ناجون من زلزال إسبانيا: لم نتوقع هزة بهذه القوة هنا

جهود لإسعاف آلاف المشردين.. والحزبان الرئيسيان يعلقان حملتهما الانتخابية

سكان يصطفون للحصول على الغذاء بمدينة لوركا الجنوبية أمس (إ.ب.أ)
TT

كثفت السلطات الإسبانية مساعيها لتقديم المساعدة لآلاف المشردين الذين نجوا من زلزالين ضربا مدينة لوركا، أول من أمس، جنوب شرقي إسبانيا الغني بالآثار التاريخية، وخلفا 10 قتلى على الأقل.

وناشد رئيس بلدية لوركا فرانثيسكو خودار المواطنين التبرع بما يستطيعون من الماء والغذاء والبطانيات من أجل توزيعها على من يحتاجونها. وطالب في الوقت نفسه السكان بالمحافظة على الهدوء، وأن يكون في علمهم بأن جميع المؤسسات الأمنية والطبية تعمل بكامل طاقتها.

وأعلن الصليب الأحمر أن نحو 15 ألف شخص شردوا من منازلهم إثر الزلزالين (الأول كانت قوته 4.4 ثم تبعه آخر بعد ثوان بقوة 5.2)، اللذين خلفا 10 قتلى، (أربع نساء وخمسة رجال) ونحو 130 جريحا. وتضرر نحو 20 ألف مبنى يعود بعضها إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر في هذه المدينة التي يبلغ تعدادها 92 ألف و700 ساكن والواقعة في منطقة معرضة للزلازل يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي سنة. وقال عمدتها فرانثيسكو خودار إن 80 في المائة من مبانيها تضررت من الزلزالين.

وتحسبا لهزات ارتدادية جديدة لم يتجرأ الكثير من السكان على العودة إلى منازلهم التي تصدعت جدرانها. وقال فرانثيسكو أرنانديث (47 سنة) العاطل عن عمل «لم يكن أحد يتوقع زلزالا بهذه القوة هنا»، مؤكدا «والآن نخاف أن يتجدد ذلك». وأسقط الزلزالان واجهات منازل قديمة وحتى ناقوس كنيسة سان دييغو الذي يعود إلى القرن السابع عشر والواقع وسط الحطام.

وأعلن رئيس الحكومة خوسيه لويس رودريغث ثاباتيرو الذي سيزور لوركا اليوم (الجمعة) أن الحكومة نشرت 800 عسكري وشرطي لتنظيم الإسعاف. وأوضح أنه تم إرسال 370 خيمة من خيام الجيش و140 سيارة عسكرية ومستشفى ميداني، مشددا على أن الأضرار التي تعرضت لها المباني وشبكة المياه «جسيمة». وأعلن وزير الداخلية ألفريدو بيريث روبلكابا الذي توجه إلى لوركا، أنه سيتم إيواء 3500 شخص في المنشآت الطارئة. وفي حالة استثنائية علق المعسكران الخصمان، الاشتراكي والمحافظ حملتهما للانتخابات الإقليمية المقررة في 22 مايو (أيار) الحالي.

ولا يتوقع أن تتفاقم الحصيلة حيث إنه لم يشر إلى اختفاء أي شخص، لا سيما أن المسعفين ظلوا أمس يعملون على إزالة الحطام الذي يسد الشوارع. وبعد ذلك يفترض أن يقدر خبراء مدى الخسائر وأن يضعوا ملصقات حمراء أو خضراء على أبواب المنازل حسب درجة خطورتها.

وتحدد مركز الهزة قرب لوركا على نحو سبعين كلم جنوب غربي مورسيا على صفيحة شرخ كبيرة تمر بالهاما ومورسيا في إحدى مناطق شبه الجزيرة الأيبيرية الأكثر عرضة إلى خطر الزلازل. وحذر رئيس مركز خبراء الجيولوجيا الإسباني لويس سوارث في 28 فبراير (شباط) الماضي من أن زلزالا مدمرا قد يحصل في مستقبل غير بعيد في المنطقة.

ويعلم بعض سكان لوركا أنهم يعيشون في منطقة تخضع لمخاطر زلزالية دون أن يصدقوا ذلك. وقال الممرض بيبي توماس (56 سنة) الذي قضى كامل حياته هنا «نحن نعلم أننا نعيش قرب شرخ زلزالي لكننا لم نكن نظن أن ذلك سيحصل لنا». ويعتبر الزلزال الذي شعر به سكان كل جنوب إسبانيا الأعنف منذ الذي وقع عام 1956 وأسفر عن مقتل 11 شخصا وإصابة أكثر من سبعين بجروح في منطقة غرناطة بالأندلس.