاصة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان من منظور مشروعية ما قامت به واشنطن على الأراضي الباكستانية.

ومن المعروف أن الرئيسين سبق والتقيا في يونيو (حزيران) 2010 على هامش اجتماع قمة رؤساء منظومة شنغهاي التي تشغل فيها باكستان وضعية العضو المراقب، إلى جانب لقاءاتهما المشتركة مع رؤساء المجموعة الرباعية التي ضمت أيضا رئيسي أفغانستان وطاجيكستان. وكان مراقبون في موسكو أشاروا إلى اهتمام الكرملين بتطوير علاقاته مع إسلام آباد بسبب استمرار توتر الأوضاع في المنطقة في وقت لا يزال الغموض يكتنف فيه الكثير من جوانب استراتيجية الولايات المتحدة هناك ومدى قدرة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي على إدارة الأمور في بلاده من دون دعم واشنطن في حال رحيل قواتها وحلف شمال الأطلسي عن بلاده.

وأشار فيدور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة «روسيا في السياسة العالمية» إلى مخاوف موسكو من وجود عسكري دائم في المنطقة في الوقت الذي تعمل فيه موسكو على التوصل مع الصين والهند وإيران إلى حل إقليمي دائم، ربما من خلال رفع مستوى مشاركة بلدان منظمة شنغهاي في المنطقة.

ويتوقع مراقبون احتمالات إلغاء الحظر المفروض على رفع مستوى الأعضاء المراقبين إلى أعضاء دائمين في منظمة شنغهاي خلال القمة المرتقبة للمنظمة في الأستانة في يونيو المقبل، ما يعني أن باكستان والهند ستكونان من البلدان الأوفر حظا للانضمام إلى عضوية المنظمة وإرجاء مسألة النظر في طلب انضمام إيران بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وكان سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية استبق مباحثات الرئيسين الروسي والباكستاني بتصريحات أدلى بها إلى صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس»، قال فيها إن القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي في أعقاب أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2011 اعترف بحق الولايات المتحدة في الدفاع عن نفسها بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. وقال إن عملية تصفية بن لادن تستند إلى أساس قانوني يتمثل في حق الدفاع عن النفس، مؤكدا حقيقة وقوف بن لادن وراء تفجيرات 11 سبتمبر وغيرها من الأعمال الإرهابية في أرجاء متفرقة من العالم بما فيها روسيا. وأشار الرئيس ميدفيديف في اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي إلى أن تصفية بن لادن ترتبط على نحو مباشر بأمن روسيا التي طالما أوفد إليها مبعوثيه. وقال في تلميح يرقى إلى حد التصريح: «إن هناك من الأحداث التي تجري في الخارج ما يرتبط بصورة مباشرة بمصالح روسيا وما يجري فيها من أحداث»، مؤكدا في نفس الوقت أن «تصفية الإرهابيين مثل أسامة بن لادن تؤثر بشكل مباشر على مستوى الأمن في الأراضي الروسية».