السلطات المصرية تتعهد بعلاج مائتين من «المصابين المنسيين» بالإسكندرية

شاركوا في ثورة 25 يناير.. والجدل السياسي أسقطهم من حساباته

TT

وسط انشغال نشطاء سياسيين بمدينة الإسكندرية الواقعة شمال غربي القاهرة بالبحث عن مستقبل لبلادهم، بعد ثلاثة أشهر من تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، كشفت مصادر حقوقية وأهلية عن ارتفاع عدد مصابي المدينة في الاحتجاجات المليونية التي أطاحت بحكم مبارك، فيما أصبح يعرف بثورة 25 يناير.

وبلغ عدد القتلى في تلك الاحتجاجات 846، بينهم نحو 30 شرطيا، إضافة إلى أكثر من 6 آلاف مصاب، وكان نصيب مدينة الإسكندرية 83 قتيلا، لكن عدد المصابين بالمدينة، وبعد أن كان يدور حول رقم 76 مصابا فقط، تمكن فريق بحث متطوع من الوصول إلى مائتي مصاب جديد لم يكن أحد يعرف عنهم شيئا، منذ تخلي مبارك عن الحكم يوم 11 فبراير (شباط) الماضي.

تقول أميمة البكري، وهي ناشطة في العمل الاجتماعي والخيري: «اكتشفنا أن عدد المصابين 276، ويعانون من الإهمال.. الكل مشغول عنهم، على الرغم من أنهم كانوا وقودا للثورة التي غيرت مصر»، بينما يوضح قريب لأحد المصابين: «كنا نشتري الأدوية على نفقتنا لعلاج أبنائنا من خارج المستشفيات لأن الأطباء كانوا يقولون لنا إنه لا توجد أدوية في المستشفى.. ربما كان عدد المصابين أكبر من إمكانيات هذه المستشفيات وربما كان الإهمال والترهل في الجهاز الحكومي، الذي وصل إلى ذروته قبل ثورة 25 يناير، هو السبب.. وربما كان خليطا من السببين».

وفي اللقاء بين الأطياف السياسية والحزبية بالإسكندرية مع أعضاء بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير البلاد من بعد مبارك، كانت هناك مجموعة صغيرة من الشباب تجلس في ركن قاعة اللقاء المخصصة لمناقشة الأوضاع السياسية، لكن هدف هذه المجموعة من الشباب كان إلقاء الضوء على حالة مصابي الثورة بالمدينة، بعد اكتشاف العدد الجديد الذي لم يكن في الحسبان.

وعن أصعب الحالات التي تضمنتها الكشوف الجديدة للمصابين، توضح أميمة قائلة: «كل الحالات جد خطيرة وصعبة.. شاب يدعى أحمد زكي إبراهيم عمره 26 عاما مصاب بـ39 طلقة نارية ومطاطية في جميع أنحاء جسده أثناء المظاهرات، وأصبح يعاني من شلل نصفي»، مشيرة إلى وجود نماذج من المصابين هي التي تبعث الأمل في أن العلاج الحديث سوف يكون كفيلا بشفائهم. وتضيف أميمة أن رجال أعمال مصريين سارعوا لنقل بعض المصابين بإصابات خطيرة إلى الخارج لعلاجهم.

وبالإضافة إلى احتياجهم لعلاج متطور، تلفت أميمة الانتباه إلى أن معظم مصابي الثورة يواجهون مشكلة أخرى، هي فقدهم لمورد رزقهم، حيث كان غالبيتهم يعمل أعمالا غير ثابتة وغير مؤمن عليهم.. بعضهم باعة جائلون وآخرون يعملون على سيارات أجرة، وتزيد موضحة: «مصابهم مزدوج؛ في صحتهم وأعمالهم».

وتتمنى أميمة أن تتوفر الإمكانيات لإنشاء كيان بالتعاون مع ائتلاف شباب الثورة بالإسكندرية لرعاية شؤون المصابين وأسرهم، وعمل مشاريع صغيرة لهم لتعويضهم عما فقدوه.

ويضيف أحمد عراقي، عضو المجلس التنفيذي لائتلاف الثورة بالإسكندرية، إن إصابات هؤلاء الشباب خطيرة.. «معظم الإصابات عبارة عن طلقات نارية في أعين المصابين بشكل مباشر»، مشيرا إلى أن «قلة الإمكانات في توفير العلاج والأجهزة الطبية، ظلت عائقا أمام نجدة المصابين وإنقاذهم». ومن جانبه، أبدى أعضاء المجلس العسكري في هذا اللقاء مع الناشطين بالإسكندرية تجاوبا كبيرا في الاستعداد لعلاج المصابين جميعا على نفقة الدولة.