كاميرون يدعو المعارضة الليبية إلى فتح مكتب لها في لندن

قادة عسكريون: المهمة في ليبيا ستصعب على بريطانيا إذا زادت على 6 أشهر

TT

أعلن مصطفى عبد الجليل، زعيم المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا، أمس، أن المعارضين يحتاجون إلى مزيد من الأسلحة تساعدهم في القتال ضد قوات العقيد معمر القذافي، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز».

وقال عبد الجليل، في مؤتمر صحافي أثناء زيارة للندن، إن العقيد القذافي لديه أسلحة ثقيلة، وإنهم يحتاجون إلى أسلحة خفيفة ليست متكافئة مع ما لدى القذافي، لكن ربما بالشجاعة التي يتحلى بها الشعب الليبي، سيكون هناك نوع من التوازن.

وأضاف أن المعارضين بحاجة إلى بعض الأسلحة الفتاكة. وعرضت الحكومة البريطانية أسلحة غير فتاكة مثل معدات الرؤية الليلية والسترات الواقية من الرصاص.

وأوضح عبد الجليل أن القذافي «هدف مشروع» للحلف الأطلسي، الذي يشن ضربات. وقال: «القذافي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. هو الذي يشجع الجميع على القتال. لذا فإننا نرى من المبرر أن يكون هدفا مشروعا» للحلف الأطلسي.

وقطعت بريطانيا أمس خطوة إضافية في دعمها للمعارضة الليبية من خلال «دعوتها» لفتح مكتب دائم في لندن هو الأول في أوروبا، وذلك بعد لقاء بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ورئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، مصطفى عبد الجليل، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلن كاميرون بعد لقاء غير مسبوق أمس بلندن مع عبد الجليل أن بريطانيا التي تشارك في الضربات الجوية ضد ليبيا التي يقودها الحلف الأطلسي، «تدعو» المجلس الانتقالي «إلى فتح مكتب رسمي هنا في لندن».

وتأتي هذه البادرة الشديدة الرمزية ضمن سلسلة إجراءات عرضت أمس وتهدف إلى دعم المجلس الانتقالي الإدارة السياسية للمعارضين الذين يقاتلون نظام القذافي.

وستعزز لندن التي لم تعد تملك منذ نهاية مارس (آذار) الماضي، بعثة دبلوماسية في طرابلس، حضورها الدبلوماسي في بنغازي، حيث سترسل دبلوماسيا رفيع المستوى.

وستقوم بـ«تزويد شرطة بنغازي بتجهيزات بقيمة عدة ملايين من الجنيه الإسترليني»، على شكل تجهيزات حماية إضافة إلى المشاركة في بث إذاعة مستقلة في هذه المدينة.

وقال كاميرون مخاطبا عبد الجليل الذي كان بجانبه، إن الإجراءات التي أعلنتها لندن «تدل على عزمنا الواضح جدا للعمل معكم ومع زملائكم لضمان أن يكون لليبيا مستقبل آمن ومستقر خال من غطرسة نظام القذافي».

واعترفت بريطانيا بالمجلس الانتقالي باعتباره «المخاطب السياسي الشرعي». واعتبر كاميرون أن المجلس الانتقالي «يمثل مستقبل ليبيا بينما القذافي يمثل الماضي»، مؤكدا أن المجلس «يزداد قوة» تدريجيا، في إشارة إلى سيطرة معارضي القذافي، الأربعاء، على مطار مصراتة بعد أكثر من شهرين من المعارك.

وأوضح متحدث باسم الخارجية البريطانية لوكالة الصحافة الفرنسية أن مكتب المجلس الانتقالي الليبي في لندن لن يكون له وضع «البعثة الدبلوماسية»، معتبرا أن البادرة تأتي لـ«تحسين الاتصال» بين الجانبين.

وأضاف المتحدث أن أعضاء المكتب لن تكون لهم حصانة دبلوماسية لكنهم سيحصلون على إجراءات «إدارية بسيطة» مثل الحصول على أماكن وقوف لسياراتهم. وبالتوازي مع ذلك ستبقى السفارة الليبية في لندن مفتوحة لكنها محرومة من السفير الذي طرد في بداية مايو (أيار) الحالي، كما أن الكثير من دبلوماسييها استقالوا من مهامهم.

وأعرب عبد الجليل عن ارتياحه لما أعلنته الحكومة البريطانية، مؤكدا أن لندن «لن تندم على هذا الموقف». وأضاف: «إننا أتينا إلى هذا البلد للتعبير عن شكرنا وامتناننا للشعب البريطاني وحكومته لانضباطهما وموقفهما الأخلاقي ولتأكيد صحة خيار الشعب البريطاني».

وسيلتقي عبد الجليل أثناء زيارته لبريطانيا، التي لم تعرف مدتها، المسؤول الثاني في الحكومة البريطانية نيك كليغ، ووزراء: الخارجية، ويليام هيغ، والميزانية جورج أوزبورن، والمساعدة على التنمية أندرو ميتشل.

وتأتي زيارة عبد الجليل للندن بعد جولة شملت فرنسا وإيطاليا البلدين الآخرين اللذين يدعمان بقوة المجلس الانتقالي، وأرسلا على غرار بريطانيا، عددا من المستشارين العسكريين لمساعدة المعارضين.

إلى ذلك، قال قادة عسكريون بريطانيون إن تمديد حملة القصف الجوي على ليبيا لأكثر من 6 أشهر سيمثل ضغوطا على القوات المسلحة البريطانية المثقلة بعمليات متزامنة في ليبيا وأفغانستان.

وفي شهادة قادة الدفاع أمام لجنة برلمانية أول من أمس قالوا إن حاملة الطائرات وطائرات المراقبة التي تم الاستغناء عنها في إطار خفض نفقات الدفاع كانت ستنفع في الحملة الجوية في ليبيا، وفق «رويترز».

وأحرجت وجهة نظر قادة الدفاع الحكومة الائتلافية البريطانية التي تشكلت قبل عام والتي أمرت بمشاركة القوات البريطانية في قصف ليبيا بعد أشهر معدودة من قرارها خفض الإنفاق على الدفاع بنسبة 8 في المائة خلال أربع سنوات في إطار سعيها للسيطرة على عجز الميزانية.

وتقوم الطائرات وسفن البحرية البريطانية بدور قيادي في قصف قوات القذافي. كما يقاتل نحو 10 آلاف جندي بريطاني في الحرب ضد طالبان في أفغانستان. والقوات البريطانية هي ثاني أكبر قوة مشاركة في الحرب الأفغانية بعد قوات الولايات المتحدة.

وقال ستيفن دالتون قائد السلاح الجوي للجنة الدفاع في البرلمان البريطاني «هناك أوقات في العملية تكون فيها القدرات مضغوطة بدرجة يصعب جدا معها قيامنا بأي شيء آخر».

وسئل قائد البحرية الأميرال مارك ستانهوب عن تأثير تمديد العملية في ليبيا على القوات البريطانية، ربما لأغراض إنسانية، فقال إن البحرية يمكنها تنفيذ عملية نشر تستمر 6 أشهر. وقال إنه سيصعب توفير عدد السفن المطلوب لتنفيذ العملية في ليبيا وفي الوقت نفسه الحفاظ على الالتزامات الأخرى في الخارج.

بينما قال الجنرال بيتر وول، قائد الجيش البريطاني إن الجيش «يضع الأفراد وعلاقاتهم بأسرهم تحت ضغط هائل».

وفي برلين، تعتزم وزارة الخارجية الألمانية قريبا فتح مكتب اتصال لها بمدينة بنغازي. وأعلنت الوزارة أمس أن الهدف من ذلك هو إقامة اتصال دائم مع مجلس الانتقال الوطني ودعم المواطنين شرق البلاد.

من المقرر أن يتولى إدارة المكتب دبلوماسي محنك، ومن المنتظر أن يتم خلال الأيام المقبلة إيضاح الأمور العملية لافتتاح المكتب.

تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا قدمت لليبيا حتى الآن مساعدات إنسانية بقيمة 7 ملايين يورو.