أميركا ترسل معلومات استخلصتها من مخبأ بن لادن إلى حكومات أجنبية

سيناتور اطلع على صور زعيم «القاعدة»: بشعة لكنها لا تدع مجالا للشك بأنه قتل فعلا

TT

قال مسؤولون أميركيون وغربيون في مجال مكافحة الإرهاب إن الولايات المتحدة أرسلت معلومات استخباراتية استخلصتها من مواد موجودة في مخبأ أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في باكستان إلى عدة حكومات أجنبية. ومن بين المواد التي يجري فحصها بدقة ما وصفه مسؤول أميركي بأنه «كتيب بخط اليد» يعتقد خبراء أميركيون أن بن لادن كتبه. ووصف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه الكتيب بأنه «دفتر أفكار» يعرض فيه بن لادن تأملاته حول التكتيكات والأهداف المحتملة لهجمات «القاعدة» في المستقبل.

وأوضح مسؤولون أن الولايات المتحدة والحكومات التي اطلعت على البيانات لم تعثر على أي دليل لمخططات محددة وشيكة ضد أهداف أميركية أو غربية، لكن مسؤولا غربيا على دراية بالبيانات طلب عدم ذكر اسمه قال إنه نتيجة للمعلومات التي عثر عليها في مخبأ بن لادن فإنه قد تجري «بعض التعديلات» في الترتيبات الأمنية للدول التي حصلت على البيانات.

وأحجم مسؤولو مكافحة الإرهاب عن تحديد الحكومات الأجنبية التي أرسلت إليها تحليلات استندت إلى العدد الكبير من أجهزة الكومبيوتر ووسائط التخزين وغيرها من المعدات التي صادرتها قوات تابعة للبحرية الأميركية في إطار عملية قتل بن لادن في الثاني من مايو (أيار) الحالي، لكن وكالة «رويترز» نقلت عن المسؤولين قولهم إن من المعتقد أن هذه الدول تشمل أكثر من دولة في غرب أوروبا.

وأوضح مسؤولون أميركيون وغربيون آخرون مطلعون على البيانات أن المعلومات ما زالت في صورتها الأولية وستحتاج إلى المزيد من التحليل قبل أن تتم الاستفادة منها بشكل كامل. وتعزز أحدث التحليلات لهذه البيانات تقديرات قديمة لمسؤولين أميركيين بأن مخبأ بن لادن في أبوت آباد والذي كان قريبا من الأكاديمية العسكرية الباكستانية كان موقع قيادة لـ«القاعدة» وأن بن لادن ظل جزءا من نشاطات «القاعدة» ولم يكن مجرد زعيم كبير للتنظيم.

في غضون ذلك، ذكر عضو في مجلس الشيوخ الأميركي أنه اطلع على صور لابن لادن بعد مقتله و«هي لا تدع مجالا للشك بأنه قتل بالفعل». وقال السيناتور الجمهوري جيمس انهوف لشبكة «سي إن إن» الإخبارية: «لا شك في هذا على الإطلاق. كثيرون يقولون: (أريد أن أرى الصور)، لكنني رأيتها بالفعل. إنه هو. لقد رحل. أصبح تاريخا». وأضاف انهوف أنه اطلع على 15 صورة التقطت تسع منها في موقع ابوت آباد وثلاث التقطت في حاملة الطائرات «فينسون» التي تم تجهيز جثة بن لادن للدفن على متنها قبل إلقائها في البحر وثلاث صور أقدم للمقارنة والتحقق من هويته. وقال انهوف في مقابلة منفصلة مع شبكة «فوكس نيوز»: «إنها بشعة بالطبع لأنها التقطت بعد الواقعة مباشرة».

ووصف انهوف بعض الصور التي تظهر خروج أجزاء من المخ من تجويف إحدى عينيه. لكن السيناتور الذي يؤيد نشر الصور قال إنه لم يغير رأيه بعد مشاهدتها. وقال انهوف إنه يعتقد أنه يجب نشر صورتين على الأقل من التي التقطت على متن حاملة الطائرات «فينسون» وتظهر الجثة أثناء غسلها لأن من السهل تمييز بن لادن فيها. وأضاف: «أنا لا أوافق على مفهوم البيت الأبيض بأنه يجب أن لا نفعل هذا لأنه قد يغضب الإرهابيين».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر عدم نشر صور بن لادن بعد مقتله خشية أن يثير ذلك أعمال عنف ويستغله تنظيم القاعدة كأداة للدعاية. واقترحت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) يوم الثلاثاء أن تعرض الصور على أعضاء بلجنتي القوات المسلحة والمخابرات في مجلسي النواب والشيوخ. وكان انهوف أول عضو في مجلس الشيوخ يقبل عرض الوكالة. وقال انهوف: «أردت أن أفعل هذا حتى أستطيع أن أقول نعم لقد رأيتها ولتهدئة أية مخاوف من أنه ربما لم يقتل». واستطرد قائلا «لقد مات. رحل».