أردوغان: من المبكر جدا القول ما إذا كان على الأسد الرحيل

مظاهرة ضد نظام الرئيس بشار أمام القنصلية السورية في اسطنبول

TT

اعتبرت تركيا أنه «من المبكر جدا» القول ما إذا كان على الرئيس السوري بشار الأسد الرحيل، محتفظة بحذرها الكبير حيال جارتها السورية منذ اندلاع حركة احتجاجات غير مسبوقة في هذا البلد.

وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة بثتها قناة «بلومبرغ» الأميركية أن تركيا نصحت بإجراء إصلاحات في سوريا قبل اندلاع الاحتجاجات في البلاد، واصفا الرئيس الأسد بأنه «صديق». وقال «لقد تأخر (في الإصلاحات). آمل أن يتخذ بسرعة تدابير مماثلة ويتحد مع شعبه لأنني في كل مرة أزور سوريا أشهد على العاطفة الشعبية الكبيرة تجاه بشار الأسد».

وردا على سؤال عما إذا كان على الأسد مغادرة السلطة، أجاب أردوغان «من المبكر جدا اليوم اتخاذ قرار لأن القرار النهائي سيتخذه الشعب السوري.. يجب الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها». وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أنه أجرى العام الماضي «محادثات مطولة» مع الأسد في شأن ضرورة رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتغيير النظام الانتخابي والسماح بالتعددية الحزبية.

وأضاف أردوغان «حتى أنني قلت له عند الحاجة، أرسلوا لنا أناسا من عندكم وسنريهم كيفية تنظيم حزب سياسي وكيف يتم التواصل مع الشعب». وتابع «كنا متفقين على هذا الموضوع، إلا أن الأمور تفلتت وتأثير الدومينو (التفاعل التسلسلي للثورات العربية) بلغ سوريا أيضا».

وكانت العلاقات التركية - السورية دخلت منعطفا جديدا، مع الحملة العنيفة التي شنتها الصحافة السورية ضد تركيا لأول مرة منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا والموقف التركي المنتقد لـ«بطء» الرئيس السوري بشار الأسد في الإصلاح.

وقالت مصادر تركية بارزة لـ«الشرق الأوسط» إن أردوغان والقيادة التركية ينطلقون في مواقفهم من موقع الأخ الناصح لا الواعظ المتشاوف»، مضيفة أن «سوريا هي بوابة تركيا إلى العالم العربي والمنطقة، واستقرارها مهم جدا بالنسبة إلينا». لكن المصادر نفسها أبدت الاستياء البالغ من «استمرار سفك الدماء والعنف المفرط».

وتعتبر تركيا أن نظامها السياسي الذي يشيد به البعض بوصفه مزيجا ناجحا بين الديمقراطية والإسلام، مع حزب حاكم منبثق من الحركة الإسلامية، قد يشكل «مصدر وحي» للأنظمة العربية المهددة في الوقت الحاضر. وتقيم تركيا منذ عدة سنوات روابط وثيقة مع سوريا منذ انتهاء حالة التوتر في العلاقات بين البلدين.

إلى ذلك، تظاهر نحو 200 شخص، أمس، ضد الرئيس السوري بشار الأسد وقمع المظاهرات في سوريا، أمام القنصلية السورية في اسطنبول. وقالت المعارضة إن المتظاهرين رددوا «الأسد، اخرج من سوريا» و«لن ننسى حماه ودرعا»، وهما المدينتان السوريتان اللتان قتل فيهما عدد كبير من المتظاهرين برصاص قوات الأمن.