صلوات ومظاهرات ودعوات للزحف على إسرائيل عشية ذكرى النكبة الـ63

أعداد الفلسطينيين منذ 1948 تضاعفت 8 مرات

TT

استجاب مئات آلاف الفلسطينيين والعرب، أمس، إلى دعوات شبابية ومؤسسات تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، لأداء صلوات مليونية، أمس، في مساجد في فلسطين والدول العربية، استعدادا ليوم الزحف إلى فلسطين، في ذكرى النكبة الـ63 غدا.

ورفعت الشرطة بفلسطين ودول التماس العربية حالة التأهب، تحسبا من تحول هذه الدعوات إلى مسيرات زحف إلى الحدود مع إسرائيل، «تحقيقا لحلم العودة».

وتفجرت مواجهات محدودة مع الجيش الإسرائيلي، أمس، على حواجز عسكرية في الضفة الغربية، وفي القدس نفسها بعد أداء صلاة الجمعة، أمس، وأدى ذلك إلى اعتقالات وإصابات في صفوف الفلسطينيين.

وتحت شعار «الشعب يريد العودة إلى فلسطين»، تجمع أمس آلاف في ميدان التحرير بمصر، وغور الأردن ومخيمات اللاجئين في لبنان.

ودعا آخرون إلى استغلال هذا اليوم لإعلان انتفاضة ثالثة، وتبنى ذلك بعض الفصائل الفلسطينية، ومن بينها حماس. ووضع موقع المركز الفلسطيني للإعلام التابع للحركة، أمس، ساعة تعد بشكل عكسي الأيام والساعات والدقائق والثواني المتبقية لإطلاق الانتفاضة الثالثة غدا.

غير أن مثل هذه الدعوات، سواء دعوات الزحف أو تفجير انتفاضة ثالثة، لم تلق ترحيب السلطات في البلاد العربية، ومنها أيضا السلطة الفلسطينية، التي أكدت أنها لن تسمح غدا بتنظيم مسيرات انطلاقا من المناطق المصنفة (أ) باتجاه نقاط الاحتكاك مع القوات الإسرائيلية، ودعت مصر إلى إلغاء الفكرة لحساسية الموقف، وكان هذا رأي الأردن ولبنان. وقال المتحدث باسم أجهزة الأمن الفلسطينية، عدنان ضميري، إن السلطة غير معنية بسقوط «شهداء»، وإنها لن تسمح بتنظيم مظاهرات عنيفة.

وحسب اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، فإن الفعاليات ستتركز هذا العام في قلب مدينة رام الله، وستتزامن مع مسيرة مركزية وسط مدينة غزة. ودعت اللجنة لاقتصار هذه الفعالية على ذلك، خلافا لدعوات حملات شبابية مختلفة لإحياء الذكرى بمسيرات الزحف.

ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن مسيرات الزحف نحو نقاط التماس تحتوي على محاذير خطيرة. وردا على التحركات الفلسطينية، قرر مجلس المستوطنات في الضفة الغربية إطلاق حملة لرفع الأعلام الإسرائيلية كرد «صهيوني لائق». وبهذه المناسبة، نشر جهاز الإحصاء الفلسطيني تقريرا بالأرقام يتحدث عن واقع الفلسطينيين عشية الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين. وقال جهاز الإحصاء إن نكبة فلسطين كانت عملية تطهير عرقي وتدمير وطرد لشعب أعزل، وإحلال شعب آخر مكانه، حيث جاءت نتاجا لمخططات عسكرية بفعل الإنسان وتواطؤ الدول، فقد عبرت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير حتى احتلال ما تبقى من أراضي فلسطين في عام 1967 عن مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلا عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم، على الرغم من بقائهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة إسرائيل، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948، في 1300 قرية ومدينة فلسطينية.

وتشير البيانات الموثقة إلى أن الإسرائيليين، سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، قاموا بتدمير 531 منها، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين، وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة. وقالت المعطيات الإحصائية إن عدد الفلسطينيين عام 1948 بلغ 1.4 مليون نسمة، في حين قدر عدد الفلسطينيين نهاية عام 2010 بنحو 11 مليون نسمة، وهذا يعني أنه تضاعف بنحو 8 مرات خلال هذه الفترة. وفي ما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية، تشير البيانات إلى أن عددهم بلغ في نهاية عام 2010 نحو 5.5 مليون نسمة، مقابل نحو 5.7 مليون يهودي. ومن المتوقع إن بقيت معدلات النمو الحالية، أن يتساوى عدد الفلسطينيين واليهود (6.1 مليون) مع نهاية 2014. وستهبط نسبة اليهود إلى 48.2 في المائة بحلول نهاية 2020 (6.7) مليون يهودي مقابل 7.2 مليون فلسطيني.

وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية شكلت ما نسبته 44 في المائة من مجمل المواطنين حتى نهاية 2010، بينما يبلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث منتصف 2010، نحو 4.8 مليون، يشكلون ما نسبته 43.4 في المائة من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم، يتوزعون بواقع 60.4 في المائة في الأردن وسوريا ولبنان، و16.3 في المائة في الضفة الغربية، و23.3 في المائة في قطاع غزة. ويعيش نحو 29.4 في المائة منهم في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 في سوريا، و12 في لبنان، و19 في الضفة الغربية، و8 في قطاع غزة. وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين.