مستشارون عسكريون قطريون يساعدون الثوار الليبيين على تنظيم صفوفهم

الدوحة ساعدت قيادة الثوار على بيع النفط

ليبي يصيح بشعارات ويرفع علم الثوار خلال مسيرة بعد صلاة الجمعة في شرق بنغازي أمس (أ.ف.ب)
TT

أوفدت الولايات المتحدة وحلفاء أوروبيون ودول أخرى مندوبين إلى المجلس الانتقالي الحاكم من المعارضة الليبية. ولكن على أرض الميدان هنا، يرجع الثناء في المساعدة على تمتع جيش الثوار بهذا الوضع إلى مستشارين عسكريين من قطر. وكانت قطر هي أول دولة عربية تعترف رسميا بالشرعية السياسية لمجلس الثوار في بنغازي، وأول دولة تقدم مساعدة عسكرية للمجلس، حيث أرسلت 6 طائرات مقاتلة من طراز «ميراج» لمساعدة قوات حلف الناتو على فرض منطقة حظر جوي في مارس (آذار) الماضي.

وقد ساعدت قطر قيادة الثوار أيضا على بيع النفط للمساعدة في تمويل الإدارة الوليدة. والآن، تقف قطر بمفردها في تمويل التدريب العسكري للثوار، حسبما يقول المسؤولون. وقال محمود جبريل، أحد قادة مجلس المعارضة الليبية، يوم الأربعاء، خلال زيارة إلى واشنطن: «إنهم يساعدوننا على تنظيم أنفسنا»، مضيفا أنه لا توجد أي دول أخرى تقدم تدريبا عسكريا لمقاتلي المعارضة.

وصرح العقيد أحمد باني، المتحدث باسم جيش الثوار: «لقد وقفت قطر إلى جانبنا منذ البداية، حتى قبل الإعلان عن وجودها هنا. لقد كانت أكثر فعالية من أي دولة أخرى. ولم تتفاخر بهذا الأمر على الإطلاق». ورفض مندوبون من قطر طلبا لمناقشة عملهم مع جيش الثوار. ولكن الوجود القطري معروف جدا بين صفوف الثوار.

وقال طبيب في قاعدة عسكرية بإحدى ضواحي بنغازي إن المدربين القطريين كانوا يدربون المجندين الجدد على تمارين اللياقة البدنية وتمارين المشاة الأساسية. وقال محمد المصلتي، وهو طبيب شاب تطوع للانضمام إلى وحدة طبية تابعة لأحد الألوية العسكرية في بداية الثورة: «مدربونا القطريون يساعدوننا على العمل».

وكان خالد صالح، وهو مقاتل ملتح من الثوار كان قد عمل كرجل إطفاء، يرتدي زيا وصندل قتال مجعدا جديدا. وقال صالح: «نحن ثوار. ولكننا نتلقى الآن قدرا من التدريب»، وأضاف بقوله إن وحدته كانت قد تعلمت تكتيكات أساسية من قبل ليبيين زملاء، ولكن كانت هناك وحدات أخرى تلقت تدريبا من قبل مستشارين قطريين. وهناك «منطقة عسكرية» عميقة لمسافة 40 كيلومترا (24.8 ميل) خلف الخط الأمامي مغلقة بالنسبة للمدنيين ومقاتلي الثوار الشبان إلا إذا كانوا مرتبطين بوحدات مقررة. ويتم إخبار قوافل من القوات والأسلحة تصل في سيارات جيب وشاحنات بالانتظار، ثم تتوقف ليس بالشكل الفوضوي الذي كان يميز الثوار خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولكن بطريقة منظمة بشكل جيد.

وقال وليد محمد الفرجامي، وهو عضو آخر في جيش الثوار: «نحن مستعدون للقتال».

وذكر الفرجامي، بينما كانت الإبل ترعى من خلفه في الصحراء وسط قشور مسودة من الدبابات التي دمرت بفعل الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي، أنه كان واثقا من أن الثوار يمكنهم السيطرة على الأمور الآن. ولكنه أعرب عن قلقه من أنهم كانوا يفتقرون إلى الأسلحة الثقيلة المطلوبة للتقدم نحو طرابلس العاصمة، حيث لا يزال معمر القذافي يفرض قبضته على السلطة, وقال: «نحن نريد المزيد من حلف الناتو. ونحن نؤدي عملا جيدا، ولكننا نحتاج إلى المزيد». وكان وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، قد صرح خلال الشهر الماضي بأن وفد دولته سوف يضم خبراء عسكريين للعمل مع جيش الثوار من أجل تحسين «بنياتهم التنظيمية العسكرية والاتصالات والإمدادات اللوجيستية»، وأفادت فرنسا وإيطاليا أيضا بأنهما سوف يرسلان عددا كبيرا من ضباط الاتصال العسكريين من أجل تقديم النصيحة لقوات الثوار.

* والكر مراسلة خاصة. أسهمت الكاتبة ماري بيث شيريدان من واشنطن في كتابة هذا التقرير.