رجال دين محافظون يدعون نجاد إلى التخلص من مشائي

جنتي يؤكد تجاوز الأزمة مع المرشد.. ونائب يدعو الرئيس إلى محاربة شياطينه

جنود ايرانيون يهتفون بشعارات معادية لأميركا واسرائيل بعد صلاة الجمعة في طهران أمس (رويترز)
TT

أكدت شخصيات محافظة إيرانية ولاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، معتبرين أن ذلك سيضع حدا لأزمة سياسية استمرت ثلاثة أسابيع من دون التخلي عن الرغبة في إزاحة أبرز مستشاريه المتهم بـ«الانحراف» عن الخط السياسي للنظام الإيراني، وذلك وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

واعتبر آية الله أحمد جنتي، وهو رجل دين محافظ بارز، أمس، أن الأزمة بين أحمدي نجاد والمرشد الأعلى في شأن الإقالة الفاشلة لوزير الاستخبارات حيدر مصلحي قد «تم تجاوزها».

وأكد جنتي الذي يترأس المجلس الدستوري بقوله: «لم نكن نتوقع منه (أحمدي نجاد) هذا، إلا أن الأزمة تم تجاوزها وعاد الهدوء إلى النفوس».

وأعلن أحمدي نجاد مرارا في الأيام الماضية ولاء واضحا لآية الله خامنئي ردا على اتهامات الأكثرية المحافظة التي انتقدت بشدة تمرده.

واحتجاجا على رفض المرشد الأعلى للجمهورية لاستقالة مصلحي انسحب الرئيس الإيراني بشكل لافت من المشهد السياسي على مدى نحو عشرة أيام نهاية أبريل (نيسان) ما أدى إلى اندلاع أزمة غير مسبوقة داخل الحكم المحافظ.

إلا أن جنتي حذر بطريقة مموهة الرئيس الإيراني من أي تكرار لمواقفه.

وأشار إلى أن «من يتخذ قرارات سيئة سيخسر دعم الشعب» في إشارة إلى تصريحات أحمدي نجاد التي تباهى فيها بالدعم الشعبي له في مواجهة منتقديه المحافظين.

وحذر آية الله جنتي أيضا بشكل غير مباشر الرئيس الإيراني من أنه لن يتمكن من الاستمرار إلى الأبد في حماية أبرز مستشاريه أصفنديار رحيم مشائي الذي يواجه انتقادات حادة من رجال الدين المحافظين الذين يتهمونه بالوقوف وراء الأزمة والدفع بأحمدي نجاد نحو تيار «انحرافي» عن الخط السياسي للنظام الإيراني.

وقال إن «البعض يسعى للجنوح إلى انحراف (النظام) ويوما ما سيتولى النظام الشعب والاهتمام بأمرهم. مصلحتنا هي في عدم القيام بذلك الآن، إلا أننا سنجعلهم يعرفون في المستقبل مصير المعارضين السابقين في الداخل».

ودعا عدد من المسؤولين المحافظين خلال الأيام الأخيرة أحمدي نجاد إلى التخلي عن مشائي الذي ضاعفوا الهجمات بحقه.

واتهم رجل الدين المحافظ البارز آية الله محمد تقي مصباح يزدي شائي بالتحضير لانبثاق بدعة جديدة تشبه الدعوة البابية التي هزت بلاد فارس في القرن التاسع عشر.

وأخذ على المستشار الذي ينادي بقيام «إسلام إيراني» بسعيه إلى «استبدال اسم الإسلام بإيران» وبرغبته في إدخال «التعددية التي لطالما حاربناها» إلى النظام الإسلامي.

ودعا آية الله يزدي الذي يقدم غالبا على أنه المرشد السابق لأحمدي نجاد الأخير إلى «أن يفهم أنه ارتكب خطأ من خلال دعم مشائي بشكل صريح في مواجهة منتقديه المحافظين المتشددين».

ومن جهته، اعتبر النائب المحافظ رضا زكاني أن على الرئيس الإيراني «إزاحة المنحرفين عن الخط السياسي ومحاربة شياطينه الداخليين والخارجيين من خلال الانفصال عن مستشاره في القريب العاجل». ورد مشائي، أمس، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) على ولائه وولاء أحمدي نجاد لولاية الفقيه التي تمثل ركيزة للنظام الإيراني.

وأكد عدم وجود أي تدهور في العلاقة بين الرئيس والمرشد الأعلى، متهما خصومه بـ«السعي وراء مصالحهم الفئوية الضيقة من خلال تأجيج الشقاق» على رأس النظام بدافع الغيرة من «الإنجازات الكبيرة» لأحمدي نجاد.

إلى ذلك، نقلت «رويترز» عن مسؤول ألماني أنه من المحتمل أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على بنك ألماني متخصص في التعاملات مع إيران لمساعدته البرنامج النووي لطهران.

وتقول ألمانيا حتى الآن إنها تراقب البنك «آي آي إتش» ومقره هامبورغ، لكن لا يمكنها معاقبته ما لم يتفق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات أو إذا انخرط في تعاملات في مؤسسات مدرجة على القائمة السوداء للاتحاد. ورفض البنك حينما تم الاتصال به هاتفيا التعقيب.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على البنك العام الماضي لتسهيله معاملات بمليارات الدولارات مع بنوك إيرانية مدرجة على القوائم السوداء للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمساعدتها البرامج النووية أو الصاروخية لإيران.