عبد الحليم خدام: بشار الأسد لا يتعلم من تجارب سابقيه من الرؤساء

قال: الشعارات التي تقول إن سوريا من دول الممانعة لذا تدفع ثمن موقفها.. شعارات كاذبة لا يصدقها أحد

TT

قال النائب السابق للرئيس السوري، عبد الحليم خدام، إن النظام السوري الذي يقوده الرئيس بشار الأسد في طريقه إلى الزوال، مشيرا إلى أن «النظام الذي يستخدم الجيش لقمع مواطنيه بدباباته ومدفعيته، ويحصد أكثر من ألفي قتيل وبضعة آلاف جريح.. ويعتقل المواطنين ويروع المدن والأرياف هو نظام لا يمكن أن يستمر، وهو ساقط لا محالة، ولكن كيفية السقوط ترتبط بتطور الأحداث، ولا شك، فإن الشعب السوري مصمم على محاسبة بشار الأسد وجميع المتورطين معه».

ونفى خدام في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية، وجود انشقاقات داخل الأسرة الحاكمة في سوريا، مشددا على أن بشار الأسد لا يزال يعد «الرجل الأقوى» بالعائلة ودائرة الحكم. وقال: «عائلة الأسد تضم شخصين يرجع القرار لهما.. هما بشار وماهر الأسد.. أما الآخرون فهم مساندون ومنفذون، ولكن لم يعد مقبولا الحديث عن أي احتمال لاستمرار عائلة الأسد في الحكم واستمرار نظام شمولي».

وحول قدرة النظام السوري على الصمود في ظل أن المظاهرات لم تصل إلى حدتها، قال خدام: «بعد أن تولى الرئيس السابق حافظ الأسد السلطة، أعاد بناء القوات المسلحة وأجهزة الأمن، وفتح أبواب الكليات العسكرية والأمنية أمام غالبية من الطلاب العلويين وقلة صغيرة من بقية السوريين، لأنه كان يعتبر أن الجيش والأمن هما الحاميان للنظام، وبالتالي أصبح الجيش وأجهزة الأمن الأداتين الرئيسيتين للإمساك بالسلطة، أما القول إن المظاهرات ليست على نفس الوتيرة والحدة في كل المحافظات السورية فهذا أمر غير دقيق.. صحيح أن هناك في بعض المناطق أناسا لم يشاركوا؛ ليس لأنهم مع النظام، وإنما يخشون القمع الدموي الذي يمارسه النظام».

ولدى سؤاله عما إذا كان بشار الأسد تعلم من تجارب سابقيه من الرؤساء، خاصة وهو الأقرب سنا من مفاهيم الشباب صناع الثورات، أجاب خدام: «بشار الأسد ديكتاتور مغرور غير قادر على التعلم، فهو يعتبر نفسه سيد العلم والمعرفة، وغرس المنافقون من حوله في نفسه مقولة إن الشعب يحبه وهو غير قادر بحكم غروره وطبيعة تكوينه النفسي على التمييز بين الخطأ والصواب».

وأضاف: «صغر سنه لا يعني اقترابه من الحداثة والإصلاح، فهو تربى في بيت يعتبر والده مالكا لسوريا، وأن سوريا مزرعة له، وأن والده لا يخطئ، وأن ما يقول والده هو الحق وهكذا تقمص شخصية والده.. وبشار الأسد بالفعل قام بأسوأ مما قام به أبوه في درعا وداريا وسقبا والمعضمية ودوما ودمشق وحرستا والزبداني وحمص وجبلة واللاذقية وبانياس ودير الزور وحماة.. ولدينا مثل شعبي يقول: (الولد سر أبيه)».

ورفض خدام المقولات التي تردد أن سوريا من دول الممانعة، ولذا فهي الآن تدفع ثمن موقفها الداعم لتيار المقاومة عبر استهداف أمنها القومي، مشددا على أن «موضوع الممانعة والصمود واحتضان المقاومة، كما قلت، كلها شعارات كاذبة لا يصدقها أحد.. الدولة الصامدة لا تحرم شعبها من الحرية ولا تضطهدهم ولا تنهب مواردهم ولا تظلمهم، وكيف لدولة أن تصمد وشعبها سجين محروم من أبسط متطلبات الحياة، والأسرة الحاكمة تنهب أمواله؟! أما عن محاولات استهداف سوريا.. فسوريا نعم مستهدفة، ليس من الخارج ولكنها مستهدفة من النظام الذي يستبد بأبنائها، وذريعة المؤامرة الخارجية ذريعة كاذبة ولم يصدقها أحد من السوريين». وفي معرض رده على سؤال بشأن مدى تأييد السوريين لضربة عسكرية من قبل الغرب ضد النظام في بلادهم علي غرار الوضع في ليبيا، أجاب خدام: «من السابق لأوانه الحديث عن الضربة العسكرية.. وحتى الآن لم يصل المجتمع الدولي إلى مرحلة فرض العقوبات الجدية على النظام السوري.. وإذا أردت أن تعرف المعيار الحقيقي، تصور أنت شعبا يقتل أبناءه من قبل الجيش الذي يفترض أن يحميه؛ ماذا يمكن أن يطلب؟ وماذا يمكن أن يقول لهذا الأمر أو ذاك؟». وتابع: «الثوار في ليبيا لم يطلبوا دعم المجتمع الدولي إلا عندما أدركوا أن عدم تحقق ذلك سيعني سحقا لليبيين.. وطلبوا بكل وضوح.. وهذا لا يعني تبعية للغرب أو للشرق ولا يعني الدعوة للانضمام إلى مناطق النفوذ.. من حيث المبدأ لا يرغب السوريون في تدخل عسكري خارجي، لكن من وجهة نظري، النظام في سوريا ليس نظاما وطنيا، وقد فقد شرعيته، وهو الآن يشكل قوة احتلال تسانده دولة أجنبية اسمها إيران، ومن حق السوريين إذا فشل المجتمع الدولي بأخذ قرار بعقوبات شديدة ضد النظام وبشار الأسد.. عندئذٍ كل الاحتمالات تصبح مشروعة».