متظاهرون يطالبون بموقف حازم من الكويت ويحملون المالكي وعلاوي مسؤولية تدهور الأمن

الصدر يدعو من الكوفة إلى مظاهرات معادية للأميركيين.. ويعلن براءته من «المسيئين»

عراقيون يتظاهرون في ساحة التحرير وسط بغداد أمس لتحسين الخدمات (أ.ف.ب)
TT

بينما كان من المتوقع، مع اقتراب نهاية مهلة المائة يوم وبدء البرلمان العراقي عطلته بنهاية فصله التشريعي، أن يرفع المتظاهرون العراقيون سقف مطالبهم ضد الحكومة التي ما زال أداؤها دون مستوى الطموح، والبرلمان الذي لم يقر سوى قانونين من بين عشرات القوانين المؤجلة، فقد صبوا جام غضبهم، أمس، من خلال مظاهراتهم الأسبوعية على ما اعتبروه «تجاوزا» من قبل الحكومة الكويتية على الأراضي والمياه الإقليمية العراقية.

وكان المئات من العراقيين تظاهروا، أمس، في ساحة التحرير، وسط بغداد، رافعين شعارات ولافتات تطالب السلطات الكويتية بالتوقف عما وصفوه بـ«الإجراءات العدائية» التي تقوم بها ضد العراق، داعين إلى تطوير نهج آخر في العلاقات العراقية - الكويتية يقوم على أساس بناء علاقات أخوية. كما دعا المتظاهرون الحكومة العراقية إلى اتخاذ «موقف حازم تجاه الكويت والنظر إلى حقيقة الأمور بواقعية قبل أن تنزلق إلى حالة من العداء الجديد بين البلدين يدفع ثمنها الشعب العراقي». وحملت اللافتات التي رفعها المتظاهرون عبارات مثل: «شباب العراق يناشدون الساسة العراقيين بعدم مجاملة من يريد استغلال العراق»، و«لا لنهب ثروات العراق من قبل الكويتيين».

وفي وقت لا تزال فيه الحكومة العراقية تلتزم الصمت حيال الإجراءات الكويتية الخاصة بإقامة ميناء كويتي كبير في جزيرة بوبيان، الذي يقول العراقيون إنه سيضيق الممر البحري، فقد تباينت آراء ووجهات نظر الكتل السياسية من هذه القضية. فبينما تشهد القائمة العراقية انقساما داخليا حيال الموقف من الكويت، حيث سبق للناطق الرسمي باسمها، حيدر الملا، أن شن هجوما حادا على الكويت، فإن المتحدثة الرسمية الأخرى باسم القائمة، ميسون الدملوجي، اعتبرت تصريحات الملا تمثل وجهة نظره الشخصية لا «القائمة»، معلنة عن قيام زعيم القائمة، إياد علاوي، الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع الكويت بزيارتها قريبا، دون الإفصاح عن الهدف من الزيارة.

وكان رئيس البرلمان العراقي، أسامة النجيفي، قد ترأس قبل أكثر من شهرين وفدا برلمانيا عراقيا كبيرا إلى الكويت كان قد كشف مصدر خاص مشارك في الوفد لـ«الشرق الأوسط» عن «استعداد الكويت لطي صفحة الماضي تماما مع العراق وإلغاء ديونه على أن يعلن اعترافه بالقرار الأممي 833 الخاص بترسيم الحدود مع الكويت»، وأشار المصدر الخاص إلى أن «رئيس الوزراء، نوري المالكي، يخشى في حال عرض موضوع الاعتراف رسميا بالقرار المذكور المزايدات السياسية داخل الكتل، وهو ما يجعله يتجنب طرحه الآن».

وفي السياق نفسه فقد أعلنت «القائمة العراقية البيضاء»، المنشقة عن القائمة العراقية الأم، التي يتزعمها النائب حسن العلوي، عن تشكيل تكتل جديد تحت اسم «تكتل حماية الحدود العراقية»، وذلك ردا على قيام الكويت بإنشاء ميناء مبارك في جزيرة بوبيان. وقالت الكتلة في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «تكتل حماية الحدود العراقية تم تشكيله بعد شروع الجانب الكويتي ببناء مينائه في جزيرة بوبيان الذي سيتسبب في محاصرة المنفذ البحري العراقي، والهدف من تشكيل التكتل هو متابعة ترسيم الحدود بين العراق الكويت».

وعلى صعيد متصل، جدد المتظاهرون مطالبهم بإجراء إصلاحات سياسية شاملة وإطلاق سراح المعتقلين الذين لم تثبت التحقيقات القضائية ارتكابهم أي جريمة تخل بأمن البلاد، كما دعا المشاركون في المظاهرة إلى إجراء حوار جاد وبنّاء بهدف تحقيق مصالحة وطنية حقيقية وإيجاد مساحات أكبر لحرية الرأي واستبعاد أساليب القمع التي تمارس ضد المعارضين لسياسة النظام، واعتبروا أن الخلافات الأخيرة بين المالكي وعلاوي التي تصاعدت حدتها بشكل لافت، هي السبب وراء التدهور الأمني في البلاد. من جانبه، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الشعب العراقي إلى الخروج في مظاهرات للمطالبة بإخراج قوات الاحتلال الأميركي من العراق. وترك الصدر، خلال خطبة الجمعة التي أم فيها المصلين في جامع الكوفة، إمكانية «رفع تجميد جيش المهدي أو إبقائه مرهونة بتلك المظاهرات»، معلنا في الوقت نفسه «براءته من المسيئين للشعب، وإن كانوا ممن يلوذون بي»، على حد قوله. وأضاف الصدر خلال الخطبة: «لا توجد على طاولتنا مسألة المساومة على قضية الدفاع عن الدين والمذهب»، داعيا العراقيين إلى «الخروج بمظاهرات سلمية للمطالبة بخروج المحتل». وأكد الصدر أن «المظاهرات التي دعا إليها هي التي ستحدد رفع التجميد عن جيش المهدي أو إبقاءه»، ففي حال «أدت المظاهرات غرضها بضمان خروج المحتل من العراق فسوف تنتفي الحاجة إلى رفع التجميد».