استقالة ميتشل كمبعوث للشرق الأوسطوأوباما يلقي خطابه الخميس

مصدر بالخارجية لـ«الشرق الأوسط»: مكتبه لا يزال يعمل.. ومشاورات حول خليفته

TT

أعلن المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، أمس، أنه ينوي الاستقالة من منصبه قبل أسبوع من لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن. ويأتي هذا الإعلان المفاجئ في وقت حرج بالنسبة للسياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، حيث يستعد أوباما لأسبوع حافل بالمواعيد المتعلقة بالمنطقة، من استقباله للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، إلى إلقائه خطابا حول التطورات في الشرق الأوسط يوم الخميس، بالإضافة إلى الاجتماع مع نتنياهو يوم الجمعة.

وبعد مرور أكثر من عامين على تعيين أوباما، ميتشل في منصب المبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط، استقال السيناتور السابق أمس بعد غياب عن الأضواء لأسابيع عدة. وكانت وكالة «أسوشييتد برس» أول من سرب الخبر، مما اضطر البيت الأبيض إلى تأكيده قبل أن يعلن أوباما في بيان رسمي قبوله الاستقالة. وأكدت مصادر أميركية مطلعة على عمل ميتشل أنه شعر بخيبة أمل من تعثر جهود السلام، خاصة بعد تخلي إدارة أوباما عن مطالبها بشأن وقف إسرائيل النشاط الاستيطاني غير القانوني في خريف العام الماضي. وأكد مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أن طاقم موظفي مكتب ميتشل ما زالوا يعملون، ولا توجد خطط لإلغاء منصب المبعوث الأميركي الخاص للسلام. وبينما هناك مشاورات أميركية داخلية عن هوية المبعوث المقبل، فإنه من المرتقب أن يقوم نائب ميتشل، ديفيد هيل، بمهامه في المرحلة المقبلة.

وأكد الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الرئيس الأميركي ما زال ملتزما بشدة بأهمية السلام في الشرق الأوسط، قائلا «التزام الرئيس الآن بقوة التزامه عندما تولى منصبه» رئيسا للولايات المتحدة. ويذكر أن قرار أوباما الأول عند الوصول إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2009 كان تعيين ميتشل مبعوثا للسلام. وامتنع كارني أمس عن سرد تفاصيل استقالة ميتشل، مكتفيا بالقول «إنها قضية صعبة للغاية.. لكنها قضية مهمة، والرئيس ملتزم بمواصلة العمل عليها». وأضاف «اجتماعاته خلال الأسبوع المقبل تبرهن على ذلك»، في إشارة إلى زيارة العاهل الأردني إلى واشنطن وبعده رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ويستعد أوباما لإلقاء خطاب يوضح رؤيته للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها جهود التوصل إلى حل للنزاع العربي - الإسرائيلي. وأكد جاي كارني أمس أن أوباما سيلقي الخطاب يوم الخميس المقبل، ومن مقر وزارة الخارجية الأميركية. وكانت مصادر أميركية أفادت «الشرق الأوسط» بأن أوباما لم يكن ينوي الحديث بتفصيل كبير عن النزاع العربي - الإسرائيلي في خطابه، مفضلا التركيز على الثورات والاحتجاجات في العالم العربي. إلا أن التطورات مع استقالة ميتشل ولقاء أوباما مع العاهل الأردني قبل إلقاء الخطاب قد تؤثر على مضمونه. ووجهت رئيسة منظمة «أميركيون من أجل السلام» ديبرا دالي نداء إلى أوباما، أمس، قائلة في بيان «نحن قلقون بعمق من التقارير التي تفيد بأن خطاب الرئيس أوباما لن يتطرق إلى النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني». وأضافت «حان الوقت ليقوم الرئيس بعمل جريء ويقدم رؤيته للسلام الإسرائيلي – الفلسطيني، ويحدد خططه لجعل هذه الرؤية أساسا لاتفاق» بين الطرفين.

ومع استقالة ميتشل وتزايد الفجوة بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية، يجد أوباما نفسه أمام تحد لتوضيح رؤية للسلام أو ترك القضية تتراجع بعد سنتين من عدم إحراز أي تقدم فيها.

ومن غير المؤكد بعد ما إذا كان أوباما سيضع رؤية للسلام في خطابه يوم الخميس المقبل، حيث ما زال يقوم بصياغة الخطاب مع كاتب الخطابات في البيت الأبيض. لكن هناك مؤشرات واضحة بأن أوباما سيتحدث عن فرص السلم في المنطقة والتخلي عن العنف لتحقيق الازدهار والسلام في الشرق الأوسط، خاصة مع الإشارة إلى الثورتين المصرية والتونسية. وامتنع كارني عن توضيح ما إذا كان أوباما سيشير إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في خطابه أم لا، لكنه أوضح أن «الرئيس يؤمن بأن (القاعدة) وكل من يرى الإرهاب وسيلة لتحقيق مستقبل أفضل باتوا يتجهون إلى مزبلة التاريخ». وأضاف «الانتفاضات التي نراها والاحتجاجات السلمية للحريات السياسية الأكبر والديمقراطية والازدهار في المنطقة، هي طريقة لنفي آيديولوجية (القاعدة) وآيديولوجية العنف والقمع التي تمثلها (القاعدة)».